زلزال فتاوى تهنئة الأقباط.. الهيئة الشرعية تحرمها.. ومحمد حسان لم يوقع على الفتوى.. ومفتى الإخوان: تهنئتهم بر وإقساط.. وكيف يتصور أن تسمح شريعتنا بزواج المسيحية وتحرم تهنئة الأقباط؟

الخميس، 05 يناير 2012 12:32 ص
زلزال فتاوى تهنئة الأقباط.. الهيئة الشرعية تحرمها.. ومحمد حسان لم يوقع على الفتوى.. ومفتى الإخوان: تهنئتهم بر وإقساط.. وكيف يتصور أن تسمح شريعتنا بزواج المسيحية وتحرم تهنئة الأقباط؟ صورة أرشيفية قداس الأقباط فى العيد
كتب محمد إسماعيل ورامى نوار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل 24 ساعة من احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بقداس عيد الميلاد المجيد تصاعدت حرب الفتاوى بين التيارات الإسلامية حول الحكم الشرعى لتهنئة الأقباط بأعيادهم الدينية، حيث افتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح المقربة من التيار "السلفى" بأنه لا يحل للمسلم مشاركة أو تهنئة غير المسلمين فى المناسبات الدينية، فى حين أفتى الشيخ عبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان المسلمين بأن تهنئة الأقباط بأعيادهم نوع من "البر" و"الإقساط" الذى أمر الله به المسلمين.

وأكدت فتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أنه لا تحل مشاركة أو تهنئة غير المسلمين فى المناسبات الدينية التى هى من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق، موضحة أنه ليس فى ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما يظن البعض، مشيرة إلى أن هناك من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها.

كما أكدت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فى ردها على سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بعيد القيامة ونحوه من الأعياد الدينية، أن الأصـل فى الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، موضحة أن المسلمين لا يعتقدون فى صلب السيد المسيح عليه السلام ولا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، مستشهدة بقول الله تعالى فى سورة النساء (وما قَتَلُوهُ وَمَا صَلـَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لـَهُم).

وفيما يتعلق بالمناسبات الدنيوية، أكدت الهيئة فى فتوى للدكتور على السالوس، رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أنه لا حرج فى بر غير المسلمين والإقساط إليهم، ولا تهنئتهم - فى الجملة- بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية فى مصاب، ونحو ذلك، لا سيما إذا كان فى هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه.

وقالت الهيئة التى تضم فى عضويتها خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين: "النبى صلى الله عليه وسلم عاد غلامًا يهوديًّا فى مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذى أنقذ بى نفسًا من النار" "رواه البخارى" وغيره، مضيفة "بهذا الهدى النبوى الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفى والفتنة بين أبناء مصر".

وحملت الفتوى توقيع الشيخ الدكتور على السالوس، رئيس لجنة الفتوى ورئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والشيخ مصطفى محمد مصطفى نائب رئيس لجنة الفتوى بالهيئة وعضو مجلس الأمناء، والدكتور محمد يسرى إبراهيم مقرر لجنة الفتوى بالهيئة والأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إلا أنها خلت من توقيع الشيخ محمد حسان نائب رئيس الهيئة.

فى المقابل أفتى الشيخ عبد الرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد وعميد كلية أصول الدين بالمنصورة، بجواز تهنئة المسلمين للأقباط بأعيادهم، واعتبر أن التهنئة بهذه المناسبات من جملة البر والإقساط الذى أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط عملا بقول الله تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

وشدد البر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أن الشريعة الإسلامية لا تمنع تهنئة الأقباط بأعيادهم، وقال: "ليس معنى أن يقول المسلمون للأقباط فى مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد كل عام وأنتم بخير أنهم يقبلون بعقائدهم، لأننا لو كنا نقبل بعقائدهم لتحولنا إلى المسيحية، ولو كانوا هم يقبلون بعقائدنا لتحولوا إلى الإسلام".

وأوضح مفتى الإخوان أن اختلاف المسلمين فى العقيدة الإلهية مع المسيحيين لا يمنعهم من البر والإحسان إليهم، معتبرا أن تهنئتهم بأعيادهم أمر يدخل عليهم السرور، مشيرا إلى أن هذا جزء من البر الذى أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط.

ووصف البر تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم بالمجاملة العادية التى لا تمنع منها الشريعة الإسلامية، وأضاف: "لا يوجد نص شرعى يمنعنا من تهنئة الأقباط بأعيادهم وإذا كانوا هم يهنئوننا بأعيادنا رغم أنهم لا يؤمنون بها فما الذى يمنعنا نحن من تهنئتهم بأعيادهم مع عدم إيماننا بها؟".

وأكد البر أن الشريعة الإسلامية سمحت للمسلمين بما هو أكثر من ذلك، حيث أجازت للرجل المسلم الزواج من المرأة المسيحية وتابع: "هل يعقل أن يرفض الرجل المسلم تهنئة زوجته المسيحية فى مثل هذه المناسبات؟.. وهل مثلا سيرفض الرجل أن يوصلها بنفسه إلى دار عبادتها رغم أنه مأمور شرعا بحمايتها؟.. وكيف يتصور أن تسمح لنا شريعتنا بالزواج من المسيحيين ثم يأتى من يقول إن تهنئتهم بأعيادهم حرام؟!".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة