قال الكاتب والناقد السينمائى محمود الغيطانى، إن عددًا من المثقفين كانوا يتاجرون بالراحل محمد كامل، الذى وصف بشهادة أغلب الأدباء والمثقفين بأنه أديب كبير، وقارئ نهّم، وناقد متخفى، وأجمل قارئ فى العالم، لا يتوانى فى قراءة غالبية ما يصدر فى مجالات الإبداع المختلفة، ويسعد المثقفون برؤيته دائمًا فى العديد من المنتديات الثقافية، والاستماع إلى رؤاه فى مناقشات الأعمال الإبداعية والفكرية.
وأوضح "الغيطانى" خلال مشاركته مساء أمس، الثلاثاء، فى الأمسية التى أقمها أتيليه القاهرة؛ لتأبين الراحل "محمد كامل" الذى رحل عن عالمنا بهدوء شديد، عن عمرٍ يناهز الأربعة وسبعون عامًا، أن بعض المثقفين كانوا يستفيدون من "كامل" من خلال مجهوداته ومثابرته على متابعة كل ما يصدر من أعمال إبداعية، ويحرص على المساهمة فى الحلقات النقاشية بتقديم رؤيته حولها، وأن بعض هؤلاء المثقفين كانوا يستخدمون هذه القراءات النقدية للأعمال، ويأخذونها منه بأبخث الأثمان، دون أن يراعوا أنه رجل كبير ويحتاج إلى المساعدة المادية نظرا للظروف التى كان يعيشها – على حد وصفه، مؤكدًا على أن "كامل" كان من الشخصيات التى تنكر ذاتها، ولا تسعى للظهور، وهو ما جعله فى نظر النخبة المثقفة الحقيقية من أهم المثقفين فى مصر.
واستنكر "الغيطانى" حالة التجاهل من بعض المثقفين، وعدم حضورهم لتأبينه، فى حين أنه كان – رحمه الله – حريصًا على حضور أغلب الندوات التى يشاركون فيها، مشيرًا إلى أن عم "كامل" كان يقول دائماً "لا تعول كثيرًا على حال المثقفين فى مصر، فإن من لديه منصب فى الدولة يلتف حوله الناس، وبعدما يخرج ينصرفون عنه".
وأشار الشاعر عادل جلال، عضو اتحاد كتاب مصر، إلى أنه بصدد طرح مشروع فى "الاتحاد" لجمع مبلغ مالى من أجل العمل على نشر كتاب لمحمد كامل، مضيفا أن هناك فكرة أيضا لعمل فيلم وثائقى عن محمد كامل من خلال الصور الفوتوغرافيا والمادة المتوفرة لبعض اللقاءات القليلة عن كامل.