عرفت الدكتور إمام الجمسى عن طريق صديقى العزيز وزميلى سعيد الشحات، فى منتصف التسعينيات.. عرفت إمام الجمسى معارضًا لكل ألوان التطبيع مع إسرائيل، رغم أنه كان يتولى رئاسة مركز الاقتصاد الزراعى، وكان الجمسى مصدرًا هامًا للمعلومات للصحفيين عن لوبى التطبيع.. وكان يتكلم علانية ولم تقف وظيفته ومستقبله يوما ما، حائلا بينه وبين كلمة الحق.. ولم يكن ذلك غريبا عن إمام الجمسى لأننا اكتشفنا وبالصدفة أنه كان بطلا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة 1973 من خلال بعض أصدقائه وبعد سنوات من معرفتنا بإمام الجمسى عرفنا أنه سبق وأن حصل على نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى تقديرا لما قام به من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو فى الميدان.
ثم منح ميدالية جرحى الحرب.. وهنا زالت دهشتنا حول المواقف الشجاعة لرجل مثل إمام الجمسى.. فلم يكن غريبا على بطل أبلى بلاء رائعًا فى ميادين القتال ضد العدو الصهيونى أن يكون مقاتلا ضد التطبيع والفساد فى وزارة الزراعة.. فكان هو الذى كشف عن صفقة بيع أراضى الصالحية لمستثمر كان مجهولا فى ذلك الوقت، وكنت أول من انفرد - والفضل يرجع لله سبحانه وتعالى أولا ثم للدكتور إمام الجمسى- بنشر تفاصيل القصة بداية من تخريب مشروع عملاق حتى تم بيعه بربع الثمن وبالتقسيط المريح لرجل الأعمال الذى اتضح فيما بعد أنه مجدى راسخ صهر مبارك.. وإمام الجمسى ولأول مرة اذكرها كان هو الذى تمكن من الحصول على صورة من عقد بيع أراضى توشكى للوليد بن طلال وأمدنى أنا وغيرى بصور من العقد، والذى يتضمن شروطًا تضر بالأمن القومى المصرى وكان سببا فى أن يتولى كاتب هذه السطور نشر بنود العقد والانفراد بحملة صحفية حصدت تلك الحملة جائزة نقابة الصحفيين فى العام 2009.. وبالتالى كان الجمسى سببا فى عودة 75 ألف فدان للدولة، وغيرها من قضايا الفساد التى كشف عنها هذا الرجل.
رفض إمام الجمسى الصمت أو التستر على الفساد رغم المساومات التى طرحها عليه رموز النظام فى وزارة الزراعة والتى كانت تمكنه من تولى مناصب عامة كانت بالفعل من حقه لكنه رفض ذلك فتم استبعاده من تولى رئاسة مركز البحوث الزراعية وبنك التنمية الزراعى، بالإضافة إلى موقع وزير الزراعة نفسه قبل ثورة 25 يناير رغم ترشيحه لتلك المواقع باعتباره من العلماء المتخصصين فى مجال الزراعة.. وعلى الرغم من أن الجمسى من العلماء فى مجال الزراعة وله مئات الأبحاث ويقف خلف عشرات من العلماء الذين تربوا على يده فى هذا المجال.. ولم يتخل إمام الجمسى عن بسالته فى مواجهة الفساد حتى الآن ولا عن معاونة أجيال من الطلاب يتبوءوا حاليًا مواقع متقدمة فى الدولة.
ورغم أن الجمسى حاليًا يعمل أستاذًا بمركز الاقتصاد الزراعى فقد قام بتأسيس جمعية المزارع الصغير، والتى تتولى تقديم قروض حسنة للمزارعين البسطاء لتنفيذ مشروعات من خلال دراسات جدوى تقدمها الجمعية مجانًا بهدف تنمية أوضاع فقراء الريف اقتصاديًا.
تجاوزت سعادتى كل الحدود عندما عرفت أن إمام الجمسى البطل والإنسان وصاحب الخلق النبيل تقدم للترشح على موقع نقيب الزراعيين.. شعرت أن هذا الرجل قادر على أن يصلح أحوال شريحة كبيرة وفئة هامة من فئات المجتمع.. تيقنت أنه ليس مستحيلا أن يعود لهؤلاء حقوقهم المسلوبة بعدما تخلى النظام السابق عن كل المجتمع وعلى رأسهم الزراعيون بعدما تخلى عن استصلاح الأراضى وأهدر الرقعة الزراعية.. فالأمل الوحيد بعد الله هو الإخلاص، والذى يتجسد فى رجل يملك روح المقاتل وإخلاص الأبطال وبساطة الأصيل وشهامة ابن البلد وفكر ونبوغ العلماء.. تيقنت أن مهنة ودور الزراعيين وحقوقهم المهدرة يمكن أن تعود إلى مجدها طالما يتقدمهم إمام الجمسى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/احمد
شكرا لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
د/خالد سالم
صحيح الكلام
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد الديب
معلومات حقيقية عن امام الجمسي
عدد الردود 0
بواسطة:
إمام محمود الجمسى
أستاذ أسامه داوود ....شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
د/حسن درويش
المبادئ
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الجمسى
الدكتور امام بطل من ابطال اكتوبر