غريبة.. مازال هناك من يدعون إلى مقاطعة الانتخابات، رغم إقبال المصريين على الانتخابات، وانتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات، وهناك من مازالوا يدعون إلى مقاطعة نتائج الانتخابات، امتثالاً لإرادة المصريين، مع أن 70% من المصريين، انتظموا للتصويت أمام لجان الانتخابات.
لم يكن متصوراً فى الشهور الأولى التى لحقت يناير، أن من كان ينادى بالديمقراطية، وحكم المصريين، لأنفسهم، مهما كان الذين سوف تسفر عنهم الانتخابات، هم أنفسهم الذين دعوا فجأة لمجلس رئاسى، قالوا إنه يمثل المصريين، واختاروا له أشخاصاً بعينهم، بدعوى أن هؤلاء هم الأقدر على إدارة المرحلة الانتقالية للمصريين!
بعضهم مستمر فى " القىء"، وبعضهم مازال يبحث عن سبل الخروج من أزمة استمرار المجلس العسكرى فى الحكم، مع أن الانتخابات، كانت السبيل إلى سحب اختصاصات العسكر، فى دولة جديدة.
الدول الديمقراطية، تبدأ من عند صناديق التصويت، لا من عند الاعتصامات أمام مقر مجلس الوزراء، لمنع رئيس الوزراء من الدخول.
بعضهم " ثورى " بالضرورة، وبعضهم " ثوريون" بالطبيعة، وبالتكوين، وبالنشأة، وبالجينات، مع أن الثورة تهدم ولا تبنى، ومع أن لحظات ما بعد الهدم تستوجب، ساعات من البناء.
" استمرار الثورة " ليس مطلباً عاماً، فقد كشفت الانتخابات أن التغييرمطلوب فى الطريق للديمقراطية، لا فى الطريق لاستمرار الثورة بدعوى المطالبة بالتغيير، دون الاقتراب من التغيير، أو الاقتناع بخطواته.
تعبيرات " الشرعية الثورية " عُرفية، بينما لا تعرف كتب السياسة إلا مصطلحات بعينها، منها الشرعية القانونية، والشرعية الدستورية.
فـ "الشرعية " و" الثورية " لا يجتمعان، وأن اجتمعا لا يستمران، الألفاظ الدالة على الشرعية، مخالفة بالضرورة لتلك الدالة على الثورات، تمرد، وانفجار، وغليان، ونزق جارف، أسبابه ومحدداته مختلفة، ومعقولة أحيانًا كثيرة، بينما الشرعيات تعنى الاستقرار، واستيعاب الثورة، والفورة، فى الطريق للتأسيس.
المطالبات، بترك المجلس العسكرى للسلطة، مع الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات استمراراً لحالة ثورية، قد تحترم، لكن فى الوقت نفسه لا يمكن، الآن، إلصاقها بالأغلبية.
بعضهم مازال مستمراً فى مطالباته بمجلس رئاسى مدنى، باعتباره مطلباً عاماً، أو يود أن يظهره كذلك، مع أنه ليس كذلك.
صحيح بعضهم يرفض حكومة الجنزورى، وربما يكون الجنزورى مستحقاً للرفض، لكن التأكيد على أن جموع المصريين، يرفضون وزارة الجنزورى، وأن الذين طالبوا بمقاطعة الانتخابات، فأدلوا بأصواتهم، متشحين بـ " تى شيرتات " سوداء هم جموع المصريين، لا هو مناسب، ولا هو منطقى ولا هو حقيقى.
الانتخابات كانت الحل، والحل المستمر، يتأتى مع كف بعض القوى عن تصدير أنفسهم على أنهم هم " كل القوى.
هذا ينقلنا بالضرورة، إلى ما كشفته الانتخابات من أن الذين قالوا إن المجلس العسكرى لم يتول السلطة بالاستفتاء حتى يترك السلطة بالاستفتاء، لا يمثلون كل المصريين.
شباب التحرير، مجتهدون، لكن اجتهاداتهم ليست نصوصا، على التيارات والآراء الأخرى تنفيذها. فالاجتهادات ليست قرآناً عربياً ثورياً لا جدال فيه، كما لاجدال فى الحج، ولا لغو فى الحديث.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
hamdy
واضحة ولا تلومن أحدا
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
صدقت فيما قلت - ولكن لاحظ 30 سنه ظلم وقهر وفتن ليس من السهل علاجها فى عدة شهور
عدد الردود 0
بواسطة:
wael ebrahim
صدقت