من المعتاد أن نجد عربة الفول بشكلها الملون الكرنفالى فى الأحياء الشعبية، أو أماكن تجمع العمال والموظفين، لكن من غير المعتاد أن نجدها فى أحد أهم الأحياء الراقية فى القاهرة.
وعربة الفول المصرية شأنها شأن كل شىء له طعم أصيل يلتف الناس حوله على اختلاف وظائفهم ومستواهم المادى والاجتماعى.
عربة الفول بشكلها التقليدى ظل وجودها مقتصرا على المناطق والأحياء الشعبية القديمة، ولكن فى العشر أو العشرين سنة الأخيرة سكنت "عربة الفول الخاصة بعم "جمال" العديد من المناطق السكنية الراقية وآخرها كانت منطقة مساكن شيراتون بحى مصر الجديدة.
ويروى ابنه "طه" أن السيارات الفخمة ودرجات الفقراء ترص بجوار بعضهم البعض أمام عربته، كل جاء ليبحث عن طبق الفول المميز الذى يصنعه ويخرجه من "القدرة" طازجا أمام أعين الزبائن، ويشعر الزبون بعد تناول وجبته سواء الغنى أو الفقير بنفس السعادة والشبع وكل منهما يدفع نفس قيمة الوجبة متساويا وأرى وقتها السعادة فى عين الفقير أنه تساوى ولو لمرة واحدة فى هذا الصباح مع صاحب السيارة الفاخرة وتناول نفس الطعام الذى تناوله هو، كما أن بعض الأسر تأتى للتناول وجباتها من على العربة.
ويلتفت طه للخلف ليشير إلى المحل الذى أسسه والده الحاج جمال من مكسب عربة الفول، وبالرغم من ذلك مازال الزبائن يفضلون تناول وجبة الفول من العربة، وهذا يعود لثقتهم فى الطعام الذى يقدم لهم ويعد أمام أعينهم طازجا مع أقراص الطعمية والمخلل والبصل الأخضر، وهم يقفون فى الهواء فى أحد جوانب العربة، ويضيف اضطررنا لزيادة قيمة سعر الساندويتش 25% ليصبح جنيها مثل ما فعلت الميكروباصات بسبب غلاء الخامات وأهمها السولار، ولكن الحمد لله لم تتأثر مبيعاتنا فالشعب المصرى لا يتنازل عن الفول أبدا.
وعن زبائن العربة قال زبائنى من كل المستويات والطبقات الاجتماعية حتى الفنانين ولاعبى الكرة كعصام الحضرى وإبراهيم سعيد وكل من الفنان أحمد سعيد عبد الغنى ومصطفى شعبان.
عربة فول
كتبت دعاء حسام الدين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوالليل
مصر بلد الناس الطيبه