◄◄ حالة من القلق تسيطر على المنتجين بسبب التسويق للفضائيات
حالة من الارتباك الشديد تسيطر على خريطة دراما رمضان 2011 بعد أحداث ثورة 25 يناير فهناك العديد من المسلسلات مجهولة المصير، وهناك عدد كبير تم تأجيله، خاصة أن التسويق أصبح فى خطر الآن وغير مضمون لعدم وجود إعلانات، إضافة إلى أن هناك عددا من الفنانين فقدوا شعبيتهم لمساندتهم نظام الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك وهجومهم على الثورة، مما أصاب المنتجين بحالة من القلق الشديد حول بيع مسلسلاتهم وتسويقها بشكل جيد، وهناك العديد من المسلسلات التى وقف تصويرها لأجل غير مسمى منها مسلسل «بين الشوطين» للفنان نور الشريف، ومسلسل جديد للفنان محمود عبدالعزيز لم يكشف عن اسمه، ومسلسلا النجمتين ليلى علوى وغادة عبدالرازق، والوحيدان اللذان بدأ تصوير مسلسليهما الفنان عادل إمام «فرقة ناجى عطا الله» والذى أنقذه شراء التليفزيون المصرى له، وأيضا محمد هنيدى الذى استأنف تصوير مسلسله «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة».
وعلمت «اليوم السابع» أن المنتج محمود بركة الذى كان يستحوذ على عدد كبير من المسلسلات فى رمضان هذا العام منها مسلسل الفنانة يسرا «شربات لوز»، ومسلسل «أهل إسكندرية» لهشام سليم، ومسلسل «خاتم سليمان» لخالد الصاوى، ومسلسل «الريان» لخالد صالح، قرر تأجيل مسلسلى يسرا وهشام سليم واكتفى بمسلسلى «الريان» و«خاتم سليمان» للفنانين خالد الصاوى وخالد صالح، لأنه يخشى من عدم تسويق هذه الأعمال، كما أنه يخشى من أن يوقف تصوير أعماله فيجد بعد ذلك أن الأمور تسير بشكل طبيعى، لذا أصبحت هناك حالة من الارتباك الشديد حول مستقبل صناعة الدراما فى الفترة المقبلة، ولا أحد يعلم أين ستذهب الصناعة، كما أنه بصدد الاتفاق مع عدد من الفنانين على أن تكون أجورهم عبارة عن نسبة من بيع المسلسل وتسويقه وليس أجرا محددا وهذا ما سيقضى على فكرة الأجور المرتفعة للفنانين، ويحاول بركة أن يوازن بين الأمرين، فلا يدخل فى مشروعات فنية كثيرة أو يؤجل جميع مسلسلاته.
كما أكد العديد من المنتجين لـ«اليوم السابع» أن شركاتهم ستقوم فعليا بإنتاج عمل أو اثنين على أكثر تقدير هذا العام، وأنهم بصدد اتخاذ قرار بشأن الأعمال التى سيتم إنتاجها والأخرى التى سيتم ترحيلها للعام المقبل من الخطة الإنتاجية للشركة التى كان من المقرر إنجازها هذا العام، كما أنهم ينتظرون وضوح الرؤية خصوصا بعد قرار اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى بعدم التعاقد على شراء أى مسلسلات فى الفترة الحالية.
وشدد المنتجون على خطورة الموقف خصوصا أن صناعة الدراما من أهم الصناعات فى مصر حيث تدخل مليار جنيه سنويا للدولة، كما أن توقفها يعنى الخراب للكثيرين، خصوصا العمالة الفنية من ورش نجارة وحدادة وعمال تصوير وإضاءة، فالمسألة لا تقتصر كما يتخيل البعض على الفنانين.
يزداد خطورة الموقف مع الوضع فى الاعتبار أن هناك الآلاف الذين يتعايشون يوميا من هذه الصناعة، والتى ستؤثر بدورها على الإعلان وشركات المنتجات التى كانت تروج لمنتجاتها أثناء عرض هذه المسلسلات، فالمسألة أشبه بالسلسلة المترابطة، وكما يقول البعض تأثيرها مثل تأثير «الدومينوز»، كما أن شاشات الخليج ستلجأ لأنواع أخرى من الدراما بعيدا عن الأعمال المصرية، وهذا سيؤثر على الصناعة لمدة سنوات مقبلة وليس هذا العام فقط، كما سيؤثر أيضا على مكانتنا بالخارج، لذلك لابد أن يعمل المنتجون وينتجوا أعمالا درامية، ولا ينبغى لأحد أن يتوقف.
وصرح المنتج محمد فوزى لـ«اليوم السابع» بأنه استقر حتى الآن على إنتاج مسلسلين فقط هما «سلسال الدم» للفنانة عبلة كامل، و«بواقى صالح» ليحيى الفخرانى، ولكنه لن يبدأ حتى يعلم إلى أين تسير الأمور فمن الممكن أن تتوقف جميع الأعمال الدرامية ولا يكون هناك إنتاج درامى من الأساس، لذا هو ينتظر حاليا حتى يرى إلى أين ستتجه الأمور، وعن فكرة تخفيض أجور الفنانين أكد فوزى أنه ليس هذا هو الوقت المناسب فى الحديث بصدد هذا الشأن فينتظر الأول ليعلم إذا كان سيتم التصوير أم لا ثم يتحدث مع النجوم بعد ذلك فى مسألة الأجور ولكن ذلك بعد أن تتضح جميع الأمور.
ويبدو أن العديد من المسؤولين، تحديدا فى التليفزيون المصرى أصبحوا يخشون من اتخاذ أى قرار، لذلك فالأمر فى يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو الشؤون المعنوية والتى ينبغى أن تعطى تعليمات لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بفتح الباب لشراء مسلسلات حتى لو بأسعار قليلة، لتشجيع المنتج الخاص والقنوات الخاصة أيضا حتى لا نجد أنفسنا أمام مأزق متعلق بزيادة أعداد البطالة فى العديد من الصناعات والحفاظ على دور مصر الثقافى.