انكار تمسك قطاعات كبيرة في الشارع بالمجلس العسكري في الحكم ، علي الاقل الان ، جحود . ووصف المحسوبين علي الثورة اصحاب الراى الاخر ، بالماجورين ، جمود ، وعودة للخلف ، ومخالفة للحريات التي يطالبون بها المجلس العسكري .
لم تعد القضية بقاء المجلس العسكري ، او مغادرة المجلس العسكرى . القضية فى توجهات الشارع " الثورى " تجاه اي سلطة ، وتصورات النخبة تجاه اي مجموعة علي راس السلطة بعد يناير .
تطورات تاريخية و سياسية ، انعكست علي المجتمع المصري كالمراية ، حولت المعارضة الدائمة لاى سلطة الى مرادف للنضال . حتى ان الثوريين استقبلوا اتهامات النيابة لصاحب دار " ميريت " بالاستهجان ، بينما قابلوا احتراق المجمع العلمى بالتساؤلات عن اهميته ، مقارنة بدماء الشهداء .
مقاومة السلطة ، مهما كان الذي علي راسها ، بدت فرض عين لدي قطاع ، حشر نفسه ، وركب على ضجر المصريين من النظام السابق ، وسلبيات اخرى شابت الحياة فى مصر ، ليس خلال حكم مبارك ، انما خلال الفترة ما بعد ثورة يوليو .
الملاحظة ان كثير من المحسوبين على يناير ، بعدما سنحت الظروف ، بدأوا في ممارسة نفس ما اخذوه علي النظام السابق . فجنحوا الى الحجر علي الراي الاخر وتخوينه ، ثم قطعوا تذاكر ذهاب فقط ، فى رحلة البحث عن مصادر خارجية قالوا انها تمول اصحاب الاراء المخالفة .
ثائرة بنت ثائر قديم مثلا ، سبت الدين علي حسابها علي تويتر للذين لا يرون في رايها تجاه المجلس العسكري الصواب . وسب ابوها هو الاخر الدين للمخالفين ، ووصفهم بالخونة ، والعملاء ، بينما تباسط طبيب مثقف ، فتعالي فقط علي المناهضين لارا ئه ، ووصفهم بالجهلة !
ربما لم ننتبه للان ، الى ان فساد النظام السابق ، كان يقابله فساد اجتماعي ايضا . سقط النظام ، ولم يسقط الفساد الاجتماعى . ذهب مبارك الديكتاتور ، فداهمنا مليون ديكتاتور .
ليس صحيحا ان حكم مبارك هو الذى تسببت في فساد المصريين . فالثلاثون عاما في عمر المجتمعات لدى خبراء الاجتماع ، مثل خمس دقائق في عمر الافراد ، و الدقائق لا تربي عادات ، لذلك ، فثلاثون عاما لاتكفي وحدها لتاصيل فكر وسلوك شعوب .
الانقلابات الاجتماعية بعد ثورة يوليو ، و هزيمة عبد الناصر ، ثم انفتاح السادات ، مع طول فترة حكم مبارك ، وتفاصيل اخري متشابكة هي التي اثرت في المصريين . وهي التي انزلت بهم عقيدة العيب في النظام الحاكم باستمرار ، بينما الشارع ظل لديهم بريئا باستمرار ايضا ، رغم ان هذا لم يكن صحيحا احيانا كثيرة .
مزاحمة النشطاء لاصحاب الاراء المخالفة الان ، ورغباتهم في فرضها واحتكارهم وجهات نظر باعتبارها مسلمات مؤشر على فساد اجتماعى . فالفساد ليس رشوة ، ومحسوبية ، واستغلال نفوذ فقط . و سب طبيب ثائر الناس في الشارع لاستداكهم لارائه فساد . والفساد وصف ثائرة شابة ، بنت ثائر عجوز الذين لم ينزلوا الشارع للاشتباك مع الجيش بلفظ دارج في الشارع ، ينفي الرجولة عن الرجال . هى كتبت اللفظ بتعبير الشارع علي حسابها علي تويتر بلا حياء ، ولا خجل ، مع ان الحيا ء شعبة من شعب الايمان ، والثائرة محجبة .. عفة وطهارة .
اعرف ثائرا اخر ، كتب في عموده الصحفى ، مفضلا الاحتلال علي حكم المجلس العسكري ، مع ان الاحتلال احتلال ، وربما عاطفته الجياشة ، اعمته بحيث لم يعد يعرف معنى الاحتلال . ربما اخذته الجلالة الثورية ، لكن هذا ليس مبررا . واعرف ثوارا بالتحرير بارادتهم ، وصفوا الذين نزلوا العباسية بارادتهم ايضا بالمتظاهرين نظير مال ووجبات طعام ، مع ثوار التحرير كانوا نفس الاشخاص الذين قلبوا الدنيا لما وصف نظام مبارك الذين اعتصموا في التحرير ضده ، بالماجورين ، نظير دولارات ووجبات كنتاكي .
واضح ان كلمة السر " كنتاكي " ، والفساد الاجتماعى المستشرى ، هو الذى حول الاتهامات بالوجبات " الديلفرى " الى كرة بينج بونك يضربها بقوة كل منا في وجه الاخر ، ويستخدمها كل فصيل سياسى او صاحب راى فى شتيمة الاخر ، وللشماته فيه واتهام .
تسليم المجلس العسكرى للسلطة ، الان ، والان تعنى امس ، حسب التعبير الامريكى ليس مطلبا شعبيا . بالعكس ، حال الاستفتاء ، الاغلبية ستكون ، ليس الان ، ولا امس . ليست رغبة فى بقاء العسكريين ، انما طلبا للامان ، ورغبة فى الوصول الى استقرار سياسى ، وقرفا من مزايدات من قالوا انهم ضد الديكتاتورية ، ثم خرجوا يمارسون ديكتاتورية مخلوطة بقلة الادب ، وبلا حياء .. مع ان الحياء ، شعبة من شعب الايمان .. والثائرة بنت الثائر .. محجبة .. عفة وطهارة !!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد خلاف
يا ريت حضرتك تبقى تقول الكلام ده لرئيس التحرير بتاعكم :)
آمين
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
العسكرى باقٍ ما بقيت مصر .
عدد الردود 0
بواسطة:
Egypt lover
Perfect
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف ملاك
السادات
عدد الردود 0
بواسطة:
bell
قله الادب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
برافوا
مقال جيد وغير متشنج كالعادة