وليد طوغان

ولا "الديمقراطيين".. أيضا!

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011 09:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الواقع غريب فالذين نادوا قبل يناير بالديمقراطية وناهضوا ما قالوا إنه إقصاء، فأخذوا ضمن ما أخذوا على نظام مبارك، التنكيل بالإسلاميين كانوا أنفسهم الذين هاجموا اكتساح الإسلاميين فى الانتخابات.

قالوا إن الإسلاميين استقطبوا الناخبين مع أن السياسة استقطاب. وقالوا إن الإخوان وجهوا الناخبين مع أن مرشحى الكتلة وجهوا، وباقى الأحزاب وجهوا هم الآخرين، وتوجيه الناخبين خطيئة انتخابية، يجوز فيها الحد.

لكن معظم من سموا أنفسهم بالليبراليين، للدرجة التى بات فيها مفهوم الليبرالية مبهما فى الشارع كانوا ينادون بديمقراطية على هواهم، أو على مقاسهم، مع أن الحريات مقاسها واحد، والديمقراطية ليس لها ألوان متعددة.

ليس دفاعا عن الإسلاميين فالثوابت أن الإسلاميين "دوجما"، وأن الأصوليين فى أى دين، ليسوا قوم مرونة.. إنما الواقع غريب.

الشهور الخمسة الأخيرة اتضح أن الذين كانوا ضد الإقصاء، ودوا لو أتاحت لهم الظروف ممارسة الإقصاء. أذكر حقوقى قال قبل فترة إن تياره مستعد لممارسة الديمقراطية، مع أى تيار إلا الإخوان المسلمين، ولما سألوه لماذا؟ قال: "لا يصلحون للديمقراطية"، لكن أحدا لم يسأله وقتها، من الذى نصبه ميزانا لمن يصلح ومن لا.

الدكتور البرادعى مثلا، ناهض نظام مبارك، بوصفه ضد التعددية، ثم كان هو الذى دفع أنصاره فى اتجاه فرض مجلس رئاسى بصلاحيات مطلقة على المصريين .. وفهمنا أن علينا اعتبار المجلس بديلا للانتخابات.

كانت المؤشرات أن البرادعى وتياره يرفضون الانتخابات، السبب كما قالوا إن الظروف ليست مناسبة، ثم أصروا على ذلك حتى كادوا يشعلوا البلد، متجاهلين رغبة مصريين تكدسوا أمام صناديق اللجان، إقبالا على الانتخابات!


والبرادعى مثل الأستاذ المناضل علاء الأسوانى، مرة قرر أن الواعين من المصريين يرون ضرورة تسليم المجلس العسكرى السلطة للمدنيين، مع أن غالبية المصريين فى اعتقادى لا يريدون مغادرة الجيش للحكم الآن.

وجه التشابه بين البرادعى والأسوانى إن الأول سمى وجه نظره الحل الوحيد، بينما وصف الثانى رأيه، بالحل الأمثل. هذا، قال إنه يتكلم باسم الجميع، بينما قال الثانى انه يتحدث باسم الجماعة.

البرادعى والأسوانى وطنيان ديمقراطيان، لكن ديمقراطيتهما على مقاسهما، ومقاس الأفراد فى الغالب لا يمكن مقارنتها بمقاس المجموع.

لا أتكلم أيضا باسم الجماعة، لكننى أرصد آراء أخرى، ورغبات أخرى، ولو خالفت البرادعى والأسوانى فهى مشروعة.

السؤال: من الفيصل بين الآراء المتناحرة، والمتضادة؟

الإجابة: صناديق الانتخابات، لذلك لم أفهم ما قاله أيمن نور عندما وصف نتائج الانتخابات بالنزيهة لكنها ليست عادلة!

العدل من وجهة نور فيما يبدو، قريب الشبه بديمقراطية البرادعى والأسوانى.. القرار أو الرغبة أو الأمانى باختفاء الآخر.

"الآخر" عند أيمن نور هو الإخوان. إذ يحسب نور فى زمرة الليبراليين بينما "الآخر" لدى البرادعى والأسوانى هم الإخوان، إضافة للذين لا يعتقدون فى ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته الآن، ومعهم الذين لم يجدوا معنى للمفاضلة بين مجلس رئاسى منصوص عليه من شخصى، وبين انتخابات، تشير إلى رأى الغالبية، فى أرقى طريقة وصل إليها الإنسان حتى الآن لقياس الرأى، ورغبات الجماعة!

وصول الإسلاميين للحكم سيئ، لكن الأسوأ أن تتغير المفاهيم حسب مرات ظهور الأشخاص فى الفضائيات. "العدل" كما فهمته من "الليبراليين" بعد الانتخابات كان يعنى ألا يحصد الإسلاميون الأغلبية فى الانتخابات.

السؤال: "حتى لو كان هذا هو ما أسفرت عنه أصوات الناخبين؟ الإجابة: "حتى لو كان هذا ما أسفرت عنه أصوات الناخبين".

أما "الوعى" لدى بعضهم فأصبح معناه أن يقبل المجلس العسكرى بالرحيل فورا، لأن هذا هو الصواب، حتى لو كان الذين لا يرغبون فى استمرار حكم العسكر، لا يرغبون أيضا فى مجلس غير منتخب يترأسه البرادعى، رافض.. الانتخابات!

كثيرون تغيرت قناعاتهم الفترة الأخيرة فتبينوا أنه ليس الإخوان وحدهم الذين لا هم ديمقراطيون، ولا يصلحون للحكم!
اللهم ولا الديمقراطيين.. أيضا!






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الجزيري

أنت فين يا عم؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

صوت عاقل فى وسط حالة الجنون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة