11 فبراير كان يومًا تاريخيًا فى مصر ونقطة تحول لرجل وضعه واجبه لأن يظهر خلف نائب الريس السابق وهو يلقى خطاب تنحى مبارك عن الرئاسة فى ذلك اليوم ليتحول (الرجل اللى ورا عمر سليمان) إلى أحد أشهر الشخصيات المصرية على موقعى الفيس بوك وتويتر وأحد أشهر ثلاث حاجات فى مصر دلوقتى: ميدان التحرير– وائل غنيم والرجل اللى ورا عمر سليمان، كما ورد فى بعض التعليقات من أعضاء بعض الصفحات الخاصة ووصل عددهم لأكثر من 50 ألف عضو ولم تخل التعليقات من السخافة والتعالى أو خفة الدم لشخص نكن له كل تقدير واحترام فقررت أن أجرى معه هذا الحوار الافتراضى.
فى البداية لم أكن أعرف من أين أبدأ معه الحوار فقد احمر وجهى خجلا وأنا أرى شخصًا وقورًا مهابا إلا أننى تمالكت نفسى وسألته عن أثر التعليقات التى جاءت على الصفحات الخاصة به على الفيس بوك وتويتر؟
(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) بهذه الآية رد عليا وأجاب على سؤالى وعلامات الغضب على وجهه بسؤال: ما هو شعورك أو شعور أسرتك وأنت تلقى هذه السخرية من أبناء بلدك؟ فأنا– والكلام على لسانه- لدى ابنتان وابن عمره 11 سنة يمرون بحالة شديدة من الإحباط لكون والدهم مثار سخرية (تريقة) من الشعب المصرى وكان بودى ألا تلوث الثورة البيضاء بنقطة سوداء وهى السخرية من شخصى فقد شعرت بالأسف أمام زوجتى وأولادى، حيث إن التعليقات كانت تتجاوز خفة الدم المعروفة عن الشعب المصرى وقت الأزمات لتصل إلى حد التعالى والتطاول والاستهزاء بى، كما لو أننى رجل الأعمال نهب أموال البنوك وهرب من بلده وليس رجلاً مصريًا يؤدى مهمته.
ولماذا ظهرت عابسا وراء السيد عمر سليمان؟
يجيب: بسبب بسيط جدًا أننى كنت أقف فى لحظة فارقة فى حياة مصر الحديثة – لحظة التنحى- وراء السيد عمر سليمان ذلك الشخص الذى تولى منصب نائب الرئيس منذ أسبوعين – وقت ظهورى التليفزيونى– وقصر المدة التى تولى فيها مهام الرئيس بالتفويض – أقل من 24 ساعة – حيث لم تتح له الفرصة الكافية ليقدم للبلد ما هو قادر عليه بخلاف إحساسه بالأسى لوصول الأمور إلى حد اضطر مبارك التخلى عن مهام الرئاسة وحالة الغضب الكبير فى الشارع.
لمن لا يعرفك من أنت؟
أنا المقدم أركان حرب حسين شريف قائد المجموعة 64 قتال من القوات الخاصة وكم كنت أتمنى أن يتعرف على الشعب المصرى من خلال واجبى الوطنى لفرد من القوات المسلحة لا على سبيل السخرية منى التى وإن كانت أزعجتنى وأسرتى إلا أنها قد جعلت الناس تحاول البحث عن معرفة ومن أكون، هنا يتدخل ابنه ويقول لقد شعرت بالحرج تجاه والدى الذى لم يكن له ذنب فى ذلك إلا أنه يؤدى واجبه وأضاف ما معنى أن يكون هناك أغنية(كليب) بعنوان (سر الرجل اللى ورا عمر سليمان) والتى تقول: سؤال بيتسئل لأى إنسان ماما وبابا سألوا من زمان سؤال مطاردنى فى كل مكان نفسك فى إيه لما تبقى مان إلى أن تصل كلمات الأغنية – للأسف لا يصح أن تطلق عليها أغنية – إلى القول أنا عاوز أبقى زى (الرجل اللى ورا عمر سليمان).
أقاطعه لكن الأغنية قال عنها الشباب إنها تحية لأبيك كما جاء فى نهاية الأغنية وظهرت صورة لأبيك أيضا وعلامة صح وعبارة نعم للرجل اللى واقف ورا عمر سليمان، هنا يتدخل المقدم شريف قائلا: ما أزعجنى أيضا تلك الصور المفبركة لى وأنا أقف فيها خلف هتلر وأخرى خلف زين العابدين بن على والسادات ومبارك وكلهم تخلوا عن السلطة – أقاطعه للمرة الثانية – هذا دليل على أنك يا سيدى مبعوث العناية الإلهية لخلع الطغاة ولا يقصد السخرية من شخصكم الكريم بل هى تحية لكم، كما أنك يا سيدى (وش السعد) على الثورة وعلى مصر – هنا تبسم المقدم حسين– وكل التقدير لك وللقوات المسلحة ممثلة فى شخصكم فأنتم حماة الثورة والوطن.
سألته هناك أيضًا من قام بإنصافك على جروبات كثيرة ومنهم ابنك وشباب كثيرون نبهونا لقدركم وقيمتكم وعرفونا بشخصكم؟
يجيب المقدم حسين شريف ذلك ما خفف بعض الشىء من حالة الإحباط والأسى التى لاقيناها على يد الساخرين منى فكل التقدير لكل من أنصفنى وقال كلمة حق فى- مازحته - يبدو يا سيدى أن الأنظار الآن تتجه إلى ليبيا بعد الفيديو الخاص بك فقد شجع نشطاء الإنترنت فى ليبيا التى تشهد بدورها احتجاجات شعبية تطالب برحيل القذافى من خلال صفحة مماثلة لكن من تغيير الجنس لتصبح (الست اللى ورا معمر القذافى)، هنا ضحك المقدم شريف حسين للمرة الثانية وتركته معتذرًا بالنيابة عن نفسى وعن إخوانى من الشعب المصرى وأنا أقدم للقائد والأب الكريم المقدم شريف الذى كان يؤدى واجبه وكان فردًا من قواتنا المسلحة التى نحتمى بها ونفتخر وبكل رجالها واعتذر لك عما صدر من بعض منا من سوء ومن أى شىء يمسكم فلكم منا جميعا كل تقدير واحترام.
كان هذا حوارًا من نسج خيالى مع المقدم حسين شريف الذى كنت أتمنى أن يكون حقيقيا - تعتذر فيه عما بدر من البعض ونوجه له كل تقدير.
عبد الرحيم قناوى يكتب: حوار مع الرجل اللى ورا عمر سليمان
الجمعة، 04 مارس 2011 01:37 م
الراجل اللى ورا عمر سليمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة