بالصور.. منزل الزعيم أحمد عرابى بالشرقية أثر عمره 150 عاما.. القمامة تحيطه وأطفال القرية يكتبون بالطباشير على بابه.. البيئة وعدت بنظافته وتشكيل لجنة لمعاينته.. والمحافظ ينتظر رد الآثار لتنظيف البيت

كل يوم ترتكب جرائم فى حق المبانى الأثرية وبعد كارثة هدم قصر زينب الوكيل بالمرج فى القاهرة، اليوم السابع يزور قرية هريا رزنة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية مسقط رأس الزعيم الراحل أحمد عرابى قائد الثورة العرابية، تحاصرك المبانى الحديثة فى كل مكان، بينما فى الطريق المؤدى لمنزل الزعيم مازال يطفى عليه الطابع القروى بشوارعه وشكل المبانى المصرية القديمة، منزل الزعيم باقى على شكله القديم، مبنى بالطين والطوب اللبن.

المنزل يحتفظ بشكله القديم وبابه الخشبى الذى بدأ ارتفاع الشارع يجعله يغور فى الأرض بمساحة ربع متر تقريبا يفتح للداخل، ولم يتوارى أطفال المنطقة من كتابة اسم الزعيم عرابى عليه بالطباشير للإعلان للجميع أن هذا هو منزل الزعيم أحمد عرابى ابنها البار، الذى وقف ضد الخديوى توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضا مطالب الجيش عام 1881 ميلادية، عند دخولك المنزل تشتم رائحة عبق التاريخ، ليؤدى بك هذا الباب الخشبى إلى وسط الدار التى كانت تقوم النساء فيه بإعداد الخبز فى الفرن البلدى الذى مازال فى موقعه، وثلاث حجرات تسمى "مأعد" وبيت الراحة " الحمام" الذى لا تتجاوز مساحته متر مربع، وسط المنزل يتوسطه سلم خشبى ذو مصاطب طينية كما كان مكانا للخزين وتحميل الحطب وعيدان الذرة أعلاه يلفه سور بارتفاع متر فى أحد الجوانب ويقل ارتفاعه بدوران المنزل بمساحته بالكامل.

الغرفة الرئيسية بالمنزل بها مصطبة طينية بعرض 5مسم وبطول متران ونصف موضوع عليها مرتبه من القطن ومغطاة بملاءة تعود لخمسين عاما مضت يعلوها شباكان بارتفاع متر ونصف مسدود منها 50 سم تقريبا لحماية من فى الغرفة من المارين خلف المنزل لكل منهما ضلفتين من الخشب يتوسطهم عمدان حديد وتتدلى من سقف الغرفة سلسلة حديدية بنهايتها قنديل للإنارة بالزيت.

تكسو جدرانه براويز خشبية تحمل خلفها توثيق للتاريخ حين كانت وزارة الحربية يتولاها محمود سامى البارودى وزيرا للحربية، وكانت تسمى وزارة الشعب، وخطاب يحمل إرضاء الشعب بتأليف وزارة البارودى واستقالة شريف باشا على أن يكون رئيسا للوزارة وعرابى وكيلا لها، وبرواز آخر يحمل خطابا من خديوى مصر بنفى عرابى خارج البلاد.

كل هذا التاريخ مدفون فى منزل الزعيم عرابى والإهمال يحيط به من كل جانب، والمحافظ ذهب إليه للاحتفال بالعيد القومى للمحافظة التى اتخذت الحصان الأبيض الجامح، الذى يتوسط بساط أخضر شعارا لها لتميزها فى تربية الخيول العربية الأصيلة واحتلال الزراعة أكثر المساحات فيها، وتمجيدا لذكرى ابنها البار الذى وقف ضد الخديوى توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضا مطالب الجيش عام 1881 ميلادية.



تعهد الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة خلال جولته الأولى لمحافظة الشرقية بتولى الوزارة مسئولية رفع تراكم القمامة خلف منزل الزعيم الراحل أحمد عرابى بقرية هريا رزنة بالشرقية خلال مؤتمر صحفى عقد بديوان عام المحافظة وقت الزيارة، إلا أنه مازال المنزل يحيطه كميات القمامة من كل جانب.

وأكد المهندس توفيق الشال مدير الإدارة الهندسية بوزارة البيئة، بأنه بالفعل انتقل للموقع ومعاينة المنزل تمهيدا لرفع القمامة، ولكنه فوجئ أن الشوارع المؤدية للمنزل ضيقة جدا، وتحتاج لمعدات بعينها "تروسكل" لنقل القمامة من أزقة القرية، مشيرا إلى أن المنزل خال من الداخل من أى مخلفات، ولكن خلفه يوجد كميات من القمامة، بالإضافة لمساحة أرض فضاء بين المنازل بمساحة تقريبية تقدر بـ200 متر تقريبا يستغلها الأهالى فى إلقاء القمامة، مشيرا إلى أنه فى حال رفع القمامة سرعان ما تعود مرة أخرى.

وأكد الشال أنه سيتم العرض بالكامل على الوزير، وأنه تم التقاط صور للمكان وحجم المخلفات الموجودة بها للبدء فى التنفيذ، فى حين قال محافظ الشرقية، إنه سبق وخاطب وزارة الآثار لرد المنزل والمتحف للمحافظة حتى نستطيع التعامل مع رفع القمامة وفى انتظار رد الآثار.

وقال كامل، إن هناك وحدة بوزارة البيئة تسمى وحدة الإنقاذ الفورى لرفع المخلفات من المناطق الأثرية والمستشفيات والمدارس، كما حدث فى منطقة سور مجرى العيون وجامع عمرو بن العاص سيحدث فى منزل ومتحف أحمد عرابى، معلنا البدء فى تشكيل لجنة لمعاينة جميع الأثار على مستوى الجمهورية لرفع المخالفات أن وجدت.