فإذا كان عم سمير تحمل فى شبابه فإنه لم يعد يتحمل بعد طعن فى السن فقد، وصل عمرة الـ57 عاماً وإذا كان قد عمل فى الحكومة لكان قد ترقى واقترب عمره إلى سن المعاش التى يجب أن يرتاح فيه، ولكن يبدو أن الفساد الذى كنا نعيش فيه جعل كل هؤلاء ضحايا الفقر والمرض الذى عاشوا فيه طوال حياتهم ولم يتغير حتى الآن ومازال يضع أملاً بعد ثورة 25 يناير أن تتغير الأمور وأن يأتى إلى مصر رئيس ينصفه بعد أن ظلمة من قبل النظام السابق، كما ظلم ملايين غيره.
عم سمير غير ملايين الذين لا يملكون قوت يومهم ويعيشون طوال اليوم فى الشارع ينتظرون بعض الجنيهات لإعالة أسرهم عم سمير لم يستطع أن يقوم بتعليم أولاده ولا شراء مستلزماته من الأدوية فهو عاصر حكم مبارك الذى جعله فقيراً حتى بلغ سن 57 عاماً ولكن للأسف، فعم سمير رغم بلوغه هذه السن فلا يزال يقف فى الشارع يبيع الفول فى مكان صغير للغاية حتى لا يلفت نظر البلدية عندما تقوم بحملاتها ضد الباعة الجائلين.
عم سمير يتناوب العمل على العربة مع ابنة أمير، ولكنه يرى أن أهم شىء فى الدنيا هو التعليم وخصوصا تعليم الأطفال منذ الصغر ويطلب من رئيس مصر القادم ضرورة تعليم الأطفال وتوفير العلاج للناس الغلابة ويقول، "عايز كشك يلمنى بدل وقفة الشارع".
