مشهور ابراهيم احمد

إضعاف البرلمان بين أبناء مبارك وأبناء الثورة

الثلاثاء، 31 يناير 2012 09:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المؤسف والمحزن أن يبدأ "برلمان الثورة" عمله ومهامه خلال هذه المرحلة الدقيقة، وسط هذه الهجمة الشرسة المستهزئة بالبرلمان المنتخب من قبل الشعب، وبدلاً من أن نحتفى ببرلمان الثورة، وجدنا من يهاجمه حتى قبل أن يبدأ عمله، ووجدنا من يسخر من نوابه ويثبط الهمم .
فريقان نشطا فى الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى يسخران بشدة من البرلمان ونوابه، الفريق الأول، هم أعداء النجاح وقتلة الأمل، "أبناء مبارك" و"آسفين يا ريس"، الذين يريدون أن يقضوا على أية ثمار للثورة، ويريدون أن نشعر أن المجتمع لم يتغير ولن يتغير، وأن خرابًا ودمارًا وعنفًا قد سيطر على البلاد، وأن أيام مبارك كانت أرحم من الثورة ومن مجلس أغلبيته من الإسلاميين، وأن القادم أسوأ!!.
أعضاء هذا الفريق الذين لا يعرفون بالضرورة بعضهم البعض، جمعتهم الكراهية لثورة 25 يناير، التى أتت لأول مرة منذ 1952 ببرلمان غير مزور، الثورة التى ستقضى على فسادهم وستضعهم فى حجمهم الحقيقى، بعد أن انتفخوا كالبالونات بفعل نظام أحمق.
الصور والفيديوهات التى تم نشرها بشكل مكثف، والقصص التى لا تنتهى عن أولى جلسات البرلمان، رغم أن ما حدث مواقف عادية تحدث أضعافها فى كل برلمانات العالم، هو أمر يؤكد أن هناك من يستكثرون على المواطن المصرى الذى ذاق الأمرين لعقود أن يفرح وهو يرى مولد برلمان منتخب من قبل الشعب، كأحد أهم إنجازات ثورته.
وفى التوقيت الذى كانت أنظار العالم مسلطة نحو البرلمان المصرى فى أولى جلساته، كان يطالعنا على الشاشات خبر "إلقاء القبض على نائب بالبرلمان"، ولا نطالب هنا بالتستر على أى خطأ، لكن الإعلان عنه فى هذا التوقيت وبهذا الشكل، جاء صادمًا، وكأن الهدف هو إفقادنا الثقة فى برلمان الثورة وفى "مصر بعد يناير25 "، وبمعنى أبسط إبلاغنا إن "مافيش فايدة".
أما الفريق الثانى الذى سخر وقلل من أعضاء البرلمان، فلم يكن من فلول النظام، بل على العكس، فقد ضم هذا الفريق بعض أبناء الثورة، ممن يكرهون أو يخشون حكم الإسلاميين، وممن يعتبرون أن هذا المجلس ليس "برلمان الثورة"، وإنما مجلس الإخوان والسلفيين.
ورغم انتماء هذا الفريق للثورة بل وتضحيته من أجلها ومن أجل قيامها ونجاحها، إلا أنه شارك بسخريته وحملته المستهزئة بنواب برلمان الثورة فى الإساءة للثورة ذاتها، بتحطيمه معنويات المواطنين وفى إفقادهم الثقة بإمكانية تحقيق الثورة لأهدافها عبر البرلمان وعبر المؤسسات المنتخبة.
الفريقان رغم اختلاف الخلفيات والانتماء والفكر والمبادئ، اجتمعا لأول مرة منذ 25 يناير على هدف واحد، وهو التشكيك فى البرلمان، وإحباطنا وإحباط نواب البرلمان أنفسهم، الذين كان من المفترض أن ندعمهم ونساعدهم على أداء دورهم الذى يصب فى مصلحة الثورة وفى مصلحتنا جميعًا.
إن البرلمانات فى بلدان العالم المختلفة تستطيع أن تسقط نظامًا وتقيم آخر فى جلسة!!، وفى البلدان المتقدمة والديمقراطية يُنظر إلى عضو البرلمان، على أنه صورة مصغرة لرئيس الجمهورية، الذى يعبر عن المواطنين، يحمل همومهم ومشاكلهم ويسعى لتحقيق أحلامهم ونهضة وطنهم.
فى تلك البلدان، يخشى الوزير من نائب البرلمان، لما للنائب من صلاحيات ومهام، تفوق فى كثير من الأحيان مهام الوزير، ويحسب رئيس الجمهورية ألف حساب للبرلمان، الذى يمكن لأعضائه أن يعرقلوا أو يرفضوا برنامج وخطط وطموحات الرئيس فيفشل أو يدعموه فينجح ويحجز لنفسه مكانا فى التاريخ بين العظماء.
لقد ساهم نظام مبارك فى تشويه صورة نائب البرلمان، ضمن سياسة منظمة وخطط ممنهجة لإضعاف معظم مؤسسات الدولة فى مقابل تقوية مؤسسة الرئاسة والأجهزة القمعية، فدعونا لا نكرر نفس الجريمة دون أن ندرى، بإضعافنا للبرلمان والتقليل من كيانه وقوته.
دعونا لا نسقط هيبة وأهمية وقيمة نواب الأمة، وعلينا إذا اختلفنا معهم ألا نقوض عملهم.. دعونا نختلف بلا عراك، ونصلح بلا سخرية، ونبنى بلا تشكيك.. ونتفاءل وندعم دون أن نغض الطرف عن السلبيات.







مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود رشدي

لاتقلق فقد إعتدنا هذا النباح

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن عبد الرحمن

هؤلاء ليس لهم أي وزن

دعك منهم شوية مهاطيل

عدد الردود 0

بواسطة:

د صلاح ابوالنصر

اما الزبد قيذهب جفاء اما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوامام

لا تقلق

لا تقلق فهذا عواء لا يؤثر في السحاب

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد رضوان

مقال أصاب الهدف ـ فعلا دع من يستهزئون بالبرلمان ينبحون

الشعب اختار وسيختار دائما من يسعى لمصلحته

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف

الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

الغريب

قانون

عدد الردود 0

بواسطة:

مروة

ربنا هينجى مصر

ثق بان قدرة الله ستذهب كيد الكائد ين وشرالظالمين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة