فى ظل النظام السابق، وبعد زواج غير شرعى بين السلطة والمال لإنجاب نظام جديد يحمل الصبغة الوراثية لمبارك الأب، وتحت آلة القمع الأمنية والظروف الاقتصادية والسياسية تشكلت الخريطة السياسية المصرية تحت سطح الركام.
وتفاوتت القوى السياسية فى مقاومة محاولات الإجهاض السياسى بين العنيف والقوى والصابر والمتوارى، كل يعمل فى ظل فكره السياسى. ثمانون عاماً قضاها الإخوان المسلمون تحت هذه الظروف، وما يزيد على الثلاثين عاماً قضتها الجماعة الإسلامية تحت قمع الآلة الجهنمية الجبارة مقاومة من أجل الوجود، وحركات أخرى حاولت التواجد على الساحة السياسية والبقاء فيها.
حاول النظام تشكيل خريطته الخاصة التى طفت على السطح بحكم الواقع، لكن النار كانت تحت الرماد، حتى جاءت ثورة 25 يناير لتطيح بهذا النظام ولتزيل الركام عن سنوات القمع والإقصاء، وظهر من تحت الركام آثار سنوات من العمل الشاق ومواجهة القتل والتعذيب والتغييب فى السجون.
فتيار الإسلام السياسى لم يكن أبداً وليد اللحظة ولا ممتطياً الموجة، ولكنه حافظ على وجوده وبقائه رغم ما واجه من مصاعب حتى إذا ما أزيل التراب عن الخريطة السياسية ظهرت بوضوح التشكيلة الحقيقية لسنوات التعب والمعاناة، فالبرلمان المصرى الآن لم يأت بنبت شيطانى ظهر فجأة، ولكنه أتى نتيجة أسباب منطقية وجهد متواصل.
هذا الصعود اللافت للتيار الإسلامى فى مصر هو مرحلة جديدة وفارقة فى تاريخ المنطقة العربية.
بقى أن يواصل هذا التيار حكمته فى التعامل مع قضايا الوطن الملحة وإبداء المرونة فى هذه اللحظة الانتقالية الحرجة.
فهذه مرحلة أولى قد حسمت لصالح هذا التيار فى البرلمان، وبقيت مراحل ثلاث هامة وحاسمة تمثل بحق عنق الزجاجة لاستكمال تاريخ مصر الحديث.
بقيت معركة الدستور ونظام الحكم والرئيس، فهل يتحلى التيار الإسلامى بالحكمة ويتعامل على تشاركية الوطن، والترسيخ للفكر الإسلامى الراقى، وتقديم النموذج القدوة لدول الربيع العربى؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mena
مش فاضيين هما للكلام دة
عدد الردود 0
بواسطة:
د طارق
حكمة وشفافية