"كارت" مكتب سيارات يكشف لغز العثور على جثة سيدة فى النيل

الجمعة، 22 أبريل 2011 08:53 م
"كارت" مكتب سيارات يكشف لغز العثور على جثة سيدة فى النيل اللواء عابدين يوسف
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختارت "ناهد" النهاية التى تنتظر أى ريفية تفرط فى شرفها، وفى حالة ناهد كان الوضع مختلفا، فهى لم تتناس العادات والتقاليد التى نشأت عليها فى قرية بنى قاسم، ولكنها تناست أيضا الآيات التى كان يرددها زوجها خادم المسجد، آناء الليل وأطراف النهار.

نجح شيطان ناهد فى أن يصم آذانها عن كل ذلك، حتى الفرصة التى منحها لها القدر، بأن تعود لصوابها ضيعتها، بعدما رفض زوجها أن يكشف لأسرتها فى بنى سويف سبب الطلاق، واكتفى بالقول "تسريح بإحسان".

وعاد فى نفس اليوم إلى حى الهرم الذى يسكن فيه تمهيدا إلى الانتقال إلى مسكن آخر فى منطقة أخرى لا يعرفه فيها أحد، معتقدا أن الخامس من إبريل، كان تاريخ نهاية علاقته الزوجية، بسيدة وضعت على جسدها لافتة "تحت الطلب" بعد أن تمكن صاحب مكتب السيارات المجاور لمسكنها فى أن يضمها إلى باقة الخدمات التى يقدمها إلى عملائه وأصدقائه، فبحكم نشأتها القروية لم تستوعب، فى أيامها الأولى فى المدينة، ما هى الخدمات التى من الممكن أن يقدمها مكتب تأجير سيارات لرجال الأعمال، سوى المتعة المحرمة، لتصبح فى شهور قليلة من المحترفات.

لذلك لم تتحمل ناهد البعد عن الخطيئة، لتقوم بالهروب من أسرتها، معتقدة أنها ستجد فى مكتب صديقها مكانًا يستوعبها، ولكن كانت صدمتها كبيرة عندما طردها أحد مساعديه قائلا لها: "اتفضلى من غير مطرود من هنا مش ناقصين شبهة"، لتحاول أن تعود مرة أخرى إلى زوجها، فى تلك الأثناء بدأت أسرتها فى بنى سويف تستوعب كلمة الزوج تسريح بإحسان، ويقوم والدها و3 من أشقائه بالسفر إلى القاهرة، بعد أن تيقنوا أن ابنتهم وضعت رأسهم فى الوحل، وبعد رحلة بحث استمرت لمدة يومين فى القاهرة، تمكنوا من العثور عليها، بعد أن تلقوا اتصالا هاتفيا من طليقها عن وجود ابنتهم لديه.

وفى صباح يوم الجمعة الموافق 15 إبريل الجارى، فوجئ أحد العاملين فى محطة كهرباء الكريمات بأطفيح، عندما توجه للذهاب إلى مصفاة المحطة على النيل، بوجود جثة سيدة طافية على سطح الماء، وبإخطار اللواء عابدين يوسف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن حلوان، أمر بتشكيل فريق بحث، برئاسة اللواء حسن السوهاجى رئيس المباحث الجنائية للمديرية، لكشف غموض الحادث وملابساته وضبط الجناة.

وبالانتقال والفحص إلى محل الواقعة تبين أن الجثة لسيدة مجهولة فى العقد الثالث، من العمر وترتدى ملابسها كاملة، حافية القدمين، وتلاحظ من المعاينة أن الجثة مكبلة اليدين بحبل، وملفوف حول فمها وأنفها كمية من البلاستر الشفاف، وبتفتيش الجثة عثر بملابسها على كارت مهترئ لمكتب سيارات بالهرم، وكان هذا الكارت بداية الخيط الذى كشف عن ملابسات الجريمة التى تحرر عنها المحضر رقم 663/2011 إدارى مركز أطفيح.

وكشف تقرير الصفة التشريحية المبدئية للجثة أن سبب الوفاة "كتم النفس لسد مداخل التنفس"، بواسطة البلاستر الملفوف حول الرأس، وبتكثيف إجراءات البحث، ومن خلال النشر عن الجثة بأوصافها بمنطقة الهرم، تمكنت الشرطة من تحديد شخصية المجنى عليها وتدعى "ناهد. ع. ح" (28 عاما) مطلقة ومقيمة فى إحدى قرى مركز ببا محافظة بنى سويف، وباستدعاء طليقها "أحمد. م. ع" (55 عاما) خادم مسجد، ومقيم بمنطقة العروبة، الهرم، قرر قيامه بتطليق المجنى عليها فى مطلع الشهر الجارى، لسوء سلوكها وتسليمها لأهليتها، إلا أنها قامت بالهرب منهم، وبتكثيف التحريات، تم التوصل إلى أن والدها وأعمامها وراء ارتكاب الحادث.

وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تم القبض على والد المجنى عليها "عصمت. ح" (50 عاما) عامل، ومقيم فى بنى سويف، وأشقائه "جبر. ح" (54 عاما) فكهانى، و"عاشور" (45 عاما) مدير مدرسة، و"محمد" (42 سنة) فلاح، وجميعهم مقيمون بذات العنوان، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترفوا جميعاً بقيامهم بارتكاب واقعة قتل المجنى عليها نظراً لسوء سلوكها، وأنهم عقدوا العزم على التخلص منها عقب هروبها من مسكن العائلة، وأعدوا لذلك الشريط اللاصق، والحبل وعقب تسلمها من طليقها وحال عودتهم إلى بلدتهم بسيارة المتهم الثالث، قام والدها بتقييد حركتها، بينما قام المتهم الثانى بوضع الشريط اللاصق على أنفها وفمها وقام باقى المتهمين بتقييد يدها بالحبال وإلقائها بنهر النيل من أعلى كوبرى بنى سويف، تحرر عن تلك الإجراءات محضر ملحق للمحضر الأصلى، وأخطرت النيابة لتولى التحقيق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة