سليمان الحكيم

بلوفر شفيق.. وسندويتش شرف

الأحد، 01 مايو 2011 07:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين بحث البعض منا عن شىء يقربه من الفريق أحمد شفيق بعد توليه رئاسة الوزراء، لم يجد غير ملابسه البسيطة التى تنم عن تواضع فى شخصيته يكسبه نوعاً من القبول فى الأوساط الشعبية، فالتفتوا إلى "بلوفر" أحمد شفيق الذى يرتديه فوق القميص.. متجاهلين الالتفات إلى الشىء الأهم، وهو تشكيله الوزارى، وما يمثله من امتداد للعهد البائد الذى جرت دماء كثيرة ثمناً لتغييره، وكأن الجماهير قامت بثورتها مطالبة كبار المسئولين فى حكومتهم بتغيير ملابسهم أو هيئتهم التى يطلون بها علينا. وليس بتغيير سياستهم التى جثموا بها على الصدور إلى حد الاختناق!

لكن جماهير الثورة لم تبلع الطعم الذى حاولت بعض أجهزة الإعلام حشره فى الأفواه والعقول، ولم يفلح بلوفر أحمد شفيق فى إقناع هؤلاء بأنه الشخص المناسب الذى يحملونه أمانة التغيير. والتعبير عن مطالبهم فاستمروا مطالبين بتغييره حتى جاءوا بالدكتور عصام شرف رجلاً من ميدان التحرير، حملوه على الأعناق متوجهين به إلى مبنى رئاسة الحكومة. وبعد جلوس شرف على مقعده بساعات شرع فى تشكيل حكومته الجديدة، فإذا بها لا تختلف كثيراً عن حكومة الرجل "أبو بلوفر" التى اختار أعضاءها من ميدان مصطفى محمود بما تضمنته من أسماء غير مبرأة من الشك فى ذمتها أو تاريخها السياسى، أمثال وزير المالية الذى كان عضواً فى لجنة السياسات دفع به جمال مبارك إلى مجلس الشعب ضمن العدد الذى أصدر مبارك الأب قراراً بتعيينهم فى المجلس، وهناك كذلك زاهى حواس الذى تدور الكثير من الشبهات - المؤكدة لدى الكثيرين ممن يعرفونه - حول تورطه فى عمليات فساد فى مجال عمله بالآثار.. وهناك وزير الإسكان الذى كان محافظاً لدمياط. والذى تؤكد تقارير رقابية تورطه هو الآخر فى مخالفات قانونية ومالية، وهناك رابعا وزير الإنتاج الحربى الذى يتردد أنه فاز بالتزوير والرشوة فى الانتخابات الأخيرة، وهناك خامسا وزير التعليم العالى عضو لجنة السياسات ومجلس الشورى السابق، والذى كان مقرباً من الوريث، وهناك سادساً وزير البترول الذى لم يكن بعيداً عن الفساد فى وزارته، وهناك سابعاً محافظون منبوذون فى الأوساط الشعبية لتاريخهم الملوث، وهناك ثامنا رؤساء تحرير لا يزالون فى مناصبهم بالصحف الحكومية ورؤساء تحرير آخرين جاء بهم رغم سجلهم الأسود فى تضليل الجماهير ونفاق النظام المخلوع، وهناك تاسعا قيادات إعلامية أبقى عليها شرف فى مناصبها رغم صراخ المطالبين بتغييرهم، وهناك عاشر يحيى الجمل الذى يكفى بقاؤه دليلا على الثورة لم تصل بعد إلى مكتب رئيس الوزراء، ولم يحمل شيئاً منها وهو خارج من ميدان التحرير متوجها إلى مكتبه الرئاسى.

ولأن عصام شرف يعلم ذلك كله مدركاً الشعور بعدم الرضا الذى يسود الجماهير نتيجة له، فقد حاول القفز فوقه بنفس الطريقة التى اتبعها سلفه أحمد شفيق، وهى تزلف الجماهير ومحاولة كسب تعاطفها أو رضاها برسمه صورة ذهنية لنفسه يبدو عليها فى نظر هؤلاء متواضعا وبسيطا، وبعيداً عن التكلف والمظهرية، فيدخل أحد المطاعم الشعبية مصاحبا لأسرته ليتناول إفطاره من الفول والطعمية. ثم يذهب إلى سيناء ليجالس العربان ويأكل معهم بيده، أو يذهب إلى مكتبه سيراً على الأقدام بدون مواكب أو "فشخرة" متصوراً أن الناس حين تراه على هذه الصورة الشعبية سوف تتغاضى عن "بلاوى" فريقه الحكومى، وسوف تغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ولكن مع مرور الوقت سيكتشف الناس صورة أخرى من أنور السادات الذى كان يرتدى الجلابية فى ميت أبو الكوم، ويجلس على المصطبة ليدلى بأحاديث الذكريات مع "همت يا بنتى"، فإذا به حين يخرج من الجلابية ذات يوم وجدناه فى صورة هيتلر وموسولينى ونيرون روما. وصدق من قال إنه إذا كان شرف قد جاء إلى الحكومة من ميدان التحرير فقد اختار فريقه الوزارى من ميدان مصطفى محمود!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة