جمال نصار

الفرد هو أساس النهضة والتقدم

الخميس، 23 يونيو 2011 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قصة الحضارة تبدأ منذ عُرف الإنسان، وهى حلقة متصلة تسلمها الأمة المتحضرة إلى من بعدها ولا تختص بأرض ولا عرق، وإنما تنشأ من عوامل عديدة منها: أنها حضارة إنسانية عالمية متجددة، حضارة يقوم حكمها على الشورى والمساواة وكفالة الحريات السياسية، وتتضمن تنظيمًا شاملاً لأمور الدين والدنيا، وتقوم على التكافل الاجتماعى.
وتكاد لا تخلو أمة من تسجيل بعض الصفحات فى تاريخ الحضارة، غير أن ما تمتاز به حضارة عن حضارة، إنما هو قوة الأسس التى تقوم عليها، والتأثير الكبير الذى يكون لها، والخير العميم الذى تناله الإنسانية من قيامها، وكلما كانت الحضارة عالمية فى رسالتها، إنسانية فى نزعتها، خلقية فى اتجاهاتها، واقعية فى مبادئها كانت أخلد فى التاريخ، وأبقى على الزمن، وأجدر بالتكريم.
والأمة مجموعة متماسكة من الأفراد، وكلما كان الفرد سليما كان بناء الأمة سليما، وكلما كانت أخلاق الأمة قوية نقية كانت اتجاهاتها سليمة وهدفها مستقيما.
ولعل الإسلام هو أوفى الأديان والشرائع عناية بتوازن القوى المختلفة فى المجتمع، وبناء الأمم بناءً متراصا لا وهن فيه ولا ثغرة ولا اختلال.. إنك لتراه يعنى بتنظيم حياة الناس المادية كأتمّ ما تعنى بذلك المذاهب الاقتصادية، ويهتم بتقويم الأخلاق الاجتماعية كأقوى ما تهتم بذلك الدعوات الأخلاقية، ويبالغ فى تطهير الروح وتهذيب النفس أشد مما تبالغ فى ذلك الأديان الروحية. ومما لاشك فيه أننا نعانى فى حياتنا الحاضرة أمراضا اجتماعية خطيرة، لن تستقيم معها نهضة ولن يطرد بها سير، وهى مختلفة المظاهر فى الفرد والأسرة والجماهير، وهى تشمل فئات الناس جميعا من عالم وجاهل، وكبير وصغير، ومدنى وقروى.
فالفرد هو الخلية الأولى فى بناء المجتمع، والدعوات الإصلاحية تبدأ طريقها من الفرد لا من الجمهور.. إن إصلاح عشرة من الأفراد فى بلدة إصلاحًا يجعلهم أئمة فى العلم والهدى والخير والاستقامة، هو الذى يؤدى إلى استقامة شؤون البلدة ونظافة حياتها الاجتماعية... ورسول الله ظل فى مكة ثلاثة عشر عامًا يعنى بتربية أفراد من أمته، حتى إذا اجتمع له منهم عشرات شرع فى بناء الدولة الصالحة والحضارة الصالحة.. إن أبا بكر وعمر وعلى وابن مسعود وأمثالهم هم الذين أقاموا صرح الدولة الإسلامية والحضارة العربية المؤمنة المشرقة.
والذين صنعوا الدولة وأقاموا الحضارات، وهتكوا حجب الجهل، وارتادوا آفاق العلم، والذين غيروا مجرى التاريخ، وأحدثوا أكبر الأثر فى حياة أمتهم أو حياة الإنسانية، هم أفراد قويت إرادتهم، واستقامت أخلاقهم، وخلت حياتهم من كثير من الآفات النفسية والخلقية القاتلة.
ولعلنا فى مصر شهدنا نماذج فردية متميزة فى مجالات عدة، على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ محمد عبده، والشيخ رشيد رضا، والشيخ حسن البنا، والشيخ محمد الغزالى، والدكتور محمد عبدالله دراز، وحديثا الدكتور مجدى يعقوب، والدكتور فاروق الباز، والدكتور يوسف القرضاوى، والدكتور مصطفى السيد، والدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد البرادعى وغيرهم كثير من الشباب المبدع الموهوب فى ميادين الحياة المختلفة.
نحن فى الحقيقة نحتاج إلى الاهتمام والعناية بالعنصر الفرد على جميع المستويات حتى نرتقى ونتقدم وننهض، لأن المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأفراد، فإن كانت قوية كان البنيان قويا متينا يستطيع القيام بدوره على أكمل وجه، ولعلنا فى المرحلة المقبلة نشهد بروز عناصر متميزة قادرة على تحمل المسؤولية، وتعرف دورها وتخط طريقها نحو المستقبل المشرق. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

السعيد زهران

كلام موزون وجميل وصادق

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

كيف نهتم بالفرد الذى هو اساس ازدهار الأمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة