صدر مؤخرًا عن دار المسار للنشر كتاب بعنوان "الحركة الشيوعية المصرية والوحدة العربية وفلسطين" للمفكر السياسى والمؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين.
ويقع الكتاب فى 147 صفحة، وقسم المؤرخ كتابه إلى فصل خاص حول "لغط الوحدة والقومية"، وآخر حول "التباس فلسطين"، ويتضمن الكتاب مدخلاً عن الحركة الشيوعية المصرية ونشأتها وملابسات ولادتها ومحطات مسيرتها.
وضم الكتاب خمسة عشر ملحقًا حول (برنامج الحزب الشيوعى المصرى، وبيان إلى الشعب عن الوحدة المصرية السورية، من تصريح أدلى به خالد بكداش إلى جريدة النور على أثر إعلان الوحدة، تقدموا الصفوف فى معركة الوحدة العربية، بيان من الحزب الشيوعى المصرى فى معركة الوحدة العربية، وبيان آخر لها يوم الاستفتاء، وبيان ثالث عن الوحدة السورية المصرية، وبيان حول ثورة 14 تموز، والبرنامج السياسى الجديد للحزب الشيوعى السورى، ومن كراس مفهوم القومية العربية).
ويقول ياسين فى صدر كتابه "جاء ميلاد الحركة الشيوعية المصرية، مطلع عشرينات القرن العشرين، مع بدء دخول القومية العربية – خاصة فى المشرق – معركتها المحتدمة مع الاستعمار الأوروبى، ومع اقتحام فلسطين خضم معركتها ضد الاستعمار البريطانى والحركة الصهيونية".
ويضيف "وبرغم اتخاذ الحركة الشيوعية المصرية مواقف صائبة، فى الأغلب الأعم، تجاه القومية والوحدة العربيتين من جهة، واتجاه القضية الفلسطينية من جهة أخرى، فإن الحركة لم تسلم ممن لفقوا لها التهم فى المجالين معاً، خاصةً بعد أن اشترطت الحركة الشيوعية فى كل من مصر وسوريا تعزيز وحدة هذين القطرين بالحريات الديمقراطية، ما حفز أعداء الشيوعيين إلى كيل التهم لهم بمعاداة الوحدة العربية، وإن كان أولئك الأعداء عادوا بعد حين وتبنوا مواقف الشيوعيين نفسها من الوحدة العربية، دون أن ترمش لأولئك الأعداء عين، أو حتى يعتذروا لمن سبق أن افتروا عليهم، أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فإن أعداء الشيوعيين سجلوا ضدهم مواقفهم على تقسيم فلسطين".
ويقول ياسين "صحيح أن الشيوعيين رأوا فى تحقيق الوحدتين، الألمانية والإيطالية، ما يدعم الامبريالية، بينما القومية والوحدة العربية جاءتا فى سياق مقاومة الامبريالية، ومن هنا كان الطابع الكفاحى للقومية والوحدة العربية، وضرورة دعمها والانخراط فيمها، ولكن لا بد أن نذكر موقف الحركة الشيوعية المصرية تجاه الوحدة العربية، فقد وقف "الحزب الشيوعى المصرى" مهامه العربية منذ وقت مبكر، ودأب على التشديد على ضرورة وحدة الشعوب العربية فى الكفاح التحررى الوطنى، والدليل على ذلك أنه عندما تأسست "عصبة النضال ضد الامبريالية" فى بروكسل، دعمها "الحزب الشيوعى المصرى" بقوة، وحاول الحزب تأسيس شعبة للعصبة فى مصر، كفرع لقيادة مركزية عربية، تحمل اسم "عصبة تحرير البلدان العربية"، وقد جرت محاولات عدة لعقد مؤتمر عربى واسع لهذا الغرض، لكن الاستعمار البريطانى أحبط كل هذه المحاولات".
ويذكر "ياسين" حين صدر القرار الجائر بتقسيم فلسطين عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة 29/11/1947 جاءت المفاجأة الأولى بإعطاء الكتلة السوفييتية أصواتها لصالح التقسيم، أما المفاجأة الثانية فتمثلت فى التحول الدراماتيكى المفاجئ للمنظمات الشيوعية المصرية، إذ أيدت التقسيم بعد أن دأبت هذه المنظمات على المناداة باستقلال فلسطين، وإقامة دولة ديمقراطية فيها، وتبقى المفاجأة الثالثة المتمثلة فى اقتصار تأييد تقسيم فلسطين على حركتين شيوعيتين من الوطن العربى، ثانيتها فى العراق، دونًا عن بقية الحركات الشيوعية العربية، بما فى ذلك المنظمة الماركسية العربية الفلسطينية "عصبة التحرر الوطنى".
ويوضح ، أن موقف الحركة الشيوعية المصرية المؤيد لتقسيم فلسطين، لا يبرره تحبيذ الدول العربية المعنية بالصراع العربى – الإسرائيلى، وهو ما أبلغته هذه الدول للإدارة الأمريكية، التزامًا من هذه الدول بتعليمات لندن، الأمر الذى تجلى فى التزام الجيوش العربية بألا تتخطى حدود الدولة العربية، كما حددها قرار التقسيم، فيما واصلت تلك الدول تنديدها بالتأييد السوفيتى للتقسيم، فى جرأة غير مسبوقة على الحق من تلك الدول.
ويقول، موقف الحركة الشيوعية المصرية سرعان ما تغير من التقسيم، بعد أن أكدت الحياة مدى ارتباط الكيان الصهيونى بالمعكسر الإمبريالى، وقد تعدل الموقف السوفيتى، أيضًا، ومعه حدث التحول الجذرى فى موقف النظام الناصرى، بعد أن اتضح له وهم اتكاله على الولايات المتحدة لتحديث مصر، ناهيك عن إلحاح الخطر الإسرائيلى على مصر، ورفض إدارة الإدارة الأمريكية مد عبد الناصر بالأسلحة، إلا بما يكفى لمواجهة مظاهرات شعبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة