لقد وهب عشرات الشباب الواعى من أبناء مصر حياتهم، أغلى ما يمتلكون، وسالت دماؤهم الزكية وفاضت أرواحهم الطاهرة فى ميدان التحرير خلال الأيام الماضية لتحرير هذا الوطن من قيود الدكتاتورية والإذلال وحكم العسكر الذى دام لأكثر من ستين عامًا وسوف نكون جميعًا شركاء فى قتل زهور مصر ما لم نُرجع هذا البلد إلى الطريق السليم لحياة كريمة وديمقراطية حقيقية تهدف إلى وضع بلدنا على أول طريق التقدم والرقى. لقد وهب خيرة شباب مصر حياتهم لتصحيح المسار الخطأ الذى وضعنا فيه المجلس العسكرى فى بداية الثورة بالاستفتاء الخبيث الذى كان يعلم أنه سوف يقسم مصر إلى تيار دينى وآخر ليبرالى، وبالتالى تفريق القوى الثورية فى الميدان إلى فريق مع، وآخر ضد، والنهاية يحصل على ما يريده وهو حكم مصر من خلال تفتيت وإضعاف القوة الثورية حتى لا يلتفت أحد إلى خططهم. وبالطبع جذب العسكرى التيار الدينى الأكثر تنظيمًا إلى معسكره ووعده بمجلس الشعب والحكومة عن طريق بدعة الاستفتاء التى قادت البلد إلى انتخابات تشريعية فى وقت غير مناسب ولا يسمح لأى قوة سياسية ثورية بأن تنجح أو تحتل أغلبية غير الفلول والإخوان - وهم القوى السياسية الوحيدة التى كانت قائمة قبل الثورة.
الآن وقد انتفض الثوار مرة أخرى فإن الفرصة أصبحت مواتية لقيادة مصر من هذا المنعطف الخطير عن طريق أربع خطوات لا بديل لها: أولاً اختيار حكومة إنقاذ وطنى ثورية وإطلاق جميع الصلاحيات فى اتخاذ القرار لوزرائها ليقوموا بإدارة البلاد فى المرحلة الانتقالية القادمة والإعداد لانتخابات رئيس الجمهورية، ثانيًا اختيار مجلس مدنى من الثوار يقوم بمهام رئيس الجمهورية مشاركة مع المجلس العسكرى مناصفة، ثالثًا البدء فورًا فى انتخاب لجنة دستورية للإعداد لدستور جديد فى البلاد، رابعًا انتخاب رئيس للبلاد يتسلم مهامه فى أسرع وقت ممكن، رابعًا الانتخابات التشريعية وتشكيل مجلسى الشعب والشورى.
هذه هى خريطة الطريق التى تعطى الجميع الدينى أو الليبرالى الفرصة كاملة ومتساوية للمشاركة فى صياغة مستقبل البلاد. وأعترف هنا بأن نجاح هذه المبادرة لن يحدث إلا إذا عاد التيار الدينى مع التيار المدنى معًا يدًا واحدة يتفقون على حب مصر ومصلحتها أولاًَ والمكاسب السياسية أخيرًا. إنه الشىء المسلم به، إلا أن الإخوان رفضوا النزول إلى الميدان واختاروا للمرة الألف أن يقفوا على خط التماس يراقبون فى انتظار الفائز فى معركة تحرير مصر، وقد فاز شهداء الثورة بدمائهم وربحوا لمصر عمرًا جديدًا من تحت مخالب العسكرى. لذلك فالطريق الوحيد، حتى لكسب احترام الذات أمام هؤلاء هو العودة إلى العمل مع الثوار الشرفاء وقبول الخطوات السابقة والتى يتفق عليها كل الأطراف للخروج بمصر خارج الأزمة الدامية التى نمر بها. أخيرًا لم أسمع أحدًا من القوى المدنية يهدد أحدًا من التيار الدينى بأنه سوف يحجر على حرية أو يحدد طريقة اختياراتك فى الحياة أو يحلل أو يحرم منهج حياته، ولكن هذا هو ما يهدد به التيار الدينى الشعب بأجمعه ولكنهم يجب أن يعلموا أننا لسنا فى العصر الحجرى وأن الدساتير تكتب بالتوافق وليس بالأغلبية، ولعل ما يحدث فى التحرير الآن هو خير تحذير لجميع قوى الشعب بأنه لن تستطيع قوة مهما كانت أن تفرض إرادتها على باقى القوى. لذلك فالحل الأمثل هو التوافق.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
moh297
هذا رايك واليك راى
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة ابو طالب
مالك ومال الاخوان ... هو كده البرنامج الانتخابى للفاشلين هو مهاجمة الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الحق الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
القضية اكبر الف مرة من ان ينزل الاخوان او لاينزلوا
عدد الردود 0
بواسطة:
youssef
انت لسة عايش
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد مطاوع
الدولار بكام جنيه مصرى؟
عدد الردود 0
بواسطة:
Amir Gergis
أن الدساتير تكتب بالتوافق وليس بالأغلبية
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
صح
بصراحة كلامك صح الصح وياريت هو ده الى يتعمل.
عدد الردود 0
بواسطة:
ميلاد
التيار الديني
عدد الردود 0
بواسطة:
د.احمد الخطاط
رابعا