أثارت بيانات "أدمن الصفحة الرسمية للقوات المسلحة"، على الـ"فيس بوك" مؤخرا، والتى يصدرها بعنوان "حالة فهم"، جدلاً كبيراً حول علاقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا "الأدمن"، وهل هو حقاً يمثل المجلس العسكرى فى تصريحاته واتهاماته أم لا، خاصة بعد ما نشره أمس، الخميس، على صفحته من اتهامات للجامعة الأمريكية وطلابها وأساتذتها بأنهم أدوات مستخدمة من قبل الإدارة الأمريكية لإسقاط مصر بسواعد مصرية عبر عملية حشد ممنهجة ومدروسة لمجموعة مختارة من الطلبة، وذلك بعد تنظيم طلاب الجامعة لعروض حملة كاذبون، وعقد ندوات للدعوة إلى العصيان المدنى، وعمل سلاسل بشرية على أبواب الجامعة، وإنشاء صفحات على الـ"فيس بوك" للحشد للعصيان المدنى.
وفى الوقت الذى امتنعت فيه إدارة الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن الرد على اتهامات أدمن الصفحة الرسمية للقوات المسلحة لها فى بيانه، رافضة الرد على تصريح تم نشره على الـ"فيس بوك"، طالب اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بتوضيح فورى لعلاقته بـ"أدمن" الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على موقع الـ"فيس بوك"، وبيان إذا ما كانت تابعة له أم لا، موضحين أنه فى حالة تبعيتها للمجلس فعليه أن يعلن عن مصادر تلك الاتهامات التى جاءت فى صفحة الأدمن لطلاب الجامعة الأمريكية، وعليه اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يحرض على "إسقاط الدولة المصرية"، مؤكدين أنه إذا لم يقدم المجلس تلك الأدلة والمصادر سيحتفظ الطلاب بحقهم فى الرد والتقاضى، حيث أكدوا أن تلك الشائعات تعد تحريضاً غرضه إحداث الوقيعة والفتنة بين الطلاب المصريين والمجتمع المصرى ككل.
وطالب اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية، فى بيان له صدر فى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، بعض الشخصيات العامة الذين صدقوا على تلك الاتهامات الموجهة إليهم على بعض المواقع الإخبارية، بالتقدم بأى أدلة متوفرة لديهم إلى جهات التحقيق، مرحبين بزيارتهم والتواصل معهم عبر صفحتهم الرسمية "AUC strike" على فيس بوك.
وأكد الطلاب أنهم يتشرفون بانتمائهم للحركة الطلابية المصرية ولثورة 25 يناير، والتى أشاروا إلى أنها لم ولن تحقق أهدافها إلا بعد تسليم السلطة لحكومة مدنية وتقديم كافة المتورطين فى إصابة وقتل الشهداء للعدالة.
وأعلن الطلاب، فى بيانهم، عن مشاركتهم فى الدعوة العامة والسارية بالجامعات المصرية والحكومية ومختلف القطاعات للإضراب العام يوم السبت المقبل 11 فبراير، مؤكدين أن الجامعة الأمريكية جزء لا يتجزأ من الحركة الطلابية المصرية، وأن دورها فعال ولا يجوز التشكيك فى وطنية طلابها أو أساتذتها أو العاملين بها، مستنكرين أى محاولة لتشويه صورتهم وصورة حركتهم الطلابية المصرية أو أى من فصائلها.
وأكد الطلاب أن مشاركتهم فى الإضراب ودعوتهم إليه واجب وطنى مشروع، خاصة عقب استشهاد طالب الجامعة الأمريكية عمر محسن فى أحداث بورسعيد، وكذلك تعرض الكثير من طلاب الجامعة وخريجيها لكافة أشكال العنف قبل وبعد الثورة مثلهم مثل باقى طلاب مصر.
وأضافوا أن عددهم لا يقتصر على 40 طالباً فقط يدعون للإضراب، فإنهم بدأوا تنظيم فعاليات مختلفة بمقر الجامعة وفى العلن على مدار الأيام الماضية، وسيستمرون فى ذلك لنشر الوعى بين الطلاب والأساتذة والموظفين، وعليه يقرر كل فرد مدى فاعلية مشاركته من عدمها فى الإضراب، والذى هو حق مشروع للتعبير عن الرأى والاحتجاج السلمى الذى يكفله الدستور والقانون، معلنين استمرارهم فى النضال المتمثل فى اللحظة الراهنة فى الدعوة للإضراب العام والمشاركة فيه.
من جانبه، قال أحمد علاء، رئيس اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن تصريحات أدمن الصفحة الرسمية للقوات المسلحة حول قيادة الجامعة الأمريكية مخطط لإسقاط مصر، عارية تماما من الصحة، وأقل من أن نرد عليه.
وأكد علاء أن طلاب الجامعة الأمريكية ليسوا أقل وطنية من أى مصرى وشاركوا فى التخطيط لثورة 25 يناير وتنظيم المسيرات، مضيفا أن الطلاب جمعوا أكثر من 3 ملايين لصالح القضية الفلسطينية، ومن أوائل من نظم تظاهرات ضد الغزو الأمريكى للعراق.
وأشار علاء إلى أن تصريحات أدمن المجلس العسكرى تكشف مدى ضعفه ومدى قوتنا، مشيرا إلى أن المجلس لا يستطيع حكم مصر، ويعلق أخطاءه على شماعة الآخرين، منتقداً اتهامه للدكتور سامح نجيب والدكتورة رباب المهدى أعضاء هيئة التدريس باستخدام 40 طالباً لتنفيذ مخطط لإسقاط مصر واحتلالها عام 2015، قائلا، يبدو أن العسكرى خائف من طلاب مصر.
من جانبها، استنكرت الدكتورة رباب المهدى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، علاقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا "الأدمن" وإضافته له على صفحته الرسمية على الـ"فيس بوك"، مؤكدة أن فى ذلك إهانة كبيرة للمجلس، لإضافته صفحة موتورة يقوم عليها شخص موتور لا يستطيع التمييز بين إضراب طلابى يطالب بمطالب ديمقراطية وفكرة إسقاط مصر، متسائلة من هم الذين سيسقطون مصر؟ وأين سنذهب بعد أن نسقطها؟.
وطالبت المهدى المجلس العسكرى بتوضيح صريح حول ارتباطه بهذه الصفحة، وبيان ما إذا كانت حقا تمثله أم لا، فإن كانت ممثلة له فلنا حق المقاضاة لهذه الصفحة، وإن كانت لا تمثله فعليه أن يدرك أنه لا يجب أن يضيف صفحة تنشر الأكاذيب والادعاءات، كما طالبت أيضا أى شخص يمتلك أى مستندات تدين الجامعة الأمريكية أو تدين طلابها وأساتذتها بأن يقدمها على الفور.
وحول علاقة الجامعة الأمريكية بأمريكا، ردت المهدى بأن علاقة الجامعة الأمريكية بالحكومة الأمريكية لا تختلف عن علاقتها بالحكومة المصرية، متسائلة، إذا كان هناك شك فى الجامعة الأمريكية بأنها ذراع أمريكا فى مصر لإسقاطها، فلماذا تركوها لمدة 90 عاماً مفتوحة، ولماذا سمحوا للطلاب المصريين بالدراسة فيها، وللأساتذة المصريين بالعمل بها؟ وكان عليه منعهم من دخولها من الأساس، مشددة على أنه يجب الفصل بين المؤسسة وبين الطلاب المصريين والأساتذة المصريين العاملين، وتساءلت، "لماذا يتم التعامل مع الجامعة الأمريكية على أنها جزيرة منعزلة، ودائما ما يثير دخولها على الخط القلق؟".
فيما أشارت المهدى إلى أن ما جاء ببيان "الأدمن" به العديد من المغالطات، وأبرزها عدم وجود الدكتور سامح نجيب فى عروض حملة كاذبون، والتى نظمها الطلاب، والذى يعد هذا جزءاً من حقهم قائلة، "كلنا مصريون وليس من حق أحد أن يزايد على وطنية أحد"، فالمحرك للطلاب كان عاما من خلال وعيهم بالوضع الحالى فى مصر، وخاصا من خلال استشهاد زميل لهم بالجامعة فى الأحداث المؤسفة ببورسعيد، وهذا مشروع ماداموا التزموا بالسلمية.
وأضافت، أن ما جاء بالبيان من مخطط للجامعة لا يوجد به أى نية لإسقاط مصر، وأن طلاب الجامعة الأمريكية دخلوا فى الإضراب، بناءً على دعوة عامة من جميع الطلاب
طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون "العسكرى" بتوضيح علاقته بـ"أدمن" صفحته
الجمعة، 10 فبراير 2012 06:51 م
صورة أرشيفية