محمد رمضان

مصر تحتاج إليك

الأربعاء، 07 ديسمبر 2011 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسالة قد يوجهها كل منا إلى الآخر– تحت شعار الدين لله والوطن للجميع - فما بين الفرحة التى عمتنا جميعاً، ونحن نتابع الإقبال غير المسبوق من المواطنين على الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات المرحلة الأولى لمجلس الشعب والإقبال الشديد للمواطنين على اللجان الانتخابية بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم السياسية وطبقاتهم الاجتماعية، كان القاسم المشترك فرحة عارمة للقضاة نقلها إلى العديد منهم وهم يشاهدون الشعب المصرى عن بكرة أبيه وقد ذهب للإدلاء برأيه قبل صوته فيمن يريد تمثيله فى مجلس الشعب، ومدى سعادتهم وهم يرون بأعينهم وعى شعب أراد الحياة فقام بثورته البيضاء - وهى بالفعل بيضاء – بعدما قامت ونجحت فى سقوط نظام فاسد لا يختلف عليه اثنان على فساده برجاله أياً كانت مواقعهم، فلم يكونوا ينتمون لهذا الوطن قدر انتمائهم لحزب ونظام، لأنهم كانوا يؤكدون أن من أتى بهم ليس الناس ولكنه الحزب، فأصبح بدلاً من أن يعملوا لصالح الوطن والمواطن، ويتقوا الله فى مستقبل الأمه، كانوا يعملون لمصلحة فرد حاكم وحزب فاسد.

الفرحة جاءت للقضاة، وهم كثر، بالإقبال الشديد الذى شهدوا عليه وأشادت به الدول والمنظمات الدولية على أنها أول انتخابات شهدت حرص المواطنين على المشاركة فى الانتخابات، وعلى نزاهة أول انتخابات تجرى فى تاريخ مصر، للأسف، بعد كل تاريخنا نشهد أول انتخابات نزيهة بعد ثورة وليس قبلها، فمن قبلها لم يحترم تاريخها.

ولكن، للأسف، سرعان ما تبددت الفرحة، لا أريد أن أقول بالحزن، بل بالدهشة، كيف تتراجع نسب إقبال المواطنين على الانتخابات للإعادة فى المرحلة الأولى إلى نصف ما كانت عليه فى المرحلة الأولى؟ وصلت إلى ما دون الـ 30 %، بعدما شهدت إقبالاً شديداً من المواطنين فى المرحلة الأولى تعدت الـ 60 %، فما هو اللغز فى عدم حرصنا جميعاً على استكمال حريتهم وانتزاعها بأيديهم واسترداد حلمهم فى غد أفضل، ولن يكون ذلك إلا بالإدلاء بأصواتنا سواء فى أول مرة أو ثانيها.

هل كانت فعلاً بسبب الغرامة المالية التى قررها قانون مباشرة الحقوق السياسية بـ 500 جنيه، وهل هذا يعنى أن المواطنين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم خوفاً من الغرامة، وللعلم الغرامة مازالت سارية، فالقانون لم يحدد سقوطها عن المواطنين بإدلائهم لأصواتهم لمرة واحدة، بل جعلها عامة تخص المشاركة حتى الانتهاء من العملية الانتخابية التى يتبعها كل منها، سواء انتهت من أول مرة أو بالإعادة، كما حدث حالياً وحتى إعلان النتيجة، وإذا كان هذا ما يحث المواطنين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم فليكن ولتفعّل الغرامة وتطبق على كل من لا يدلى بصوته فى الانتخابات بكافة مراحلها.

وكنت أظن، كما ظن الكثيرون، أن المواطنين حرصوا على المشاركة فى الانتخابات واختيار من يمثلونهم فى أهم مرحلة تاريخية تشهدها البلاد لبناء مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة بالصورة التى يريدونها، فالأمر أصبح يحتاج منا جميعاً وقفة مع النفس وتقييم عملنا وأدائنا فى الانتخابات.

فلم يعد مقبولاً أن نتعامل بسلبية مع عملية التصويت، فهى واجب وطنى وشرعى وقانونى، حتى لا تذهب أرواح شهداء الثورة هباءً، فهى فى أعناقنا إلى يوم الدين، ويجب أن نشارك جميعاً فى صنع المستقبل، فلا مجال للسلبية فى حياتنا، فمستقبلك ومستقبلى ومستقبل الأجيال القادمة فى أيدينا، فلا تفرط فى حقك وحق أبنائك وأهلك، ولنرفع شعار "مصر تحتاج إليك".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة