لم يعتقد أى منهم أنه عندما يتظاهر سلميا أمام قصر الحاكم الجديد الذى انتخبوه بإرادتهم الحرة بعد الثورة، أنهم يمكن أن يواجهوا الموت بالرصاص والخرطوش، لم يتصوروا أبدا أن يهاجموا بمن لا يعرفون للرحمة طريقا، وقد نزعت الإنسانية من قلوبهم، يسيرون فى خطوات تنظيميه وكأنهم مليشيات مسلحة يهتفون باسم الرئيس ينقضون فجأة على كل من يقابلهم، قلوبهم غليظة أصواتهم تملأ القلوب رعبا وخوفا.
أما هؤلاء أصحاب القلوب البيضاء الحالمون بالحرية والمتطلعون للديمقراطية الذين خاضوا المعارك ضد الاستبداد والديكتاتورية، فقد نصبوا الخيام أمام القصر بعد تظاهرهم سلميا يوم الثلاثاء مع عشرات آلاف من المصريين الذين امتلأت بهم الشوارع المحيطة بالقصر لم يعتدوا على أحد، أسلحتهم المشرعة هى الحناجر التى تهتف بنداء الحرية يتقدمهم طلائع الأحرار، هتافاتهم تزلزل أركان عرش لم يستو بعد، أعلنوا أنهم يعتصمون، طلباتهم أن يعيشوا بحرية وبكرامة وألا يأتى من انتخبناه بأدوات الحكم الاستبدادى، أو أن يكون فوق القانون والمحاسبة، وقراراته نهائية وكأنها قرآن كريم. فجأة تقرر جماعة الإخوان المسلمين التظاهر لتأييد الرئيس أمام القصر، حشدوا أنصارهم ملأوا قلوبهم حقدا وكرها لإخوانهم أتوا بمن تدربوا على القتال اتهموهم أنهم يقابلون أعداء، فور وصولهم على باب القصر واكتمل حشدهم، وقد تحولوا إلى وحوش كاسرة اقتلعوا الخيام، وصادروا كل ما وجدوه من طعام ومؤن بسيطة طاردوا الثوار انهالوا عليهم ضربا قبضوا على كل من وهنت قوته وأصبح غير قادر على مقاومتهم أو أخذ على حين غرة.
تنادى أصحابهم وأصدقاؤهم الثوار للدفاع عنهم ومواجهة المليشيات التى جاءت للاعتداء عليهم، يقاومون الغدر والعدوان، يهتفون بنداء الحرية يعلنون الاستبداد ترتفع الأصوات بالحرية والكرامة الإنسانية يقطع هذه الهتافات أصوات طلقات نارية لقد جاءوا بمن يطلق النيران تستخدم الأسلحة الآلية والخرطوش لا تميز الطلقات بين المؤيدين والثوار وتخلط الدماء، وكأن الثورة تغتسل بدماء أبنائها، يسقط بعضهم غارقا فى دمائه يسيل الدم على الطريق أمام الاتحادية تتخضب الأسوار بالدماء وتختلط الدماء برسومات الجرافيتى على الأسوار أمام بوابة القصر يتم إنشاء وحدة التعذيب لانتزاع الاعترافات، هى مجموعة مدربة من المليشيات، تقوم الفرقة المتقدمة بمطاردة الثوار والقبض على من تطوله الأيدى فيقبضون عليه وينهالون عليه ضربا وينزعون ملابسه إهانة لكرامته بالمخالفة للقانون أو الدستور أو حتى معايير حقوق الإنسان هؤلاء لا يعرفون عنها شيئا، جاءوا فقط لمحاربة الأعداء الأغيار فكل ماعداهم عدو لا يستحق الرحمة، وكل من كان من غير الدين فهو عدو، قبضوا على العشرات نزعوا عنهم ملابسهم مع الضرب والاعتداء، تنهال الأسئلة: من أرسلك؟ من دفع لك؟ من أنت؟ التعذيب والضرب والإهانة فى أى مكان فى الوجه والجسم ويتم الاقتياد إلى البوابة الرئاسية للقصر، حيث يتم التقييد على البوابة «يشبحون»، كل أشكال التعذيب المحرمة دوليا مارسوها حتى من كانت مهنته طبيبا أو طبيبة نزعت الرحمة من قلوبهم استخدموا ما تعلموه لتخفيف آلام الناس إلى زيادة الألم والتعذيب لاستخراج المعلومات، نظرية المؤامرة تتحكم فيهم وتملأ العقول، نعم فقد قال بها كبيرهم، لم يصدق كل من رأى ما يفعلون أنهم يعذبون ويصورون أنفسهم وأيديهم ملطخة بدماء الثوار المصريين يطلبون من الشرطة القبض عليهم وإحالتهم للنيابة العامة، هم من يحكمون، هم من يقررون أم رجال الدولة والحكم، فليس لهم إلا أن ينفذوا أوامرهم هم الحكام الآن، وهم يدافعون عن الرئيس يتهمون الشرطة بالتقصير، بجوار وحدة التعذيب أمام بوابة القصر الأمامية كانت هناك فرقة جاءت بأدوات لإزالة الرسومات من على الأسوار يزيلون أى أثر للثورة والثوار، أوقفوا سيارات الإسعاف أنزلوا المصابين اتهموهم أنهم من الثوار، أقاموا على جثثهم حفلة التعذيب الجماعى. لن يستطيع من يسكن القصر أن ينام، أصوات وأنات المعذبين تؤرق المنام ستظل تعلو لتطالب بالقصاص لمن انتهك الكرامة الإنسانية وتخضبت أيديهم بالدماء وانتهك الجسد أمام بوابة القصر حتى مطلع الفجر، لن تفلتوا من العقاب مهما طال الزمن.. أنتم مجرمون.. أنتم مجرمون.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل قطب
اين النائب العام ووزير داخليتهم
عدد الردود 0
بواسطة:
فايز
لكت
عدد الردود 0
بواسطة:
على مرزوق
سيأتى اليوم وهو قريب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد خلف
نار حسنى مبارك ولا جنة الإخوان