بدعوة كريمة من الدكتور سامح فوزى مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، سعدت بالحضور مع كوكبة من خيرة المثقفين وأصحاب الرأى والفكر فى ورشة العمل التى عقدها المركز حول متطلبات الجمهورية الجديدة يومى الجمعة والسبت الماضيين، ومثّل هذا اللقاء الهمّ العام الذى يشغل كل مصرى، والجدل الدائر حول العلاقة بين السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، والعلاقات المدنية- العسكرية، أو التى تسود بين الحكم المدنى المنتخب والمؤسسة العسكرية، وحياد جهاز الدولة تجاه المواطنين، والقوى السياسية، والاتجاهات الفكرية، وحقوق الإنسان، والمواطنة، والتعددية الثقافية. وقد شكلت هذه المحاور الأربعة وغيرها مناطق إشكالية فى الجمهورية الأولى، وأدت إلى تفجّر العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية فى المجتمع، فضلا عن التأثير سلبًا على التنمية بمفهومها الشامل. ويظل السؤال الأساسى الذى سعت الحلقة النقاشية للإجابة عنه هو: كيف يمكن وضع معايير رئيسة يمكن الاحتكام إليها فى تقييم طبيعة وأداء الجمهورية الجديدة وفق هذه المحاور الأربعة؟.
وظهر فى الورشة كمّ التنوع والاختلاف فى الرؤى بين مختلف القوى وأصحاب الفكر، وأكثر ما لفت نظرى هو حالة التمسك من بعض المشاركين برؤيته الخاصة، ولم نستطع فى حقيقة الأمر الخروج من الصندوق الذى وُضعنا فيه، وحاولت مرارًا التأكيد على الخروج من هذا الصندوق واعتماد منهجية الرصد والتحليل الخارجى دون الولوج فى التفاصيل، ولكننى فشلت بامتياز، وتأكد لى أننا ما زلّنا نحتاج إلى مثل هذه اللقاءات التى تقرّب بين وجهات النظر وتذيب كم الالتباس المصنوع على تفكيرنا.
وفى يومى 16 و17 من هذا الشهر عقد مركز الحضارة للدراسات السياسية المؤتمر المصرى الأول الذى قادته ببراعة الدكتورة نادية مصطفى، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، والدكتورة باكينام الشرقاوى، وحضره كوكبة أخرى من رموز مصر العلمية والأكاديمية والفكرية لوضع رؤى مستقبلية فى الإصلاح الإدارى ومكافحة الفساد، والإعلام، والبرلمان، والأمن، والمحليات، والمجتمع الأهلى. ولفت نظرى حالة الانسجام والترابط بين المشاركين فى المؤتمر لتوحيد الرؤية والهدف للخروج بنقاط مستقبلية، حاول المنظمون على مدى شهرين الإعداد لها، لتأسيس عمل فكرى جماعى يقدم رؤية شاملة للنهوض بمصر تتأسس على الربط المتفاعل والمتكامل بين الرؤى الكلية، والفكر الاستراتيجى، والسياسات العامة والبرامج التنفيذية. وفتح المؤتمر المصرى الباب لمشاركة المصريين فى صنع مستقبلهم، من خلال الجمع بين مفكريه ونشطائه، حيث تلاقت جهود العلماء والمتخصصين والنشطاء ورواد العمل المدنى على هدف رسم الرؤية الاستراتيجية المستقبلية الحضارية لمصر، تكون منطلقا لعملية حوار مجتمعى. أتمنى لكلا المركزين وأمثالهما المساهمة الفعّالة فى بناء مصر المستقبل بجهود هؤلاء العلماء وأصحاب الرأى والفكر، وأرجو من صانعى القرار ومؤسسات الدولة الاستفادة بمثل هذه المبادرات التى تساهم فى صنع وبناء الدولة الحديثة على أسس علمية سليمة، وإلى الأمام دائمًا، وكل عام وأنتم بخير.
عدد الردود 0
بواسطة:
سالي
منتهي الرمحي....يا ريت تحفظ الالقاب بينك وبينها في مداخلات علشان الموضوع ده بيحرجنا
فوق