جمال نصار

العنف ليس وسيلة للحوار وبناء الأوطان

الخميس، 03 مايو 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنف هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية، يصدر عن طرف قد يكون فردًا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر، فى إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديًا وسياسيًا، مما يتسبب فى إحداث أضرار مادية أومعنوية أونفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى. ومن أنواع العنف: العنف المعنوى الذى يُحدث الضرر غير المباشر، فيكون ضررًا سيكولوجيًا متعلقًا بالشعور الذاتى. والعنف اللفظى أوالشفوى: وهو الذى يكون بالتهديد باستخدام العنف دون استخدام العنف فعليًا، وغالبًا ما يسبق العنف البدنى الحقيقى هذا التهديد، ولكن لا يشترط تلازمهما فى كل الأحوال، ويتمثل فى السب والتوبيخ. والعنف البدنى: وغالبًا ما يكون ذا طبيعة بدائية، مثل العض أوالبصق، ويمكن أن يتضمن بطبيعة الحال جرائم القتل والضرب والمشاجرة والتعدى على الآخرين. والعنف التلقائى: الذى يُعبّر فيه الفرد عن إحباط يعانى منه، ويكون مصحوبًا بعلامات التوتر.

والإسلام له رؤية فى الحوار مع الآخرين، يقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح: «إن الله رفيق يحب الرفق، وإن الله يعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف»، ومن ثمّ فالعنف فى الدعوة أو الحوار أمر لا يقره شرع أو دين. وعلى ذلك لابد من إشاعة مبادئ وآداب الحوار بين الناس، خصوصًا بين المختلفين فى العمل السياسى، فلا يمكن أن تُبنى الأمم إلا بالحوار البنّاء الذى يهدف إلى الوصول للحقيقة دون تعصّب أو تشنّج، والحوار البنّاء له آداب منها: أن يكون الهدف منه الوصول إلى الحقيقة، فيلزم فى الحوار أن يكون حسن المقصد، وليس انتصارًا للنفس، وفهم نفسية الطرف الآخر، ومعرفة مستواه العلمى، وحُسن أداء الخطاب، وعدم استفزاز وازدراء الغير، فاحترام آراء الآخرين أمر مطلوب، وحُسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر، وتفهمها فهمًا صحيحًا، وعدم مقاطعة المتكلم، أو الاعتراض عليه أثناء حديثه، والتراجع عن الخطأ والاعتراف به، فالرجوع إلى الحق فضيلة، وأن يكون الكلام فى حدود الموضوع المطروح، وعدم الدخول فى موضوعات أخرى، والبعد عن الفحش فى الكلام. قال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن باللعّان ولا بالطعّان ولا الفاحش ولا البذىء»، والبعد عن التنطع فى الكلام، والإعجاب بالنفس، وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين، والتروى وعدم الاستعجال، وعدم إصدار الكلام إلا بعد التفكر والتأمل فى مضمونه، وما يترتب عليه، وعدم المبالغة فى رفع الصوت، إذ ليس من قوة الحجة المبالغة فى رفع الصوت فى النقاش والحوار، بل كلما كان الإنسان أهدأ كان أعمق وأكثر أثرًا.

نخلص من كل ذلك إلى أن العنف ليس وسيلة للحوار، بل يؤدى إلى تشويه صورة المنتسبين إلى الإسلام، ويترك انطباعًا مغلوطًا عن الإسلام والمسلمين، وعلينا مراجعة أنفسنا إذا أردنا أن نكون على الطريق الصحيح لبناء مصر بالأسلوب الراقى، والفعل، والعمل، لا الضجيج ورفع الصوت.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن رمضان

رائع

بجد كلام محترم من انسان محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmad abdelaziz

الكلام على مين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة