سليمان الحكيم

مبارك.. كحلها فعماها..!

الجمعة، 15 أبريل 2011 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستطيع الرئيس المخلوع حسنى مبارك أن يبرئ نفسه وأسرته من تهمة الاستيلاء على المال العام، وإيداعه أرصدة فى البنوك، ولكن كيف يتسنى له أن يبرئ نفسه من وجود رصيد باسمه فى بنك الفساد السياسى طيلة سنوات حكمه، التى دامت ما يقرب من ثلاثين عاما؟ وهو الرصيد الذى لا يحتاج إلى أرقام كودية للكشف عنه، لأنه أوضح ما يكون الآن، متمثلا فى عمليات السلب والنهب التى مارسها رجال أحاطوا به، وقع اختياره عليهم دون غيرهم ليعملوا ودائما "حسب توجيهات السيد الرئيس"، وهى العبارة التى اتخذها هؤلاء ستارا، لتمرير كافة ما ارتكبوه من مخالفات وتجاوزات، بعد أن قطعوا الطريق على أى معترض عليها، حتى لا يبدو فى نظر الرئيس كمن يخالف توجيهاته الرئاسية!

لقد كنا نتمنى أن يكون رئيسنا السابق صادقا فيما ادعاه من براءة ذمته هو وأسرته، لولا أن تجاربنا السابقة معه، طيلة سنوات حكمه، تحول دون اعتقادنا فى صدقه، فهو الذى تعهد قبل كل انتخابات جرت فى عهده بنزاهتها، فجاءت كل مرة أسوأ من سابقتها، وهو الذى قال فى آخر خطاب له أنه لم يكن يسع إلى سلطة، فظل حاكما لثلاثين عاما كاملة، وهى أطول فترة يقضيها حاكم مصرى فى منصبه بعد محمد على باشا، فكيف الحال إذن لو كان يسعى إلى السلطة بالفعل؟! وهو الذى بدأ عهده الرئاسى قائلا بأن: "الكفن مالوش جيوب"، ليعد لنفسه مقبرة تحسدها مقابر الفراعين والأباطرة، فى حين يسكن ثلث شعبه فى المقابر أحياء، وهو الذى قال إنه كان يضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، حتى وصلت نسبة الفقراء بين المواطنين إلى نصف عدد السكان، فكيف الحال إذن لو أنه كان يضع مصلحة المواطنين خارج أى اعتبار؟ وكانت آخر قراراته التى اتخذها كرئيس للبلاد هى ضرب المتظاهرين بالرصاص الحى، الذى حصد أكثر من ألفين من خيرة الشباب بين شهيد ومصاب.. فهل كان قتل الأبرياء لمصلحة الوطن والمواطنين؟ أم لمصلحة شخصية يقاسمه فيها فريق من اللصوص وقطاع الطرق؟!

وفى خطاب البراءة نفسه الكثير من التناقضات التى تكشف زيف الادعاءات ببراءته هو وأسرته، فقد نفى أن يكون هو وأبناؤه ممتلكين لأية عقارات أو أصول عقارية بشكل مباشر أو غير مباشر، ثم سرعان ما عاد ليؤكد بأن "أرصدة وممتلكات أبنائى جمال وعلاء بعيدة عن أية شبهة استغلال النفوذ أو التربح بصورة غير مشروعة"، لم يقل لنا الرئيس ما هو العمل أو الوظيفة التى كان يقوم بها ابناه علاء وجمال لتسمح لهما بتوفير الأموال اللازمة لشراء العقارات أو إيداعها أرصدة فى البنوك.. حتى لا نقع فى سوء الظن باتهام الولدين بالتربح واستغلال النفوذ.. فعلى حد علمنا أن كلا من علاء وجمال لم يكن لهما من وظيفة غير وظيفة "ابن الرئيس"، التى تفتح لهما الأبواب الموصدة.. وتزيل من طريقهما أية عقبات أمام رغبة أى منهما فى الثراء الفاحش!

وإذا كان راسخ والجمال قد أصابهما الثراء الفاحش بعد ارتباطهما بعلاقة المصاهرة مع الولدين.. أليس الولدان أولى بالثراء والغنى من كل المحيطين بهما أو المنتسبين إليهما بعلاقة ما؟!

لقد توعد الرئيس فى كلمته كل من تعمد النيل من سمعته هو وأسرته بالحديث عن الفساد وخراب الذمة.. ونحن نسأله هل هناك من أساء إلى سمعته ونال من ذمته أكثر من الذين أحاطوا به من مسئولين تولى اختيارهم بنفسه؟ فهل سينضم الرئيس إلينا فى مقاضاتنا لهؤلاء الذين سرقونا ونهبونا؟ وأساءوا إليه وإلينا؟ أم أنه سيقوم بنفى مسئوليته عن اختيارهم بنفسه، مؤكدا أنه تم تعيين هؤلاء إلى جانبه عن طريق مسابقة أجرتها "القوى العاملة"؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة