سليمان الحكيم

الثورة.. يزرعها النبلاء.. والسفلة يمتنعون!!

الأحد، 06 مارس 2011 07:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا خوف على الثورة الآن إلا من الثوار أنفسهم، فإذا كان من عادة الثورة أن تأكل أبناءها، فإن الخوف الآن من أن يأكل الأبناء ثورتهم، بعد أن رأينا محاولات واضحة يقوم بها بعض ممن شارك فى إشعالها لنهش جسدها وقضم لحمها وشرب دماءها نخب النجاح الذى حققته، فها نحن نرى بعض الرموز الإخوانية المعروفة تحاول القفز إلى صدارة المشهد بغرض الإيحاء لمن يطالع الصورة أنهم أصحاب الثورة والقيمون عليها، كما سمعنا بعض الهتافات التى تنطلق بها حناجر البعض من ذوى اللحى الكثيفة والجلاليب القصيرة لتعلن "أن الله وحده أسقط النظام" ولأنهم وكلاء الله على الأرض فهم الذين أسقطوا النظام وهم الذين من حقهم أن يرثوه.. إلى غير ذلك من المحاولات التى يقوم بها البعض من أصحاب الأيدلوجيات المعروفة لجر الثورة وإدخالها حظيرته.

هكذا يبدو المثل القائل بأن للنجاح مائة أب، أما الفشل فهو لقيط من أبناء السفاح، أكثر الأمثال تطابقا مع واقع الحال فى ثورة يناير الوليدة، حين نرى مختلف الأطراف وهى تحاول كتابة اسمها فى خانة الأب بشهادة ميلاد الثورة، ولعل أغرب ما فى المشهد هو ما نراه من محاولات دءوبة يقوم بها بعض من اشتهروا بفساد الذمة وسوء السمعة وممالأة النظام المخلوع بتقديم البلاغات وتدبيج المقالات وإطلاق التصريحات التى تحمل الإدانة والشجب لممارسات النظام المخلوع ورموزه فى محاولة مفضوحة ومكشوفة ليس فقط لالتماس البراءة لأنفسهم، ولكن للحاق بقطار الثورة حتى وإن كان ذلك عن طريق "الشعبطة" فى عربة السبنسة!

هكذا تبدو الصورة الآن بعد النجاح الذى أحرزته الثورة منذ انطلاقها وصولا إلى بعض أهدافها المرجوة.. محاولات من هنا وهناك للقفز على الثورة والتسلق على أكتافها، سواء من الذين شاركوا فيها أو حتى الذين ناصبوها العداء منذ اليوم الأول لانطلاقها وحتى اليوم الأول من وصولها إلى أول محطة من محطات النجاح.

هكذا تبدو ثورة يناير ليست فى منجى من الحكمة التى تقول إن الثورة يزرعها النبلاء ويقطف ثمارها الخبثاء والانتهازيون فما أكثر الخبثاء من الوصوليين والانتهازيين الذين يحاولون تسلق الشجرة لقطف الثمار والاستئثار بها لأنفسهم وحرمان أصحابها من التمتع إلا بقشورها المهملة، فكم نرى الآن من أصوات تدعو إلى العفو وطلب الصفح لبعض الرموز التى كانت موالية للنظام المخلوع، باعتبار أن ملاحقة هؤلاء أو إبعادهم عن الصورة هو إحياء لظاهرة "الماكرثية" التى لا تليق بالثوار الذين يجب أن يتخلوا عن روح الانتقام والتشفى، وأن يتحلوا بروح الصفح والتسامح مع الجميع!

لا شك فى أن الهدف من مثل هذه الدعوات هو الإبقاء على الرموز القديمة فى مواقع المسئولية ليواصلوا عملهم فى ظل المناخ الجديد وعملا فى خدمته، ليحصلوا على نصيبهم من مكاسب الثورة وأرباحها، بعد أن استأثروا بكل المكاسب التى حصلوا عليها من العمل فى خدمة العهد البائد!

هكذا يتداعى الجميع على قصعة الثورة لينهلوا منها أو ينهشوا ما لذ لهم وطاب من مكاسب، أما شباب الثورة وشهداؤها الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل ما وصلت إليه من إنجازات فليذهبوا جميعا إلى الجحيم لأنهم لم يكونوا على درجة من السفالة تكفى للنجاح، ويكفيهم ما حصلوا عليه من شهادة بالنبل والطهر والنقاء وإنكار الذات!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة