للمرة الثانية، شن مجهولون ملثمون، هجومًا بقذائف "الآر .بى .جى" على ضريح الشيخ زويد بالمدينة التى تقع بمحافظة شمال سيناء، على بعد 12 كيلومترًا من الحدود المصرية مع قطاع غزة، والذى سبق وأن تم تفجير جدرانه فى هجوم مماثل منذ شهرين.
فى الوقت الذى يشهد فيه الضريح هجومًا لمحاولة هدمه، إلا أن شخصية أو سيرة الشيخ زويد الذى سميت المدينة على اسمه مجهولاً ليس للعامة من الشعب، بل للمؤرخين أنفسهم، وظلت روايات الأهالى من سكان المنطقة تتناقل بين الناس، من أن الشيخ زويد هو أحد الصحابة رضوان الله علهم، وجاء وتوفى أثناء فتح سيدنا عمرو بن العاص لمصر فى القرن الأول الهجرى، وهو المكان الذى يتبارك به الكثير من أهالى سيناء، ويقال إنه لقب بالشيخ زويد لبركته فى وضع يده فى الطعام القليل ليكفى أعدادًا كبيرة، ولهذا ظل الناس حتى يومنا هذا يتباركون بضريحه.
الشيخ علاء أبو العزائم، مؤسس حزب التحرير المصرى، وأحد مشايخ الطرق الصوفية، لم يختلف هو أيضًا مع رواية الأهالى، وأوضح لـ"اليوم السابع" أن "الشيخ زويد" هو أحد الصحابة الذين أتوا مع عمرو بن العاص لفتح مصر فى المرحلة التى بعث فيها سيدنا عمر بن الخطاب رسالة له أبلغه فيها بالرجوع، إلا أن عمرو بن العاص لم يعمل بما جاء فى رسالة "ابن الخطاب" وخبأها، ليفتح مصر.
ويزيد أبو العزائم فى توضيح شخصية "زويد" أكثر ويقول إنه كان أحد جنود الجيش، وكما هو شأن المؤرخين فإنهم لا يدونون سير من استشهد فى الحرب من الجنود كافة، كان ذلك مصير الشيخ زويد الذى استشهد، وبعدما انتقل للرفيق الأعلى ظهرت له كرامات، فقام الناس بعمل ضريح له.
ويضيف أبو العزائم: الشيخ زويد أحد المجاهدين فى سبيل الله، ولكن العجيب أن السلفيين أو المتشددين يهاجمون ضريحه بالقذائف، ولا يبدون أى موقف لهم إزاء ضريح أبو حصيرة أو النصب التذكارى للطائرة التى سقطت فى الحرب ويزورها اليهود، وأبدى أبو العزائم اندهاشه من عدم تأمين وزارة الداخلية للضريح؟، موضحًا أن ما يحدث قد يدفع الأمور لإثارة الفتن وزعزعة النفوس.
ورأى أبو العزائم أن أحد أسباب الهجوم على ضريح الشيخ زويد هو سلبية التيار الصوفى، متسائلاً: هل قام الصوفيون بعمل مليونية مثل مليونية الإخوان والسلفيين فى ميدان التحرير؟، هل كان لهم رد فعل فى مؤتمر صحفى يرفضون فيه رفع أعلام السعودية فى ميدان التحرير وتوزيع الدستور الوهابى؟، مجيبًا: كل هذا لم يحدث لأن القيادة الصوفية فاشلة.
الدكتور محمود إبراهيم حسين رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، قال إن ما يدور حول شخصية الشيخ زويد وضريحه، حديث رجحى ولا يوجد دليل مؤكد حول هويته، فلا توجد مصادر تاريخية أو أثرية مؤكدة حول نسبه أو تاريخ حياته، وهناك من يعتقد أنه جاء مع جيش عمرو بن العاص الفاتح لمصر، ولكن يوجد ما يؤكد أو يبرهن على مجيئه مع جيش الفتح سواءً فى بدايته أو خلال الإمدادات.
وأوضح إبراهيم أنه بالاستناد للدراسات، فإن الضريح مبنى منذ ما يقرب من خمسين أو ستين عامًا، فى حين أن فتح مصر كان ما بين (20 هجرية 640 ميلادية أو 21 هجرية 641 ميلادية)، ومن الممكن أن يكون قد هدم وأعيد بناؤه مرة ثانية، وهذا فى حالة لو أخذنا فى اعتبار صدق الرواية التى تؤكد دفنه.
وأوضح إبراهيم أن هناك ثلاثة آراء حول الأضرحة فى مصر، أولها "ضريح رؤية" وهو أن أحدًا رأى رؤيةً لأحد أولياء الله الصالحين يأمره ببناء ضريح له فى مكان معين، والثانى هو أن يكون من فى الضريح بالفعل هو أحد أولياء الله الصالحين، والثالث أضرحة لأشخاص مجهولى الهوية.
وفى نفس السياق، أكد الدكتور قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق، أن اسم الشيخ زويد لم يرد فى تاريخ الفتوحات، مستدلاً بكتب الطبرى أو ابن عبد الحكم، وقال: إن ابن عبد الحكم وهو الحجة التاريخية فى فتح مصر، والذى ذكر كل شىء بالتفصيل لم يذكر اسم الشيخ زويد فى كتبه، وحتى من تحدثوا عن الفتوحات وتناولها بالتفصيل لم يذكر أحد منهم اسمه أو حادثة استشهاده وتشييد الأهالى لضريحه.
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي صالح عبدالمالك البياضي - سيناء
نود عرض الحقيقة