يحيى قلاش

إنكار الأغلبية وجهل السفهاء!

الجمعة، 27 يوليو 2012 08:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لن نستطيع أن نحرر أوطاننا قبل أن نحرر عقولنا، وأن نشرع على الفور فى إجراء حوار وطنى حقيقى وليس مصطنعا ينطلق من تسليم جميع الأطراف بأن الوطن ملك لكل من يعيشون على أرضه، وأن منطق الإقصاء أوالاستحواذ لتيار أو فكرة أوجماعة أو حزب قد ثبت فشله".

كتبت ذلك فى 31 يوليو عام 2008 أى منذ نحو 4 سنوات فى معرض الحديث عن ثورة 23 يوليو 1952، وقلت: إن هذه الثورة.. شأنها شأن كل التجارب الإنسانية قابلة للنقد والتقييم، وإنها ستظل موضوعا للجدل والخلاف والاتفاق فقد كانت مشروعا عظيما لاستكمال الاستقلال الوطنى وبناء الدولة، وتحول بسرعة إلى مشروع تحرر وتحرير، خاصة بعد أن انحاز قائدها جمال عبد الناصر إلى الجماهير الواسعة من العمال والفلاحين والطبقات الشعبية والمثقفين، وكان منطلقه للتغيير هو تحرير الوطن من إملاءات الاستعمار والقوى الاجتماعية المرتبطة به ومن التخلف الاجتماعى والثقافى داخليا.

وفى معرض المطالبة باحتفال قومى يليق بمرور 90 عاما على قيام ثورة 1919 قلت فى مارس 2009: إن الثورات لا تأتى من فراغ، ولا تولد سفاحا، ولا يمكن لأى ثورة أو تغيير أن يكتسب شرعيته، أو تكتب له شهادة ميلاد حقيقية، وغير مزورة، إلا إذا انتسب لكفاح شعب، وعبرت عن تضحياته، وجاءت لتحقيق آماله وطموحاته وبعض أحلامه، وأن الشعوب لا تغفر أبدا للذين يحاولون تشويه ملامح ثورة نفخوا فيها من روحهم وصاغوها بمداد من دمهم، كما أنها لا تترك أبدًا دون حساب كل من حاول الانحراف بها، أو ركوب موجتها للإبحار فى اتجاهات أخرى، أو ساهم فى سرقتها أو إجهاضها من مضمونها.

ولأن الثورات من صنع البشر فهى مثلهم لها أهداف وتسعى لامتلاك وسائل تحقيقها فى أجواء ليست كلها صفاء، وتجمع من صفات البشر أيضا كل ملامح المراحل، ولها عمر.

وكما كل جيل يسلم الآخر ويستكمل بعده، كذلك الثورات فى الشعوب الحية، حلقات تأخذ كل واحدة من الأخرى وتبنى عليها. وأكدت أنه آن الآوان لكى ندرك أننا أحوج ما نكون الآن لأن نصل ما بين الحلقات فى تاريخنا، وأن نقف لكل محاولات قطع أوصال هذا التاريخ.

واعتقادى الراسخ، وما زال، أن مفتاح شخصية مصر هو تنوعها الشديد الذى على قدر اختلافه الظاهر يكسبها تجانساً عبقرياً ويديم حيويتها، ولا نجاح لقائد أو رئيس أو جماعة أو تنظيم أو حزب يدير شؤونها إلا بإدراك هذه الحقيقة، وبفهم عميق وهضم تاريخى لدوافع ثوراتها المتتالية، وأحسب أن ثورة 25 يناير التى ما زالت تبحث عن مكانها اللائق لتحقيق أهداف الملايين التى خرجت من أجل حقها فى الحرية والعدل والكرامة يمكن أن يوقفها هؤلاء الذين يحاولون مصادرة أى حوار جاد وحقيقى يحفظ لهذه الثورة الملهمة مسارها الذى حفره الشهداء بدمائهم وآلاف المصريين بتضحياتهم.

علينا أن نتصدى لصناع الطغاة وشياطين الاستبداد، وكما قلت من قبل إن الديمقراطية لا يتم وأدها فى صناديق الاقتراع.. وأن الدول التى تعمقت فيها ثقافة الديمقراطية وتداول السلطة لا تتوقف فيها مشاركة الرأى العام بعد عودته من الإدلاء بصوته، وعلينا أن نتعلم أن الشطط فى التعبير لا يعنى العدوان على حرية التعبير.

وأعجب من مثقفين يشاركون دون أن يدروا فى مصادرة هذا الحوار العام فى شعب ما زال يصنع ثورته، بدعوى أن أصحاب هذا الحوار ينكرون ما أتت به صناديق الانتخابات، وأن من يختلفون مع نهج الأغلبية ينكرون حقهم فى إدارة شؤون البلاد.

وجزء مهم من هذا الحوار الدائر يتعلق باستقلال القضاء وحرية الصحافة.. وليس إنكارا مرضيا كما يصور البعض أن يرى البعض الآخر أن تطهير القضاء لن يتم عبر رفض أحكامه أو تسييس منطوقها أو حصار المحاكم وإرهاب القضاة بل باستقلال حقيقى للقضاء فى الدستور والقوانين.. وكذلك الإعلام الذى نطالب بتحريره واستقلاله فيدعونا البعض إلى دخول معارك الإلهاء والفتنة وقبول هوان تصريحات السفهاء من صغار وجهلاء بعض من ينتمون لهذه الأغلبية.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الجيزاوي

إقصائيون

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود المالح (ناشط سياسى)

المستقبل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة