حد يفهمنا يا أسيادنا.. جمهورية الموز

حد يفهمنا يا أسيادنا أين نعيش الآن؟ هل نحن نعيش فى جمهورية الموز؟ أم نعيش زمن المسخ كما قالها الفنان عادل إمام؟ فقد أصبحنا لا نعى ما يحدث حولنا! كله زى بعضه بسلطاته وعيشه وبابا غنوجه. وأخيرا علشان نحلى بالفاكهة وهى الموز فأصبحنا نعيش فى جمهورية الموز؟

مفيش حد فاهم حاجه من الشعب، فاننا نرى أن الشعب مش موجود ليتحدث عن نفسه، ويتحدث عنه فريق متربصين ببعضهم البعض كانهم أعداء فالفريق الأول فريق النخب السياسية التى هى من طبقة أخرى غير العامة، فهم كما لو كانونا حاصلين على الدكتوراه فى التحاليل السياسية الاستراتيجية العالمية بالمعهد القومى لعباقرة الزمان والمكان بميدان التحرير الذى تم إنشاؤه فى 25 يناير 2011؟ كلامهم غير مفهوم بالنسبة لعامة الشعب الذى أنتمى إليه والمصلحة التى يدعون إليها من دون آليات واضحة وخارطة طريق سليمة وواقعية وواضحة للوصول بالبلد إلى بر الأمان ليست مفهومة لعامة هذا الشعب الغلبان. المطحون أما الفريق الثانى وهو التيار الإسلامى الذى يعتقد أنه الوصى على شعب مصر ويتحدث باسم الدين والدنيا وهو ما أصاب الشعب بالتعب وخيبة الأمل والقرف والاحباط. فالشعب يريد حد يفهمه، فكلاهما يريد إدخال تعديلات على مسودة الدستور وهو ما ألهب الدنيا وولعها وأدى إلى انسحاب العديد من الطوائف الممثلة فى الجمعية التأسيسية.

فنجد فريقا يصرخ كما يحدث فى الزار ويقولون دستور يا أسيادنا، وليتهم يعلمون أن إلى حضر عفريت هو إلى بيصرفه حاجه حلوه أوى. والفريق الآخر يصرخ ويقول نعم هذا ما نريده لكى نعبر إلى بر الأمان وننتصر على الدولة العميقة دولة الفساد ويبارك الرب الحاكم!! حاجة حلوة أوى.

وتلاقى مؤسسات لم تكن تتحدث فى السياسة من قبل تجدها تتحدث الآن وبضراوة وشراسة تدافع عن نفسها وبالمرة تتحدث عن الشعب. كما تجد من يقوم وينادى بالإضرابات والاعتصامات والخراب المستعجل وفوضى الإعلام المضلل والأكاذيب وحرب العصابات فى الشوارع والملوتوف، حد يفهمنا يا أسيادنا!

يفهمنا بلغة بسيطة وسهلة لماذا تم حل مجلس الشعب المنتخب بالكامل وفقا لحكم المحكمة الدستورية إذا كان العوار فى القانون على ثلث المجلس المنتخب فقط، بدلا من حالة الفراغ التشريعى التى سمحت للرئيس بأن يتولى صلاحيات السلطة التشريعية ويصدر هذا الإعلان الدستورى الذى لم يسبق له مثيل فى أى دولة من الدول كما رأينا من الفريقين من يؤيده ومن يعارضه وينعته بالبطلان، ففريق النخب السياسية ينبه بأن هذه القرارات سينتج عنها مولد الدكتاتور الجديد- بينما نجد فريق التيار الإسلامى مؤكدا أنه لابد من اتخاذ هذه القرارات لحماية الثورة من المتربصين لها لأنه السلطة الوحيدة هو ومجلس الشورى المنتخبة الحالية ولابد من حمايتهم من أحكام القضاء المسيس، وحماية الجمعية التأسسيسية من الانهيار من الطعون المقامة ضدها، حيث أنها ستؤدى لنشر الفوضى والبداية من الصفر!!! حد يفهمنا ياسيادنا ماذا يحدث فى جمهورية الموز؟ أليس من المفروض أن تتم وفقا لأحكام الإعلان الدستورى المستفتى عليه الشعب وبالتالى لا تكون عرضه للحل بأحكام القضاء أم أن الحماية بالعكس عن طريق عزل الرقابة!

وعلى الرغم من أننى لست من المؤيدين لمجلس الشعب أو ما فعله الرئيس ولا هذا الفريق ولا ذاك لكننى أرصد ما يحدث فى جمهورية الموز وأتساءل بينى وبين نفسى "أين الشعب الذى يتحدثون عنه؟" أليس هذا الشعب وفقا لمبادئ الديمقراطية هو مصدر السلطات؟ ألم يكن من الأجدر بك يا سيادة الرئيس أن تستفتى الشعب حول ما تريده من صلاحيات مؤقته كما تقول، استنادا إلى أن الشعب انتخبك على أسس معينه، ولم يكن هذا الانتخاب مشمول بكل هذه الصلاحيات. فاذا كنت ترى أن هناك خطر يحدق بالأمه فلتكن أكثر شفافية وتحدثنا عنه وليكن الشعب هو الفيصل وليس النخب ولا أصحاب المصالح السياسية. فالشعب هو مصدر جميع السلطات وليس جماعة الإخوان المسلمين أو اتحاد القوة الليبرالية. وفى هذا المجال لن أكرر أنه كان يتعين وضع دستور توافقى للبلاد أولا قبل الانتخابات التشريعية أو الرئاسية. كما أننى لن أتطرق إلى قرارات الرئيس فقد تحدث عنها الكثيرون غيرى من المتخصصين وغير المتخصصين، ولكن أناشده بأن ينتبه إلى أن لهذا البلد شعبا لابد من احترامه وتقديره والأخذ برأيه فى قرارات مصيرية حتى ولو كانت مؤقتة كما تقول فنحن فى جمعهورية مصر العربية صاحبة الحضارة التى تمتد إلى سبعة آلاف سنة ولسنا فى جمهورية الموز حد يفهمنا يا سيادنا!