تحول مجلس الشورى إلى الهجوم الممنهج ضد الإعلام بكل أنواعه (صحف ـ إذاعةـ تليفزيون ـ فضائيات) بسبب عدم الاهتمام بخبر عودة الصحفية المحتجزة فى السودان، شيماء عادل، على طائرة رئيس الجمهورية بصحبة الرئيس، محمد مرسى.
ووصف المجلس فى جلسته، التى عقدت مؤخرا برئاسة طارق سهرى، وكيل المجلس وحسبما تناقلته الصحف قوله بأن الإعلام مضلل وغير منصف وسلبى لعدم اهتمامه بهذا الخبر بالرغم من الضجيج الذى صاحب احتجاز هذه الصحفية فى السودان، والمطالبة من جانب الصحف بعودتها إلى مصر فى أسرع وقت.
أعضاء المجلس طالبوا الإعلام المصرى بتصحيح مساره والبعد عن الضلال فى تناول نشاط الرئيس محمد مرسى، عكس ما كان يفعله الإعلام خلال وجود الرئيس السابق، والذى وصفوه بأنه كان يملأ الدنيا ضجيجًا وصخبًا لأقل زيارة كان يقوم بها الرئيس السابق المخلوع لأية دولة.
كلمات وانتقادات المجلس للإعلام تنم عن رغبة حزب الأغلبية فى أن يتحول الإعلام إلى أبواق لصالح الرئيس مرسى فى إطار صناعة الفرعون الجديد..
ورغبة الشورى تكشف عن حقيقة أن حزب الأغلبية يلعب نفس دور الحزب الوطنى المنحل وتجاوز حدوده بالانفلات فى التصريحات التى تندرج تحت بند الوقاحة لأنه ليس من الذوق وصف الإعلام بما فيه الصحافة بالمضللين رغم أن السادة أعضاء الشورى نسوا أو تناسوا أن الصحافة المصرية هى التى كانت تدافع عمن كان فى المعتقلات والسجون منهم وكانت تكشف عن الفساد، ولم يكن للرأى العام أن يعرف ما يحدث فى مصر لولا الصحافة والفضائيات التى تمثل الإعلام فكيف يصفونه اليوم بالمضلل والسلبى وغير المنصف لأنه لم يطبل ويعزف أناشيد النصر بتمكن الرئيس بإعادة الصحفية شيماء عادل على متن طائرته.. أليس هذا من حق المواطنة شيماء على رئيس دولتها؟
هل ما قام به من واجب عليه، أصبح يحتاج إلى أن نطبل ونغنى لأمجاد البطل مرسى؟
أرى أن مجلس الشورى هو التنظيم المضلل والمنفلت وغير الموضوعى، والذى يريد من الإعلام أن يتحول إلى بواق نفاق لمرسى..
إننى حزين جدًا لأننى أضطر للخوض فى هذا الموضوع، ولكن ليس من المنطق أن نصمت أمام تجاوزات مجلس الشورى ضد الإعلام لأن دور الإعلام هو كشف الحقائق وأن ينقل نبض الشارع والرأى العام للنظام وليس العكس.. الغريب أنهم يريدون أن يتعامل الإعلام مع الرئيس مرسى بنفس منطق تعامل الإعلام الرسمى مع الرئيس السابق مبارك! كيف تطالبون بما كان سببا من أسباب اشتعال ثورة 25 يناير.
إن عودة الصحفية شيماء على طائرة الرئيس ليست إنجازًا، ولكن يجب أن يُسأل مرسى عن صمته لمدة 14 يومًا والزميلة شيماء رهن الاعتقال دون سبب.. وأن يُسأل أيضا عن استقبال نائب الرئيس السودانى فى القاهرة ومواطنة مصرية معتقلة بيد المخابرات السودانية، دون أن يكون لها اتهام.. أما وأنها عادت على نفس طائرة الرئيس فذلك ليس مطلبا أو مغنما لنقابة الصحفيين ولا للإعلام لأن لا فارق بين أن تعود برفقة الرئيس بعد أن تم نقلها من السودان إلى أديس أبابا لتصعد مع الرئيس طائرته أو أن تعود مباشرة من السودان.
لا أعرف بالضبط ماذا يريد مجلس الشورى من الإعلام والصحافة؟ خاصة بعد إصراره على أن يلعب نفس دور صفوت الشريف فى اختيار رؤساء التحرير.. بالتأكيد ما فعلوه من وضع آلية مشوهة لاختيار القيادات الصحفية ومن خلال لجنة معظم أعضائها غير معنيين بالعمل الصحفى ومع كامل احترامى للجنة إلا أن ذلك ضد رغبة الجماعة الصحفية، والتى تصر على أن أعضاء الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة المنتخبين وشيوخ المهنة هم القادرون على تقييم من يصلح لقيادة تلك المؤسسات حتى لا يستمر مسلسل انهيارها.. لكن وما يحدث ما هو إلا تأكيد على أن استنساخ صحافة وإعلام مبارك هو هدف مجلس الشورى والذى يصف الإعلام بأنه مضلل وسلبى ومخطئ، لكونه رفض أن يكون إعلامًا منافقا يهلل ويطبل ويغنى للرئيس الذى نجح فى فك أسر صحفية بعد تجاهلها رسميًا لمدة 14 يومًا دون ذنب أو جريرة.. والسؤال إذا كان مرسى رئيسا مستقلا ما السبب الذى يدفع مجلس الشورى للدخول فى مهاترات أضرارها أكثر بكثير من منافعها!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة