◄◄ حروب وصراعات وتصفية حسابات والضحية المشاهد
يبدو أن المشهد الإعلامى سيظل الأكثر سخونة فى الفترة المقبلة، خصوصاً فى ظل القرارات التى يتخذها رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الدكتور سامى الشريف، وهى القرارات التى يصفها البعض بالعشوائية، وأيضاً بقرارات يتخذها الشريف تحت ضغط من أصحاب الصوت العالى، والمفارقة أن أبناء ماسبيرو كان عليهم أن يضعوا فى أذهانهم المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر الآن، وهى مرحلة تحتاج للعمل أكثر من الصوت العالى، والاعتراض «عمال على بطال»، وتحتاج إلى البناء أكثر من الهدم، وتصدير روح الانتقام، وحرق كل ما له علاقة بالماضى أو النظام السابق بدعوى التطهير.
يحتاج الكثير من المؤسسات إلى التطهير، ولكن الأهم من ذلك هو الآلية التى سيتم بها تطهير ماسبيرو، ذلك المبنى صاحب الإرث الوفير من البيروقراطية وأصحاب «الواسطة»، لذلك ليس من المنطقى أن تتغير المنظومة ما بين يوم وليلة، ولا أن تلبى جميع المطالب فى نفس الوقت، وعلى أبناء ماسبيرو أن يفكروا فى البدء من النقطة التى انتهى عندها الآخرون، وليس بنسف كل ما سبق تحت شعار أن كل ما كانت تشهده الفترة الماضية كان «فسادا فى فساد»، فبالتأكيد كانت هناك أشياء إيجابية فى الفترة الماضية، وهل تناسى أبناء ماسبيرو الفترة التى قاطع فيها المشاهد المصرى شاشات تليفزيون بلده واتجه إلى المحطات العربية، وهل تناسوا شكل الشاشات الفقير، واللغة الإعلامية الركيكة، وبعض المذيعين والمذيعات الذين أطلوا على شاشاته لفترات طويلة وكل مؤهلاتهم تبدأ وتنتهى عند قوة «الواسطة» التى أتوا من خلالها أو من يقف فى ظهرهم، وأيضا انصراف الوكالات الإعلانية طوال العام عن قنوات التليفزيون المصرى، وانحسار اهتمامهم به على شهر رمضان ومباريات كرة القدم المهمة.
فهل يدرك أبناء ماسبيرو ما هم مقبلون عليه فى الفترة المقبلة ،خصوصاً فى ظل تصفية كل الموهوبين والعاملين فى التليفزيون، سواء كانوا من أبناء التليفزيون أو من العاملين من الخارج، وقلة الإعلانات وعدم وجود وجوه إعلانية جاذبة، وصعوبة مهمة صوت القاهرة ؟
تتضح ملامح الأزمة التى يعانى منها التليفزيون المصرى حالياً مع علو الأصوات التى تنادى بعودة المذيعات القديمات، بل عودة البرامج القديمة بحجة أن الجمهور ارتبط بها، ومنها الفقرة المفتوحة، لدرجة جعلت البعض يردد ساخراً أننا أصبحنا على بعد خطوات قليلة من عودة برامج مثل «تاكسى السهرة، وأمانى وأغانى، وفكر ثوانى واكسب دقايق»، فهى كلها برامج أثبتت نجاحاً لدى الجمهور فى وقت معين، لكنها لا تناسب المرحلة الحالية بكل تأكيد.
لذلك تفتح «اليوم السابع» ملف التليفزيون المصرى، وتناقش أزمته من خلال وجهات نظر متعددة لمن أتت بهم التغيرات ومن جاءت عليهم.
علا الشافعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة