لحظات معدودة وانتهى كل شىء، فرغت قاعة السينما من جميع روادها ولم يبق إلا الأصدقاء الأربعة، أحدهم ملقى أرضا جثة هامدة بعد أن انغرست السكين فى رقبته فلطخ دمه المكان والثلاثة الآخريين مصابين بإصابات مختلفة منعهم هول الموقف من التفكير أو التصرف وأصبحوا فى موقف المذهولين بعد أن شاهدوا صديقهم الذى كان يضاحكهم منذ قليل قد فارق الحياة وساد الصمت للحظات لم يسمع فيها إلا صوت أبطال فيلم 365 يوم سعادة الذى كان يتم عرضه وتوجه المجنى عليهم لمشاهدته.
سينما رينسانس بشارع عماد الدين بوسط البلد كانت المكان الذى شهد جريمة القتل البشعة التى راح ضحيتها "مينا ممدوح" شاب فى مقتبل عمره فى الفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة عين شمس، بدأت أحداثها عندما اتفق "مينا" مع أصدقائه "شادى" و"بشوى" و"باسم" على التوجه إلى السينما لمشاهدة فيلم 365 سعادة وحددوا دار عرض ريسانس للتوجه إليها وتقابلوا سويا فى صباح يوم الحادث ثم توجهوا ظهرا إلى السينما وقطعوا التذاكر واختاروا الأماكن ثم بدأ عرض الفيلم.
جلس الأصدقاء الأربعة كل منهم بجوار الآخر ضاحك كل منهم الآخر وأطلقوا عددا من النكات ثم اندمجوا فى الأحداث المتتالية ليفاجأ مينا بالشخص الذى يجلس فى المقعد أمامه يتطاول عليه ويوجه له بعض الشتائم مدعيا أن قدمه اصطدمت به من الخلف وعندما حاول مينا الاعتذار له وتوضيح أنه لم يكن يقصد ذلك نشبت بينهما مشادة كلامية ليفاجأ بالشخص المجهول يتعدى عليه بالضرب وساعده فى ذلك صديق آخر للشخص المجهول خلع حزام بنطاله وتعدى على باقى أصدقاء مينا بالضرب بينما أشهر الشخص المجهول سكينا وغرسه فى رقبة مينا وعندما حاول باقى أصدقائه حمايته تعدى عليهم وأصابهم بعدة جروح وفر المجهول وصديقه هاربين دون أن يتعرف عليهما أحد بسبب ظلام صالة العرض أثناء عرض الفيلم.
"ممدوح ميشيل" والد المجنى عليه قال أنه تلقى خبر إصابة نجله من خلال اتصال هاتفى من أحد أصدقاء نجله الذى أخبره أن "مينا" فى مستشفى الهلال لتلقى العلاج بعد إصابته برقبته، فترك عمله وتوجه إلى المستشفى فى أسرع وقت وفور وصوله إلى المستشفى منعه الأطباء من الاطمئنان على نجله وطلبوا منه الانتظار إلا أنه ثار عليهم وطلب منهم ضرورة إخباره بمدى خطورة الاصابه فأخبره الطبيب أن نجله قد فارق الحياة بعد أن أصيب بقطع برقبته باستخدام آلة حادة وهو الأمر الذى كاد أن يفضى به إلى الموت بسبب ارتباطه بنجله الذى لم ينجب غيره.
وأضاف أن مينا كان قد اخبره قبل الحادث بيوم واحد أنه يستعد لأداء دور البطولة فى مسرحية سيشارك بها مع فريق التمثيل المنضم إليه بالكنيسة حيث يجسد دور رجل شرطة يحقق فى جريمة سرقة كبيرة.
أما والدة "مينا" فلم تتمكن من الحديث بسبب سوء حالتها النفسية عقب معرفتها بخبر وفاة ابنها.
"باسم" صديق المجنى عليه والذى شهد الحادث ذكر لليوم السابع أنه عندما شاهد صديقه مينا تنزف منه الدماء توقع أنه أصيب بكتفه ولم يكن يعلم أن إصابته خطيرة فدافع عنه وحاول منع المجهول من التعدى عليه إلا أن المجهول أصابه بقطع بأذنه اليمنى وكاد يشرع فى قتله أيضا وعقب ذلك شاهد المتهم وصديقه يهربان من المكان وتوجها إلى باب السينما الذى كان مغلقا وهددا أفراد الأمن بالسكين ففتحوا لهم الباب واختفوا بعدها من المكان دون أن يتعرف على معالمهم.
وقال "بيشوى" صديق المجنى عليه إنه عقب إصابة مينا أسرع إلى أفراد الأمن المعيينين لتأمين السينما واستغاث بهم لمساعدتهم إلا أنهم لم يلبوا استجابته بسرعة وعندما حضروا كان المتهمين قد غادروا المكان ورفضوا نقل مينا إلى المستشفى خوفا من المسائلة القانونية وكل ما ساهموا به إحضارهم سيارة أجرة بينما قام هو وباقى أصدقائه المصابين بنقل "مينا" وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال له "إنا هموت يابيشوى" وفارق الحياة بين يديه قبل وصوله إلى المستشفى.
وأضاف "شادى" أحد أصدقاء المجنى عليه الذين شهدوا الواقعة أصيب بجرح شبه نافذ بظهره بالإضافة إلى بعض الكدمات بوجهه حيث تعدى عليه المتهم بالضرب وأصابه بالسكين عندما حاول ضبطه والسيطرة عليه وقال إنه لم يشاهد وجوه المتهمين بسبب ظلام القاعة كما أن باقى رواد السينما قد غادروا المكان فور وقوع الحادث ولم يشاهدهما سوى أفراد امن السينما وموظف التذاكر وهو الشخص الوحيد الذى ساعد رجال المباحث فى الإدلاء بأوصاف المتهمين.
موضوعات متعلقة :
عاطل يقتل طالباً داخل سينما بوسط البلد
استدعاء مدير سينما لسماع أقواله فى مقتل طالب داخل القاعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة