سليمان الحكيم

مصر تحطم صنمها

السبت، 12 فبراير 2011 07:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآن دخلت مصر القرن الواحد والعشرين.. عصر الشعوب بحق.. خرجت من عباءة الفرعون وعبادته تخلصت من كهنة المعبد، بل ومن المعبد ذاته.

عادت مصر إلى المصريين بعد أن ظلت طائرة مخطوفة طوال أكثر من ربع قرن تهبط فى تل أبيب تارة، أو فى واشنطن تارة أخرى، ولم يفكر تيارها ذات مرة أن يهبط بها على أرض مصرية.

فى يوليو 52 كان انقلاباً تحول إلى ثورة، وفى يناير كانت ثورة تحولت إلى انقلاب، كانت ثورة حمراء تحولت إلى انقلاب أبيض من القصر على القصر هذه هى المرة الأولى فى التاريخ المصرى التى يغير فيها الشعب حاكمه بنفسه.

فى 52 قام ثوار يوليو بالنيابة عن الشعب بإجراء التغييرات التى كانوا يحلمون بها أم اليوم فقد قام الشعب بالأصالة عن نفسه بتحقيق تلك الأحلام فلم يعط تفويضاً لأحد ولم يحرر توكيلا لأى من كان ليترافع عنه فى قضيته فكان جديراً بحكم البراءة من الخنوع والتواكل، والجبن.

هذه هى المرة الأولى التى لن يختلف المؤرخون فيها حول توصيف ما حدث.. ما إذا كان ينتمى إلى فصيلة ثورية.. أم إلى الفصيلة الانقلابية.

لم تغير مصر حاكمها عبر صناديق الانتخابات الزجاجية فقد حال المستبدون دون حقهم فى ذلك فقررت أن تغيره عبر الشوارع والحارات والميادين بدماء الشهداء وحناجر الشجعان.

من الآن فصاعدا أصبح لدينا مزارا سياحيا أخر يضاف إلى قائمة المزارات التى يقصدها السياح من كل بلاد الدنيا فسوف يتوافدون على ميدان الشهداء.. ميدان التحرير ليلتقطوا الصور التذكارية على أرضه بعد أن كانوا يكتفون بالتقاطها مع التماثيل والتوابيت التاريخية.

لم تكن صدفة أن تنطلق الثورة من ميدان يحمل اسم "التحرير" فقد كان التحرير هو الهدف الأسمى الذى انطلقت الثورة لتحقيقه تحرير الإرادة من العجز وتحرير العقل من الخرافة وتحرير الضمير من الانحراف.

فى عام 1973 نجحنا فى تحرير الأرض وفى عام 2011 نجحنا فى تحرير الإرادة حين عاد المصريون إلى مصر عادت مصر إلى مصرييها الحقيقيين عادت من أيدى خاطفيها من المتمصرين أصحاب الذمم الخربة والضمائر الميتة والعقول المتحجرة.

لقد عاد المصريون إلى مصريتهم، عادوا مواطنين لا رعايا وملاكاً وليسوا مجرد سكان يقيمون فيها بالإيجار.

لقد نجحت مصر فى تحطيم أصنامها فى الحزب "الوثنى" وفى كل الهياكل الوثنية غير الوطنية.. مبروك يا مصر.. مبروك يا مصريين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة