◄◄القناة نجحت فى توثيق حياة النجوم المصريين الراحلين والمعاصرين وأبدعت بأقل الإمكانيات
◄◄ برنامج «استديو مصر» تحول إلى منبر لكل السينمائيين ودعم التجارب السينمائية المختلفة
رغم التخريب الذى شهده مبنى ماسبيرو، كانت هناك قيادات مازالت تفكر بشكل صحيح، والموضوعية تحتم علينا إبرازها ووضعها فى الكادر الذى تستحقه، فليس كل قيادات ماسبيرو فاسدة، وليس من العدل أن نغفل هذه الكوادر التى تمكنت من صناعة النجاح فى جو لم يكن يسمح أبدا لأى إبداع أن يظهر، ومن بين هؤلاء المخرج عمر زهران، رئيس قناة نايل سينما، الذى استطاع تأسيس قناة سينمائية نجحت أن تكون السفير التليفزيونى للسينما المصرية، والذاكرة التى تحفظ وتوثق تراثنا السينمائى الذى أوشك أن يضيع فى دوامة نسيان المواطن.
وكان زهران هو أول من نادى بأن تليفزيون الشعب المصرى هو الأولى من بقية القنوات العربية بحفظ ذاكرتنا السينمائية حتى إذا كانت الإمكانيات أقل بكثير من تلك القنوات التى تملك الملايين، وتمكن زهران من وضع نايل سينما بخطى ثابتة فى ملعب المنافسة بين فضائيات الأفلام، رغم تواضع الإمكانيات التى كانت متاحة لقناته إلا أنه استطاع أن يصنع لها مكانة بارزة بين تلك القنوات، وأثبت أن قناة الأفلام من الممكن أن تكون أكثر من مجرد شاشة عرض، ولكن وضع أسسا لقناة سينمائية لها فلسفة وهوية ومنطق فى وضع المحتوى، بعد أن اتخذ شعار السينما المصرية «100 سنة سينما وأكثر» شعاراً للقناة، الأمر الذى صنع من نايل سينما كقناة مملوكة للمواطنين متحدثاً باسم السينما المصرية، والتى هى أيضاً ملك للشعب المصرى وهو الأمر الذى كنا نحتاجه أن يكون لنا قناة سينمائية.
اكتمل هذا المشروع البانورامى ببرنامج «نجم اليوم» وهى فكرة غاية فى الذكاء، إذ تمكن هذا البرنامج من توثيق حياة النجوم المصريين الراحلين منهم والمعاصرين مما يجعلنا نملك موسوعة سينمائية مصورة عن مبدعينا من صناع السينما المصرية، وكذلك برنامج «استديو مصر» الذى استخدم فيه اسم أقدم وأشهر استوديوهات السينما المصرية، فى لفتة تعبر عن القيمة الإبداعية التى تتضمنها القناة، حيث تحول البرنامج إلى قبلة كل السينمائيين الذين يريدون عرض تجاربهم السينمائية، والتحدث عن مشاريعهم حتى تحول برنامج «استديو مصر» إلى منبر لكل السينمائيين، وذلك فى إطار به قدر جيد من التشويق والجرعة الترفيهية، من خلال استضافة النجوم أصحاب الشعبية، كما كان لبرنامج «استديو مصر» أكثر من سبق فى دعم التجارب السينمائية المختلفة كان آخرها دعم فيلم «اللعبة العادلة» الذى واجه تهم التطبيع، ولعل أفضل حلقة قدمها البرنامج بين كل حلقاته هى حلقة فيلم «احكى يا شهرزاد»، وكان إعداد سيناريو الحلقة إبداعا استثنائيا يتناسب مع قيمة الفيلم، كتبه واحد من أفضل معدى القناة، فى وقت كان يحسن عمر زهران اختيار معديه، وهذه أيضا قدرة خاصة تثقل من وزن زهران.
هذه الأحجار التى بنيت عليها نايل سينما تدلل على موهبة عمر زهران وقدرته على الإبداع فى مبنى بيروقراطيته وموروثه من المركزية يحولان دون ظهور أى إبداع، تلك التى تجعل اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو الجهة الوحيدة المنوطة بإيجار الأفلام ما جعل رصيده من هذه المواد الفيلمية قليلا نسبيا.
ونجاح عمر زهران فى نايل سينما كمخرج مخضرم لديه باقة كبيرة من الخبرات الإعلامية فى صناعة الإعلام، لم يقف عند حد البرامج والأفلام فحسب، إنما الذوق العام فى وضع خريطة القناة، واختيار باقات الأفلام التى تعرض يوميا، واختيار الأفلام الجماهيرية فى الوقت المناسب لها، وهو الأمر الذى جعل القناة أكثر بريقاً بين الأخريات من قنوات الأفلام. من صنع كل هذا فى أقل من 4 سنوات يستحق أن يكون له بيننا رصيد من التقدير.