فوجئت بصحفى يقول لى: مارأيك فى أن البرادعى هو الأب الروحى للثورة، فرددت عليه بكل قوة وقلت له: لالالا، إنها مغالطة شنيعة لا تقبل، وتزوير فاضح للحقيقة، وقائل ذلك مزور مفضوح، لأن الثورة المصرية ليس لها أب روحى، وليست لقيطة كى يتبناها البرادعى القادم من أوروبا، إنما الثورة المصرية هى وليدة تراكم كم كبير من المقاومة للظلم بالقلم والتضحيات والجهد، بذله رجال كثيرون ونساء أيضاً.
فحزب العمل برموزه الكبيرة ابراهيم شكرى، وحلمى مراد، وعادل حسين، والأستاذ الكبير فتحى رضوان، رحمهم الله جميعا، ومجدى حسين، شاركوا فى صنع الوعى وزرع بذور هذه الثورة، والإخوان بقيادة خمسة مرشدين فى عهد الطاغية مات ثلاثة إلى رحمة الله وبقى اثنان كلهم صمدوا وضحوا ضد الظلم، والجماعات الإسلامية بتضحياتهم وصبرهم على مبادئهم ومقاومتهم للظلم شاركوا فى زرع بذور هذه الثورة على مدى ثلاثين عاما وهم أشد وأكثر الناس فى مصر كلها تعرضاً للظلم والسجن والاعتقال والتشريد والاضطهاد حوالى نصف مليون طوال ثلاثين عاما، وتحملوا كل ذلك، واستمروا على رفضهم لنظام حسنى مبارك من أجل تغييره بنظام صالح يحقق الخير لمصر كلها، فكان ذلك بمثابة بذور ورعاية لثمار الثورة، ولا أنسى مصطفى شردى رحمه الله ومن معه فى الوفد، شارك فى وضع بذور هذه الثورة، وحركة كفاية، وعبد الحليم قنديل ورفاقه، شاركوا فى وضع بذور هذه الثورة وحركة 6 أبريل شاركت فى وضع بذور هذه الثورة، وكل من كتب حرفا أو كلمة أو وقف موقفا فى عمله أو فى الشارع يعلن رفضه للظلم, شارك فى صنع هذه الثورة.
وأيضاً الذين قتلهم نظام حسنى مبارك فى السجون والمعتقلات وعلى أعواد المشانق صنع فى الوعى المصرى رفض الظلم وحتمية الثورة، وآخرهم خالد سعيد رحمه الله، والشهيد سيد بلال الذى أعتبره المفجر الحقيقى لهذه الثورة فهو آخر من قتلهم حسنى مبارك وهو فى قمة طغيانه فى شهر يناير 2011 وقد ظن حسنى مبارك والعادلى أنه لن يعجزه شىء فى الارض ومن عليها، لم يعتقد قاتل سيد بلال أنه ضغط على زر التفجير للثورة، بل سارع كى يتلقى التهنئة والحماية من العادلى.
حقيقة أعتقد أن دماء سيد بلال خرجت من جسده وهى تصرخ متضرعة إلى ربها قائلة يارب يارب انتقم من حسنى مبارك والعادلى وضباط أمن الدولة المجرمين الظلمة، فتقبلها السميع العليم أرحم الراحمين، قائلاً وعزتى وجلالى لأنصرنك، وجاء العدل الإلهى بسرعة لم يتوقعها الظالمون بعد أيام من دفن سيد بلال رحمه الله.
ثم بعد ذلك كله أسمع من صحفى أن البرادعى أو غيره هم أصحاب الثورة, كذبوا وخانوا تضحيات ودماء بذلت لله من أجل مصر أفضل، أين كان البرادعى والمعتقلات تئن جدرانها من أنين المظلومين؟ أين كان البرادعى والمظاهرات تضرب فى الشوارع؟ أين كان البرادعى يوم أغلقت صحيفة الشعب؟ أين كان البرادعى ومصر كلها فى سجن كبير؟ أين كان البرادعى والشعب يُقتل من أجل رغيف خبز؟ الإجابة: كان فى فيينا يأكل جاتوه وكراوسون، ثم بعدما انتهت أعماله كلها فى الغرب، تذكر مصر، فجاء إلى مصر معارضاً.. مرحبا به معارضاً صاحب كلمة لا ننكرها، ولكنه لم يصنع ثورة مصر، ومستحيل ومن الكذب المفضوح أن يكون الأب الروحى للثورة، بل هو ضيف على تراكمات من المقاومة والتضحيات قدمها أشراف رجال مصر على مدى ثلاثين عاماً متواصلة.
ومن العدل أن لا أنسى أن القوات المسلحة لها دور فى حماية الثورة لا ينكر، ومن يجادل بالباطل فلينظر إلى جيوش سوريا واليمن وليبيا ومافعلوه فى شعوبهم، فكل الشكر والتحية لقواتنا المسلحة، وأخيراً كل ما ذكرت هى أسباب، والله وحده هو القادر وهو رب كل شىء ومليكه رب السموات والأرض «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» وقد أراد الله سبحانه الثورة فتهيأت الأسباب، وأراد الله خلع حسنى مبارك وعصابته، فكانت الأسباب، فالحمد لله من قبل ومن بعد، ونسأله أن يتم علينا النعمة بزوال بقايا الفساد من مصر كلها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
swaha
خسئت ايها الا ممدوح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
أصبت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري حر
احسنت
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد هميمي
اختزال الثورة في 18 يوما جريمة
عدد الردود 0
بواسطة:
رجب رمضان
إنصاف
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي
الي اول تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد نوار
المحاكاه
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني صبري
صدقت وبينت غير ان ...
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد على عبد السلام
رائع
رائع ... وجزاك الله خيراً
عدد الردود 0
بواسطة:
Nader Elsafy
الإخوان هم أصحاب الثورة!
هههههه هههههه هههههه