أولا أريد أن اعتذر لشهداء ثورتنا الشريفة وأقدم لهم خالص شكرى وامتنانى..اعتذر عن غفلتنا السابقة..اعتذر عن جبننا...اعتذر عن سكوتنا عن حقنا. فقد دفعتنى دموعى إلى كتابة هذه الكلمات. كم أتمنى أن أكون معكم الآن وكم أتمنى أن أساهم فى تخليد ذكراكم.
أهديكم هذه الكلمات البسيطة حيث إن الكلمات تعجز عن التعبير عن حزنى وحسرتى على ضياع شباب فى عمر الزهور.فأشكركم أخوتى الكرام على هديتكم....فقد دفعتوا بنا إلى الدفاع عن كرامتنا. ولأول مرة ...ذقنا حلاوة الكرامة ...حلاوة العزة...اليوم. شعرت بمعنى هده الجملة الشهيرة:"لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا" طالما كنت أردد أننى حزينة لأننى مصرية...فقد ذقت الذل و الظلم حتى فى أبسط حقوقى ...كالتعليم على سبيل المثال.كنت دائما أردد فى كرارة نفسى الجملة التى ذكرها فاروق جويدة فى إحدى قصائده :"هذه بلاد لم تعد كبلادى" ..فاستحوذ على هذه البلاد اللصوص و"المدللون"... ولكننى اليوم فخورة أشد الفخر. كما أننى فخورة بكم يا مصريين.
ثانيا أود أن أقدم اعتذارى لوطنى ..مصر.استهنت بك كثيرا وظلمتك أكثر من مرة..سألتك فى كثير من الأحيان:"ليه ظلمتينى يا بلدى ..ليه بتهان حتى فى وسيلة المواصلاث..ليه بتهان حتى فى تعليمى...و الى عايز يتعلم تعليم صح لازم يبقى معاه فلوس ولكنى تأكدت أن الخطأ كان راجعا إلى التشاؤم الذى دمرنى..أقسم بالله يا وطنى لن أضعف بعد اليوم. أقسم بالله يا وطنى أنى سأحافظ عليك وسأساهم فى بنائك كل يوم..:"عشان بحبك بجد يا مصر".
ثالثا ..أوجه اعتذارى لأخوتى المصريين لأنى استهنت بكم..فوجئت بثورتكم يا أخوتى الكرام وكنت دائما أقول :" محدش هيعمل حاجة".لذلك اعتذر لكم ..عادت كرامتنا يا أخوتى المصريين ...وعادت ولن نخسرها إن شاء الله...لأننا لن نفرط فيها بعد اليوم..ذهبت بنفسى إلى ميدان التحرير ورأيتكم بعينى...وعلمت الحقيقة...أنتم ونحن جميعا جيل مصر العظيم.رأيت فى عيونكم العناد ولكن فى الوقت ذاته شهدت الإصرار والوعى والإدراك بكامل حقوقنا.
رابعا..أود أن اعتذر للرئيس السابق محمد حسنى مبارك لما تلقاه من إهانة ..ولكنك أخطأت.أنا لا أهاجمك فى شخصك ولكنى أنتقد أفعالك. لقد أخطأت لأنك لم توجه اهتماما كافيا لشعبك...تركت "عز "ينهب البلاد..تركت "العادلى" يظلم الرجال...فلم تنصت إلى الشباب..والأسوا من ذلك أنك سخرت من المعارضة ولم تنصت إلا لمن سمموا أفكارك. أكن لك سيدى الرئيس كل احترام ولكنك أذنبت فى حق شعبك. وللأسف تركت نجلك الذى ليس لديه أدنى خبرة يحكم البلاد...فهو الذى خذلك وهو الذى تسبب فى إهانتك. ولكنى أعلم أنك تحملت أخطاء نجلك و تحملت الإهانة من أجله ...و لكنه لا يستحق الحماية.
تخليت عنا سيدى الرئيس عندما تركت حكومة نظيف تهدم أحلام الشباب وأفقدتهم الشعور بالانتماء....حكومتك لم تأخد بثأر شهداء الإسكندرية..وإهمالها تسبب فى إثارة فتنة شنيعة بين أصدقاء العمر...و لكن هده المحنة أثبتت و حدتنا الوطنية ...لقد كنا بالفعل يدا واحدة...رأينا بأعيننا المسيحى الذى يحمى أخيه المسلم وقت صلاته ....رأينا بأعيننا المسلم الذى يحمى الكنيسة....فقد هزمنا ادعاءات الغرب و أكد الرئيس أوباما أن ثورتنا النبيلة قد الهمت العالم!!! . سامحنا أيها الرئيس السابق لأننا فاض كيلنا من الذل وازداد عطشنا للكرامة.واعذر شعبك الذى أهانك ...فإن الأم التى فقدت ابنها فى العبارة لم تتمالك نفسها ...الأخت التى فقدت أخيها فى "جمعة الغضب"لم تستطع أن تدفن غضبها ...الابنة التى فقدت ابيها لأن لم يتوفر لديها المبلغ الكافى لعلاجه لم تستطع أن تكتمصراخها...فأعذر غضب شعبك,سيدى الرئيس..نحن نكن لك كل احترام و لكن.. جاء وقت الرحيل.
خامسا..أود أن أقدم اعتذارى لرجال الشرطة "الشرفاء" واعذروا الشعب الذى أقسمتم على حمايته..فقد كان غاضبا أشد الغضب من الإهانة التى تعرض لها على يد بعض رجال الشرطة الذين استغلوا مكانتهم بصورة لا تعقل.
شعبى الحبيب الصبور المهاود"..انتهى عصر الظلم و الذل، وانتهى حكم الفاسدين.نصرنا الله عز وجل فى ثورتنا لأننا حاربنا الفساد وأهنئكم يا شعب مصر. وإلى كل من يردد بكل استفزاز......"هتضيعوا من غيره...هتروحوا فى داهية" ألم تلاحظ أيها المتشائم أنه لم يحكم هذه البلاد مند أكثر من خمس سنوات؟ نعم عشنا فى أمن و استقرار..لكن هل يستلزم ذلك أن نبيع كرامتنا وعزتنا فى مقابل العيش فى أمان ...فعليك أن تعلم أيها المتشائم..أنه يمكننا العيش فى أمن مع الاحتفاظ بكرامتنا...أيها المتشائم، لقد كنا نعيش فى ذل...الرجل البسيط كان يتعرض للإهانة بطرق لا توصف لأنه كان يريد أن يقول كلمة حق..
أيها المتشائم كان والدى يأمرنى باستمرار:"أوعى يا بنتى تروحى مظاهرة ..أنتى مش عارفة البنات بيحصلها إيه!!" كان يعلم لأنه ضابط شرطة..قدم طلبا بنقله من الأمن المركزى مند أكثر من أربع سنوات لأنه كان لا يتحمل إيذاء البسطاء وذوى الحقوق...أيها المتشائم لقد كان جمال مبارك على وشك التسبب فى غرق البلاد مع أصدقائه وأنت لا تعلم . فعلينا أن نضع حدا لهذا التشاؤم المدمر.
والآن علينا أن نغير من أنفسنا حتى نبدأ بالفعل تيار التغيير...ويتعين علينا أن نبدأ صفحة جديدة ...فالوقت ليس مناسبا لتصفية الحسابات...علينا أن نساهم فى إعادة استقرار البلاد....حفظ الله مصر وشعبها.."مبروك يا أبطال التاريخ".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة