سليمان الحكيم

أيه سلفية.. وأى سلفيين؟!

الثلاثاء، 24 مايو 2011 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم السلفية ليست دينا.. بل هى منهج لفهم الدين وسبر أغوار نصوصه اتباعا لمنهج السلف الصالح – كما قال بعض الأخوة من القراء تعليقا على مقالى السابق وأنا أسألهم هنا عما إذا كانوا يعتبرون عمر بن الخطاب وأبو ذر الغفارى وعلى بن ابى طالب وغيرهم.. من السلف الصالح أم لا؟ فإذا كان البعض من أتباع المنهج السلفى يقرون بمبدأ أعمال العقل فى فهم نصوص . وليس اتباع السلف الصالح "على العميانى " وتطبيق كل ما قالوا به وعدم الخروج عليه.

ما رأيكم إذن فيما ذهب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين عطل العمل بالأمر الإلهى الموجود بنص صريح فى القرآن الكريم بضرورة قطع يد السارق والسارقة فى عام الرمادة؟

ليس ذلك فقط بل سمح عمر بن الخطاب لنفسه بالخروج على حديث رسول الله الذى قال فيه "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"!

وما رأيكم أيضا ً فيما ذهب إليه عمر بن الخطاب بتعطيل النص القرآنى الذى أمر بحصة من بيت مال المسلمين للمؤلفة قلوبهم على الإسلام حين رأى عمر أن شوكة الدولة قد قويت وأصبحت قادرة بنفسها على المواجهة دون حاجة لهؤلاء من أصحاب القلوب المؤلفة بالمال وليس بالاقتناع؟!

ما رأى الذين يقولون "لا اجتهاد مع النص" فى الاجتهاد الذى توصل إليه عمر بن الخطاب على حساب تعطيل لنصوص قرآنية صحيحة لم يتم نسخها؟!

لقد أقدم عمر بن الخطاب على ذلك وبين ظهرانية عدد من صحابة رسول الله لم يعترض عليه أحد منهم.. ولم يتهمه أحدهم بالكفر أو الخروج على الملة لمجرد أنه أعمل عقله مستجيبا ً لظروف طارئة تحقيقا ً لمصلحة الأمة.

ألم يكن بن الخطاب بذلك يسن سنة لمن يجىء بعده من أولى أمر المسلمين بإعمال عقولهم حتى لو اضطروا إلى تعطيل نص قرآنى توخياً لمصلحة عامة.

وهو الذى كان يدرك حق الإدراك بأن كل قرار يتخذه إنما سيكون سنة متبعة لمن سيأتى بعده حين رفض إقامة الصلاة فى كنيسة ايليا ببيت المقدس حتى لا تكون سنة يتبعها المسلمون من بعده فيقيمون الصلاة بالكنائس.. ويحرمون المسيحيين منها؟

وإذا كان بعض السلفيين يعتبر الخروج على الحاكم "فتنة وضلالة" حتى وإن أخذ مالك وجلد ظهرك" فما رأيكم فى خروج على بن أبى طالب وولديه الحسن والحسين – سبط رسول الله – على معاوية بن أبى سفيان ووريثه فى الحكم يزيد؟

ألم يكن كلا الطرفين صحابياً جليلاً وسلفا ً صالحا ً – أولى بالاتباع والطاعة.. فمن من الطرفين – اذن – اولى بالاتباع من غيره فى نظر دعاة السلفية المحدثين هل هو على وأولاده أم معاوية وأولاده؟!

وهل كان أبو ذر الغفارى مخطئاً وخارجا ً من الملة حين دعا المسلمين إلى الخروج على الحاكم بسيوفهم حين يجدونه عاجزا ً عن توفير القوت لهم ؟ ! •

أيهما كان محقاً فى رأيكم عثمان بن عفان حين قال أنا خليفة الله فى الحكم أم الزبير بن العوام أو غيره الذين قالوا له أنت خليفة المسلمين . ولست خليفة الله . ولعلكم تدركون الفرق بين القولين اللذين يعكسان منهجاً فى الحكم . بين من يرى أن الحاكم مفوض من الشعب . ومن يرى أن الحاكم مفوض بالحكم من الله.. وبين المنهجين لا يزال المسلمون حيارى حتى اليوم فى اختيار أحدهما منهجا ً للحكم.. هل هو المنهج الذى يقر بأن الأمة مصدر السلطات . أم هو المنهج الذى يقر بأن الحاكم يستمد سلطاته من الله مباشرة؟!

إذن لماذا يدعونا سلفيو اليوم إلى اتباع عثمان بن عفان ولا يدعوننا إلى اتباع عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وأبو ذر الغفارى وكلهم من السلف الصالح.

وفى كل الأحوال سنكون سلفيين.. ولن نخرج عن منهج السلف حين نتبع سلفية بن الخطاب والغفارى ولا نتبع عثمان بن عفان ومعاوية بن أبى سفيان.

فأية سلفية هى إذن تختارون لأنفسكم وأى سلف – هم إذن الذين ينبغى علينا اتباعهم؟ ولماذا تكفروننا – أو تتهموننا بالجهل بأمور ديننا حين ننادى باتباع عمر بن الخطاب رافضين منهج عثمان بن عفان وقد رفضه من قبلنا صحابة أجلاء لا نرقى إلى أقلهم إخلاصا ً للدين.. وغيرة عليه ولم يجدوا من يتهمهم بالخروج من الملة أو الجهل بالدين أو الدعوة للعلمانية؟!








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مرفث على

لك من الله ما تستحق

عدد الردود 0

بواسطة:

النص القرأنى لا يعطل

النص القرأنى لا يعطل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة