كثير من الناس يحتار فى فهم كثير من المصطلحات، التى انتشرت هذه الأيام، كما لم تنتشر من قبل وكثير من المفاهيم اختلطت وكثرت القنوات الفضائية وبرامج التوك شو، وكثيراً ما يكون الضيف والمذيع بارعًا فى الكلام، ولكنه يضمر غير ما يقول يبغض شرع الله، أن يطبق ولكنه يزعم أنه مسلم وأنه لا يبغض ذات الشرع، ولكن يبغض فقط سيطرة الإسلاميين أو الإسلام السياسى، وهذا من وحى الشيطان لهم كما فى قوله تعالى: (إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام: 121) وعن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا: نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله؟ فأنزل الله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق) رواه أبو داود.
فإن النفاق هو الداء العضال الباطن الذى يكون الرجل ممتلئا منه، وهو لا يشعر.. فإنه أمر خفى على الناس.. وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مُصلح وهو مفسد.
وهو نوعان: أكبر، وأصغر. فالأكبر: يوجب الخلود فى النار فى دركها الأسفل.. وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.. وهو فى الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به.
فهؤلاء فتنتهم على الإسلام وأهله شديدة، لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه فى الحقيقة، يخرجون عداوته فى كل قالب، يظن الجاهلُ أنه عِلْم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد.
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟! وكم من حِصْن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟!
فلا يزالُ الإسلام وأهلهُ منهم فى محنةٍ وبليِة، ولا يزال يطرقهُ من شبُهِهِمْ شبهة بعد شبهة.. ويزعمون أنهم بذلك مُصلحون {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12] {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] اتفقوا على مفارقة الوحى.. فهم على ترك الاهتداء به مُجتمعون {يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]
طمست معالمُ الإيمان فى قلوبهم فليسوا يعرفونها.. ودَثرَتْ معاهدُه عندهم فليسوا يعمرونها، وكسفَتْ شمسُ الشريعة وقوانينها عند اجتماع ظُلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها.. لم يقبلوا هدى الله الذى أرسَل به رسوله. ولم يرفعوا به رأسا، ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا.. خلعوا نصوص الوحى عن تطبقها فى واقع الحياة وتحكيمها فى أرض الله وشنوا عليها غاراتِ التأويلات الباطلة وصرف معانيها الواضحة.
وأعدوا لدفعها أصناف العُدد وضروب القوانين، وقالوا: ما لنا ولظواهر لفظية لا تفيدنا شيئا من اليقين.. وزعموا أن اختلاف التفسيرات للنصوص تفقدها قوة التطبيق والتحقيق، لذا قالوا وضع قانون بشرى واضح أصح من نصوص القرآن والسنة المختلف فيها.
والإشكال ليس فى هؤلاء المنافقين والذين يفضحون أنفسهم فى لحن القول كما أخبرنا ربنا {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] ولكن فى البسطاء من عامة المسلمين من غَلِقت مخالبُ شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرَرُ فتنتِهم بقلبه ألقاه فى عذاب الحريق، ومن دخلت شبهاتُ تلبيسهم فى مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق.
وأولئك غلبت عليهم السذاجةُ وسلامةُ الصدور.. ولم يتفرغوا لتمهيد قواعد النظر، ولكن صرفوا هِمَمهم إلى فعل العبادات فقط، وعندهم ثقة فى كل متكلم يظنون به رجاحة العقل وصحة المنطق فلعب هؤلاء المنافقون بعواطفهم وغيروا ألفاظ الكلمات الصادمة حتى يخدعوهم فقالوا عن أنفسهم تنويريين ومبدعين إلى آخر الكلمات المعسولة حتى نجحوا فى التلبيس عليهم فقالوا: حسبنا ما وجدنا عليه خلفَنا من المتأخرين الذين وضعوا القوانين الوضعية والدساتير البشرية فإنهم أعلمُ بها من السلف الماضين، وأقومُ بطرائق الحُجَج والبراهين.. فطريقة المتأخرين: أعلم وأحكم، وطريقة السلف الماضين: أجهل وفيها تخلف ورجوع للوراء.
فهؤلاء كما قال ابن القيم: أنزلوا نصوص السنة والقرآن منزلة الخليفة فى هذا الزمان يحترم فى الظاهر بلا فاعلية ولا تنفيذ أوامر اسمه على السكة وفى الخطبة فوق المنابر مرفوع.. والحكْمُ النافذ لغيره، فحكمه غير مقبول ولا مسموع.. لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران، والغل والكفران، فالظواهر ظواهر الأنصار، والبواطن قد تحيزت إلى الكفار، فألسنتهُم ألسنة المسالمين، وقلوبهُم قلوبُ المحاربين، ويقولون: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]
وأهل الاتباع عندهم سفهاء متخلفون، المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحبُ ظواهر فقط، مبخوس حظهُّ.. من المعقول، والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارًا.
يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن.. فإن كان لهم فتح من الله، هادنوهم قليلاً حتى يستطيعوا تقليب الناس عليهم وإسقاطهم.. وإن كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب، قالوا: ألم تعلموا أن عقد الإخاء بيننا محكم، وأن النسب بيننا قريب؟ فيا من يريد معرفتهم، خذ صفاتهم من كلام رب العالمين.. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة: 204] أوامرهم التى يأمرون بها أتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد، ونواهيهم عما فيه صلاحهم فى المعاش والمعاد.
صحيح أن الأمر غير واضح، كما حذرنا النبى وكذلك السلف فعن محمد بن كعب قال: جاءه رجل، فقال: (إنا نجد فى بعض الكتب أن لله عز وجل عبادا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون للناس مسوك الضأن من اللين، ويختلون الدنيا بالدين، قال الله: على يجترئون؟ وبى يغترون؟ بعزتى، لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم حيران) رواه سعيد بن منصور فالحليم يعنى العاقل حيران فما بالك العامى البسيط.
فأقول لكم ببساطة لمعرفة أى فكرة أو موضوع فاسد أو صالح أنظر من يتبنى هذه الفكرة فمثلاً جميع النساء اللآتى يطالبن بحقوق المرأة هل منهن واحدة محجبة حجاب شرعى صحيح قطعاً لا فننظر لهذه الحقوق فنجدها مخالفة للشرع، كما يقول علماء الدين فننظر لأهل الدين نجدهم هم علماؤنا المخلصون فيظهر مع من الحق.
وكذلك الذين يرفضون تطبيق شرع الله ورفض أى زيادة على المادة الثانية من أحكام الشريعة بدل مبادئ أو من أن السيادة لله وليست للشعب إلى آخر ما يحدث من تعارض من أعضاء التأسيسية.
وأخيراً أقول، إن محاولات هؤلاء المنافقين مستمرة، وهم أصحاب جلد لذا يجب أن يتكاتف ويتناصر جموع المسلمين وليتذكروا جميعاً مقولة هذا اللص للإمام أحمد: لا أكون وأنا على الباطل أقوى منك وأنت على الحق.
عدد الردود 0
بواسطة:
رجال الثورة
الاسلام هو الحل
الاسلام هو الحل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
عجباً ....
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
جزاك الله خيراً