جمال نصار

ياللا نبنى مصر

الجمعة، 11 مارس 2011 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تنادينا فهيا نلبى النداء، نداء الوطنية والعروبة، مسلمين ومسيحيين، كبارًا وصغارًا، نساءً ورجالا، تخيل معى أن أعز الناس وأحبهم إلى قلبك يناديك، فلا شك أنك ستلبى النداء مسرعًا وأنت فى كامل الشوق واللهفة إلى الاستجابة لهذا النداء، لأن الحبيب يناديك.. إن المحب لمن يحب مطيعُ.

فما بالك بمصر الوطن والتاريخ والجغرافيا، تستحث فى كل واحد منا أن يتحرك لإنقاذها، والمساهمة فى بنائها، كلٌ فى مكانه ومجاله.

لا تقصير بعد اليوم، لا غش ولا سرقة، لا استغلال ولا نهب، لا رشوة ولا محسوبية، لا تقاعس ولا غفلة، بل بناء وازدهار وتقدم.

إن مصر فى حاجة مُلحة إلينا، فهل نسكت ونتوارى أم نتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!
فالله - تبارك وتعالى - حباها بالخيرات والإمكانيات البشرية والمادية فى كل ميادين ومجالات الحياة.

ومن ثمّ وجب على كل فرد منّا أن يضع نفسه فى الموقع المناسب له فى البناء والتشييد، كلٌ فى تخصصه ومجاله بجدٍ واجتهاد، وحبٍ وتفانٍ فى العمل والإنجاز، حتى نضع النواة الأولى لمصرنا الحبيبة بعد نجاح الثورة العظيمة فى 25 يناير التى أطلق شرارتها الشباب الذين أيقظوا الأمة ودبّوا فيها الروح والأمل بعد سبات عميق ونوم متواصل، وبعد أن قتل فينا الحكام الفاسدين ومن حولهم كل نبتة للإصلاح والتغيير.

هيا بنا نصنع مستقبلنا بأيدينا، من خلال بعض الأفكار التى يمكن الاستفادة منها لبناء مصرنا الحبيبة‏ مثل:
أولا‏:‏ التركيز فى البناء على التحول الديمقراطى السلمى بلا عنف أو تعصب لرأى دون آخر، لأن الثورة ارتكزت على إطار سلمى فلم يلجأ المتظاهرون إلى العنف ولم يستخدموا أيًا من آلياته، فكسبوا احترام العالم وكشفوا بعبقريتهم الفذة الموروث الحضارى لهذا الشعب العظيم الذى ظل رموز النظام الفاسد يشيعون عنه حتى اللحظة الأخيرة عدم استعداده للديمقراطية.

‏ ثانيًا‏:‏ إعادة البناء على أسس صحيحة تقضى بعودة الحقوق لأصحابها‏،‏ ولذا بات ضروريًا الآن بكل الوسائل القانونية المحلية والدولية إعادة ثروات مصر المنهوبة عبر عمليات سرقة منظمة طوال العقود الماضية‏، ومحاسبة هؤلاء الفاسدين على ما اقترفوه فى حق الوطن، وإعلانه على الرأى العام.

ثالثًا: من الضرورى أن تتجه كل منظمات ومؤسسات المجتمع إلى التحول الديمقراطى السليم، القائم على الكفاءة والتميز، فلم يعد مقبولا أن يُعين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بقرارات فوقية تضرب عرض الحائط بتكافؤ الفرص والتاريخ العلمى والأقدميات‏،‏ وآن الأوان – أيضًا - أن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب، وأن يسرى هذا على كل مجالس إدارات المنظمات والشركات والمؤسسات ووسائل الإعلام‏ والصحف القومية.‏

رابعًا‏:‏ آن الأوان أن يكون الإعلام الرسمى القومى فى خدمة قضايا الأمة وليس لخدمة فرد بعينه، وقد انعكس هذا – فيما سبق - فى ممارسة الكذب والوقوع فى التناقض والاتجاه إلى تسفيه الآخر والسخرية منه‏،‏ وممارسة الخداع والتضليل‏،‏ وغلبة المكون العاطفى واستخدامه لصالح طرف ضد طرف آخر على غرار استخدام مفاهيم الأبوة واحترام الكبير‏،‏ على حين اختفى من المشهد فى الأيام الأولى من الثورة أى تعاطف مع الشهداء وهم بالمئات ومع الجرحى وعددهم بالآلاف‏.‏

خامسًا‏:‏ من الضرورى أن نغلق الباب تمامًا أمام المساعدات الأجنبية التى تُعد من أهم أسباب التدخل فى شئوننا الداخلية، وقد تبين من الأحداث الأخيرة أن مصر غنية بمواردها وثرواتها‏،‏ بشرط أن يخضع استخدام الموارد وإدارتها لقيادة وطنية أمينة خبيرة بالواقع المصرى، مع إتاحة الفرصة بصورة أوسع للاستثمار المحلى والعربى.

سادسًا: إتاحة فرصة أوسع للشباب الذى يتحلى بروح الانتماء والأمل‏، فى كل قطاعات المجتمع ومرافقه‏، لأننا إذا نظرنا فى كل مؤسسات الدولة نجد أن معظم القائمين على المسئولية أعمارهم تتعدى الستين،‏ وكلهم بلا استثناء تقلبوا فى المناصب العليا عشرات السنين‏،‏ وكأن المجتمع لا يحوى غيرهم! ‏

سابعًا‏:‏ إذا أريد لتجربة الحكم المحلى أن تؤتى ثمارها‏،‏ فمن الضرورى أن نضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وألا يستأثر قطاع واحد فى المجتمع بنصيب الأسد ‏،‏ وأن ندقق فى اختيار المحافظين‏، وألا يتاح لمحافظين بعينهم أن يتنزهوا من محافظة إلى أخرى ثم إلى وزارة وأخرى‏،‏ وكأن مصر لم تعرف نوابغ غيرهم!

ثامنًا: من الضرورى أن نأخذ بتجارب الدول المتحضرة فى رعاية العاطلين عن العمل من خلال ما يسمى إعانة البطالة‏، فمهما كانت ضآلتها فإنها تعد صمام أمان من الانحراف وعصمة من الزلل وتدبيرًا للحد الأدنى من النفقات حتى يتيسر للمواطن الحصول على فرصة عمل ملائمة‏.


* مدير المركز الحضارى للدراسات المستقبلية







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عاصم صلاح

92206

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة