الثورة طالت الجميع إلا الرياضة.
حتى الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلاه جمال وعلاء محبوسون الآن ويخضعون للتحقيقات بشأن وقائع تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد وإهدار المال العام.
والسؤال: متى تصل الثورة العظيمة إلى ساحة الرياضة؟
فى الرياضة المصرية.. كل شىء باق كما هو بلا تغيير.
المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة قبل الثورة (وهو جاء إلى ذلك المنصب لسبب واحد فقط هو أنه صديق رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف) لايزال موجودا فى مكانه بنفس الصلاحيات والسلطات والسياسات والأفكار التى شربها من النظام الفاسد.
ولم يفكر رئيس الوزراء الدكتور مهندس عصام شرف فى تغييره حتى اليوم رغم القدر الهائل من التغييرات التى طالت كل القطاعات فى مصر بهدف التطهير والتطوير.
الأدهى أن عصام شرف يتعامل معه كثيرا منذ ما يزيد على أسبوعين أى بعد كارثة أحداث الشغب فى استاد القاهرة.. ولو قلنا إن شرف لم يضع الرياضة فى اهتماماته وأولوياته عندما تولى المسؤولية قبل ستة أسابيع فلا عذر ولا مبرر الآن فى تجاهله للرياضة بعد أن تدخل فى شؤونها مؤخرا لأكثر من مرة.
حسن صقر موجود.. وكل رؤساء الاتحادات الرياضية موجودون فى أماكنهم بلا تعديلات أو تغييرات رغم حجم الفساد الذى تفوح رائحته من كل جانب فى أغلب الاتحادات وعلى رأسها كرة القدم.
هل يصدق أحد أن سمير زاهر لايزال موجودا على رأس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم حتى الآن؟
وكل من ساند حسن صقر وسمير زاهر فى السنوات الست الماضية موجودون الآن معا فى مكان واحد هو سجن طرة.. ولكن صقر وزاهر اللذان استمدا الصلاحيات والنفوذ من سكان سجن طرة باقيان ولم تمتد التحقيقات أو القرارات لأى منهما.
الصحف المحترمة والبرامج المحترمة أعلنت وأذاعت مئات المرات عن مسلسلات ووقائع وأرقام الفساد البشع فى المجلس القومى للرياضة ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم.
ولكن كل تلك الأرقام والوقائع لم تهز شعرة فى رأس المسؤولين فى الوزارة لاتخاذ الإجراءات المناسبة حتى الآن.
والكثيرون من الشخصيات الرياضية من مدربين وإداريين وعلى رأسهم حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر لكرة القدم موجودون بلا تغيير فى مواقعهم.. وكان مبارك ونجلاه جمال وعلاء أكثر الناس حرصا على تزييف الحقائق من أجل إلهاء الشعب حول مستوى ونتائج وتقييم منتخب مصر حتى وصل بهم الأمر إلى مساندته بالباطل وبالمكافآت والاستقبالات الرئاسية والحفلات الأسطورية بعد هزائم ولا أثقل فى كأس العالم للقارات وفى تصفيات كأس العالم.
واستغل حسن شحاتة ورفاقه تلك الأعمال غير النزيهة من مبارك ونجليه للهجوم على كل من سولت له نفسه انتقاده فى وسائل الإعلام المصرية.. وتعامل كالطاووس المنفوخ مع رجال الإعلام مع تهديدات مباشرة بإيذاء المنتقدين عن طريق مؤسسة الرئاسة.
ولايزال حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر حتى الآن. وما فعله توأم الخروج عن الروح الرياضية حسام حسن قبل الثورة لايزال مستمرا وبنفس الطريقة بعد الثورة.. بل إن تجاوزاتهما فى كارثة الشغب فى مباراة الزمالك والافريقى التونسى مرت مرور الكرام رغم أنها أبشع مما حدث قبل الثورة.
والإعلاميون الرياضيون الذين عاثوا فى الارض فسادا فى عهد مبارك وساهموا فى تعمية وتغييب وتضليل وخداع الشعب المصرى طويلا.. بل تصدوا بكل شراسة وسفور (لدرجة وصلت إلى حد التطاول ضد شباب الثورة فى الأيام الأولى لقيامها) موجودون بنفس القوة ونفس النفوذ وكأن ما حدث منهم كان على الشاشات الإسرائيلية التى لا يتابعها المصريون.
ولو توقفنا فقط لمحاسبة الإعلاميين الذين أجرموا فى واقعة مباراة مصر والجزائر لكرة القدم لكان استبعادهم فقط أمرا غير مقبول ولابديل عن محاكمتهم ليكونوا عبرة للآخرين فى الحفاظ على أمانة الكلمة وسلامة الوطن ومصالحه.. وهؤلاء هم من تسببوا فى واحدة من أكبر الجرائم الاقتصادية فى تاريخ مصر وكبدتنا خسائر تجاوزت مليارات الدولارات فى استثماراتنا هناك.. ولا يقلل أبدا من حجم جريمتهم سلسلة الاعترافات المتتالية منهم بأخطائهم وحملة الاعتذارات والاستجداءات التى يمارسونها الان طلبا للصفح عنهم.
ما ضاع لم يعد حتى الان.. ومن أضاعوه يعملون فى الإعلام الرياضى حتى الان.. قبل الثورة وبعدها بلا تغيير.
باختصار.. الرياضة المصرية لا تعرف ولا تعترف بالثورة. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة