سليمان الحكيم

أحمد فتحى بكل "سرور"..!!

السبت، 26 مارس 2011 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس حمدين صباحى ولا أيمن نور ولا هو علاء عبد المنعم، ولا حتى محمد عبد العليم، من كان يمثل المعارضة فى مجلس الشعب، بل هو أحمد فتحى سرور رئيس المجلس الذى يبدو أنه نجح فى التسلل إلى الحزب الوطنى، منتقلاً إليه من صفوف المعارضة ليحتل أكبر المناصب فيه، ولكى يمثل المعارضة الحقيقية، بعد أن أيقن أن تزوير الانتخابات سيقف حائلاً دون وصول أحد من المعارضة بمختلف فصائلها إلى ساحة المجلس، للتعبير عن التيار الوطنى المناهض للفساد والاستبداد والاستئثار بالسلطة!

إذا لم تكن تصدق ذلك ارجع إلى الحوار الذى أجرته معه "المصرى اليوم" على مساحة صفحة كاملة يوم، الخميس الماضى، لتتأكد بنفسك من هذه الحقيقة التى حاول الدكتور فتحى سرور أن يقنعنا بها، حتى وإن جاءت متأخرة عن موعدها ربع قرن من الزمان.

فهو ليس صاحب التعبير الشهير "المجلس سيد قراره" الذى ضرب به عرض الحائط بالأحكام التى أصدرتها محكمة النقض، ببطلان عضوية المئات من أعضاء الحزب الوطنى، نتيجة التزوير الفاضح الذى مكنهم من الحول على عضوية المجلس، وهو أيضا ليس صاحب أسرع القرارات التى أصدرها برفع الحصانة عن بعض نواب المعارضة لتقديمهم إلى المحاكمة فى قضايا ملفقة "أيمن نور، والأخوين السادات، وغيرهم"، وهو كذلك ليس من وضع العراقيل والتخريجات القانونية، فى مقابل ذلك، للحيلولة دون رفع الحصانة عن بعض أعضاء المجلس من الحزب الحاكم لتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة الفساد أو الرشوة.

وليس هو رابعاً الذى تجاهل التقارير المقدمة إليه بفساد المسئولين بالحكومة من الجهاز المركزى للمحاسبات، وأودعها صناديق القمامة بدلا من توجيهيها إلى النائب العام لإجراء التحقيق بشأنها، كما أنه ليس هو الذى أثبت تقرير لجنة تقصى الحقائق مشاركته بميلشيات مسلحة تابعة له فى قتل الثوار بميدان التحرير.

وليس هو أخيراً من لجأ إلى الحيل والألاعيب لعدم تمكين نواب المعارضة من تقديم طلبات الإحاطة والاستجوابات التى تتعرض لوقائع الفساد التى ارتكبها كبار المسئولين بالدولة، وليس هو الذى كان دائم السخرية من المعارضين بالمجلس، ومن المحتجين خارجه.

لم يفعل فتحى سرور شيئاً من ذلك، فكلها افتراءات وأكاذيب مضللة حاولت المعارضة إلصاقها بالرجل البرىء الذى كان يقوم بدور زعيم المعارضة بمجلس الشعب وخارجه، ويبدو أن هذا هو السبب فى أن يصبح هدفاً لتشنيعات وإشاعات مغرضة، أطلقها فى حقه من كانوا يحسدونه على دوره الوطنى، بهدف إقصائه عنه، واحتلال مكانه فى قيادة المعارضة الوطنية، وهو دور لو تعلمون عظيم!

لقد اكتشفنا، بعد خراب مالطا وعمار مصر، أنه كان دائم الشكوى من التصرفات غير اللائقة من وزير الداخلية حبيب العادلى، وأنه طالب بمثوله أكثر من مرة أمام مجلس الشعب للرد على الاستجوابات المقدمة من المعارضين، ولكن الوزير رفض ذلك، وقام بمعاقبة سرور على ذلك بتخفيض عدد أفراد الحراسة المكلفة بحمايته، (يا لها من عقوبة فظيعة ألحقها وزير الداخلية بالرجل الشريف)!!

وهو الذى رفض استئثار الحزب الوطنى بالسلطة، كما رفض إقصاء المعارضين عن التمثيل بالمجلس، وتنبأ بقيام الثورة نتيجة لذلك، وأنذر كبار المسئولين بالحكومة بعواقبها الوخيمة، كما اعترض على بقاء المادة "77" من الدستور التى تسمح لرئيس الجمهورية بالبقاء لآخر نبض فى عروقه، كما قام بتنبيه أحمد عز وزكريا عزمى بالعيوب والسلبيات ولكنهم لم يرتدعوا!!

هكذا كان أحمد فتحى سرور يقوم بواجبه الوطنى بالتنبيه والتحذير وتوجيه النقض ولفت الأنظار إلى عيوب الحكم وسلبياته، ونظراً لحرصه الدائم على القيام بهذا الدور الوطنى بقيادة التيار المعارض داخل الحزب الوطنى، وعبر منصة المجلس، فقد ظل لأكثر من عشرين عاماً فى منصبه رئيساً لمجلس الشعب!

هل يستطيع أحد من عتاة المعارضين أن يدعى لنفسه دوراً أفضل من الدور الذى ظل أحمد فتحى سرور يؤديه داخل مجلس الشعب وخارجه!

هل جرؤ أحد من هؤلاء على مواجهة مبارك وأعضاء فريقه بهذه الصراحة والموضوعية، التى يفرضها عليه الضمير الوطنى والنية الخالصة؟!

ألا يستحق فتحى سرور، مكافأة له على دوره الوطنى، أن يظل رئيساً لمجلس الشعب مدى الحياة، نظراً لمواهبه الفذة وقدرته المثلى على الإحلال والتجديد وتدوير نفسه، وإعادة إنتاج شخصه بطريقة مبتكرة؟!
هل توافقون على ذلك؟
موافقة.. موافقة.. رفعت الجلسة والانتقال إلى جدول الأعمال.. السودة !!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة