هناك مقولة معروفة تقول "إذا تم تخويف شعب، فهذا يؤكد أن هناك استبداداً قادماً"، ولعل الحديث عن مخططات يجرى تنفيذها لإحراق مصر فى 25 يناير، تثير داخلى الكثير والكثير جدا من التساؤلات التى تحتاج أيضا لمحاولة ربط عده مشاهد تبدو مختلفة ظاهريا، لكنها بقليل من الجهد والتفكير، تبدو سيناريو جرى الإعداد له منذ الإطاحة بالمخلوع مبارك وعصابته، إيمانا ويقينا من أعداء الثورة بأن المجلس العسكرى كان "ضد التوريث ولم يكن أبدا يوما ضد النظام"، وإلا بما نفسر مسلسل إفلات القتلة والفاسدين من المحاسبة السياسية، وقريبا المحاسبة الجنائية، وذلك بغرض وضع مصر وثورتها فى قلب العاصفة، والبعد عن تحقيق مطالب الثورة الأساسية وإغراق الشعب فى حالة من السلبية السياسية، وإعادته لمقاعد المشاهدين، واشتداد الحصار بغرض إجهاض الثورة المصرية التى هزت أركان الظلم والطغيان، ولفتت أنظار العالم إلى طاقات الشعب المصرى الهائلة من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
عام كامل مضى على بدء ثورة مصر، وكان فى مقدورها تحقيق برامج الأهداف الوطنية، إلا إن استهداف النشطاء بالقتل والاغتيال المعنوى من عصابات النظام السابق فى ظل غياب متعمد من القائمين على إدارة شئون البلاد، أدى لفتح الطريق على مصراعيه للإجهاز على ثورة الشعب، وتفتح البثور فى جسد الثورة، وحصارها وانتقالها لغير أيدى الثوار، واستمرار محاولات فتح الثغرات، وشق قنوات تواصل الثورة، والحرص على تردى الأوضاع بشكل جذرى، وبالفعل وفى شهور قليلة بعد أن أعاد نظام مبارك تجميع صفوفهم حدث الانقلاب على الثورة، بدأ من إحراق الكنائس، وأحداث مسرح البالون ومحاولات إحراق وزارة الداخلية بأيدى أتباع العادلى ثم جريمة ماسبيرو وشارع محمد محمود، وأخيرا وليس آخراً جريمة هتك عرض مصر فى أحداث مجلس الوزراء، حتى إن عدد من سقطوا برصاص الشرطة والجيش يقارب الأعداد التى سقطت أثناء الثورة!؟
وتتوالى موجات الإجهاز على الثورة من خلال تصريحات غير مسئولة من مسئولين يفترض فيهم أنهم كبار! تبث الخوف والفزع فى نفوس المصريين من خلال فراغ أمنى مصطنع وانهيار اقتصادى وهمى؟ وتلى هذه التصريحات ضربات استباقية كبرى استهدفت المراكز الحقوقية (التى طالما فضحت نظام مبارك وعصابته) من خلال مداهمات وحملات تشويه لبث حالة من التوهان والتسليم بالأمر الواقع، وفرضه على مصر من خلال معارك مفتعلة، أقامها ودبرها ويديرها سدنة المجلس وأذناب مبارك! بهدف تهميش هذه المراكز التى انتزعت لمصر من خلال الدعاوى القضائية حق المصريين بالخارج حق التصويت، ووقفت هذه المراكز ضد محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية!
وتوالت حملات الثورة المضادة، ووصلت إلى حد تغييب الشعب عن الحقيقة بهدف تغلل التوهان، والضياع فى نفوس الشعب، بل تمت ومازالت تدار على أساس اهتزاز القاعدة الاقتصادية للمصريين لزيادة المعاناة على الشعب وإخضاعه وتركيعه.
الوجه تلى الموجه لتفكيك وإفراغ الثورة من مضمونها، واختصارها فى إجراء الانتخابات بشقيها شعب وشورى فى مواعيد خبيثة، والإعلان عن عقد أولى جلسات مجلس الشعب فى 23 يناير حتى إذا قامت الثورة مرة أخرى فى 25 تكون الحجة لديهم قائمة لقمع الثورة، بأنه لا مجال للشرعية الثورية فى وجود الشرعية البرلمانية؟؟
ولدينا بعض التساؤلات التى تحتاج لتفسير من المجلس العسكرى وليس الجنزروى وحكومته،
ما هدف دعوات التخويف من 25 يناير القادم؟ وما معنى صدور تعليمات – وكما تردد- لأئمة المساجد بالحديث على عدم الانسياق لدعاوى التظاهر فى 25؟ وما جدوى الإعلان عن وقوع الحرائق وانتشار الفوضى وتدمير المنشآت من خلال أذناب المخلوع بإشراف زوجته التى ترتع فى مصر فساداً؟
ما معنى تعيين عمرو جاد مساعد فتحى سرور للإشراف على ملف مصابى الثورة، وكأنهم "سلموا القط مفتاح الكرار"؟ وهل أصبحت الوزيرة فايزة أبو النجا، وهى أحد فلول النظام السابق فجأة هى المسئولة عن الحفاظ على أموال المصريين، ومن أين جاءت بكل هذه الأرقام المفزعة عن التمويل، ولماذا لم تتحدث عن الأموال التى أتت لجمعية محمد علاء مبارك من دوله الإمارات وبلغت 97 مليون جنيه؟! ما معنى تصريحات اللواء عبد المنعم كاطو بالدعوة لإقامة أفران فى ميدان التحرير لحرق الثوار، وما سر أمداد صاحب قناة الفراعين بكل هذه الشرائط الكاذبة المفبركة، وما سر قيام أحد المذيعين بالإعلان عن حرق المجمع العلمى قبل احتراقه بيوم كامل؟ ما معنى تحويل فضيحة كشف العذرية إلى فعل خادش بالحياء وإسنادها لأحد الجنود!!؟؟
أيضا نحتاج لتفسير معنى الخروج الآمن والاستمرار الآمن الذى جاء على لسان المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين.
نحتاج لتفسير من الساسة والإعلاميين، وإصرارهم على تقديم نماذج شبابية فقدت مصداقيتها لدى الشعب والثوار كقادة ومتحدثين عن الثورة، ولماذا الإصرار على أن يكون 25 يناير الجارى احتفالية بنجاح الثورة؟ مع أن المجلس العسكرى لم يصدر مرسوما بقانون باعتبار هذا اليوم عيدا قوميا لمصر!؟
وأخيراً أتوجه بسؤال للشعب المصرى العظيم "هل الثورة نجحت بالفعل أم أن ثورتكم سرقت من أيديكم، وانتقلت لأيدى تحالف إجهاض الثورة".
الله. الوطن. الثورة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد سالمان
الثورة اتسرقت