تفاصيل شديدة الشبه بين مؤتمرات عمرو موسى، وكلام البرادعى، وتصريحات مصطفى الفقى خلال حملة ترشحه للجامعة العربية الفترة الأخيرة.
هم الثلاثة الغالب كان غسل اليد من النظام السابق، مع أن الثلاثة كانوا أعضاء بشكل أو بآخر فى تنفيذ سياسات ومحددات رسمها النظام السابق.
على رأى طلعت السادات، فقد انحنى البرادعى مثلا أمام مبارك، متقلدا وسام قلادة النيل، بعدما قبله من مبارك، والبرادعى هو الذى طلب الدعم المصرى، أثناء الحملات الأمريكية ضده خلال أزمة العراق، وهو الذى ضغط بدعم نظام مبارك أكثر من مرة لإنقاذ نفسه من فخاخ قال إنها أمريكية.
أما عمرو موسى، فكان سفيرا فوق العادة ومفوضا لنظام مبارك فى أكثر عواصم العالم تأثيرا، ثم وزيرا لخارجية مبارك، قبل أن يرشحه نظام مبارك، ويدعمه أمينا للجامعة العربية.
موسى مثله مثل مصطفى الفقى، الذى كان قريبا، ولما أبعدوه لم ينسوه فاستطاع التغلب على خصمه العنيد فى انتخابات الشعب 2005 ، بدعم نظام مبارك ، بينما لم تتوقف حتى الآن تداول كثيرا من تفاصيل ما قيل إنه "تزوير" نظام مبارك، لانتخابات دائرة الفقى.
موسى والبرادعى يتخبطان، والفقى يترنح أيضا، هم الثلاثة غسلوا أيديهم من شبهة العلاقة بالنظام السابق، مع أن هذا ليس هو المطلوب فى المرحلة الحالية، فنحن لازلنا انتظار تصورات الثلاثة عن المستقبل.
فى مؤتمراته ، لم يقدم عمرو موسى إلا كلاما "عائما"، واقترض البرادعى مسلسل "الدموع القريبة"، فصار يبكى فى برامج التلفزيون أكثر مما يتكلم، بينما شارك مصطفى الفقى الاثنان فى وصم معارضيه بالفلول والأذناب وتوصيفات أخرى من "أكلاشيهات" ما بعد يناير.
لم ترق مؤتمرات مرشحى الرئاسة حتى الآن لأكثر مما يشبه سرادقات مرشحى مجلس الشعب فى الدورات السابقة، فى المنيا رد موسى على أنصار البرادعى الذين وصفوه بـ "العميل" بقوله : أنتم فلول وهو نفس ما فعله مصطفى الفقى فى رده على الذين تظاهروا ضد ترشيحه أمام جامعة الدول العربية قبل أسابيع، فكاد أن يتهمهم بـ"المأجورين" لولا أن أذن الله بالتهدئة.
والبرادعى، ليس أحسن حالا، فلا زال الرجل يصف جبهة رفضه فى الشارع بأتباع الرئيس السابق، للدرجة التى لم يعد يخل لقاء جماهيريا له إلا ويؤكد على الحملات المدبرة ضده لتشويهه لدى المصريين، يناضل البرادعى بوصفه قديسا، ويصر حتى أمس على أن اجتماعات الأبالسة مستمرة لرفض "تطويبه"!
لا الذين سلفوا "أولياء"، ولا أصحاب وجهات النظر فى كل منهم "عصاه"، لكن ثقافة تقبل "الآخر"، وعدم التعويل على "المؤامرات" و"الحبكات" لم تدخل حتى الآن مدركات مرشحى الرئاسة.. فيما يبدو.
فالبرادعى مثلا وصف الذين اعتدوا عليه أمام لجنة الاستفتاء بالمقطم بـ "البلطجية"، بينما هو الذى أجاب على سؤال لمذيعة بقناة تلفزيونية أجنبية على تعليقه على المظاهرات الفئوية التى وصلت إلى حد "ضرب المدير بالجزمة" بقوله: أمر مشروع نتيجة كبت ما قبل يناير.
لا نرى فى العنف سبيلا للتعبير على أية حال، لكن ازدواجية البرادعى هى التى جعلت العنف: تعبيرا عن الرأى فى حالات، و"بلطجة" لو شمل التعبير عن وجهات النظر.. قذفه بزجاجات فارغة!
لازلنا نتابع ، لكن المشاهد ليست على ما يرام ، بينما الصورة فى "الكادرات" لم تكن كما كان متوقعا، حتى الآن لابد أن يكون "الآخر" فلول ، وحتى الآن أيضا، ليس المعارضين بالضرورة "أذناب"، بينما للقداسة "ناسها"!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة