سيدى الرئيس لقد عانيت مع تيارك السياسى من الضربات الموجعة الموجهة ضدكم، كما عانى المجتمع المصرى المعارض للنظام طوال 30 سنة من نفس الشئ مستخدما الإعلام بكل أشكاله كأبواق خاصة يستخدمها لمصالحه ويوجهها ضد خصومه، محاولا تزييف الحقائق وتلونها حسبما يكون فى مصلحته، الأمر الذى أدى إلى انهيار إدارى ومالى وفساد بتلك المؤسسات.. وهو ما لا نريد أن نعود إليه مرة أخرى، ولكننا لا ننكر محاولات العديدين بها، وهم يسبحون ضد التيار من العمل على إنقاذها.
لقد عانت مهنة الصحافة طوال 30 سنة من حبس الصحفيين وحماية المفسدين وقصف الأقلام والمنع من الكتابة وغلق بعض الصحف وضرب المواقع الحرة على الإنترنت بوسائل تخريب إلكترونية والاعتداء البدنى على الصحفيين لوقف حملات الفساد وانتهاك نصوص الدستور المتعلقة بحرية الصحافة وإفقار النقابة حتى تتسول من الحكومة، وتفقد استقلالها وكل فى ظل حالة طوارئ مستديمة على مدى الـ30 عاما الماضية.
سيدى الرئيس إن مطالب الجماعة الصحفية تتركز على الإصرار على عدم العودة للماضى وضرورة معالجة أمر الأجور والحريات والتى أصبحت تمثل انهيارا لمهنة القلم، والتنوير مهنة الصحافة، المهنة التى تمثل مرآة للرأى العام.. فليس من العدل أن ينهار دخل الصحفى فى إطار من التصفيات المقصود بها إذلاله والمساس بكرامته. وليس من العدل أن يكون راتب الصحفى أقل الدخول فى مصر فلدينا أكثر من 2000 صحفى يعيشون بدخل لا يتجاوز حد الكفاف وهم إما مفصولون تعسفيا من صحفهم أوقد توقفت صحفهم بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة. حتى صحفيو الصحف القومية رواتبهم لا يمكن أن تضمن لهم حياة كريمة وهم يمثلون أكثر من 60% من إجمالى عدد الصحفيين بمصر.
أتحدث إليكم وكلنا أمل فى ألا تُعيدوا صناعة الماضى فليست زيادة بدل التكنولوجيا هوالحل، ولكن الحلول العملية هى المعالجة الفورية للأجور بالطريقة التى تحقق للصحفى كرامته، فلنا أن نُعامل معاملة باقى السلطات فى المجتمع وكسلطة رابعة، وهذا ما كان معمولا به قبل أن ينقلب الرئيس السادات وبعبارته الشهيرة "إن مرتب الصحفى أكبر من مرتب رئيس الجمهورية" ليتم الإجهاز على مهنة الصحافة وفى خطوات متسارعة من خلال التجويع ثم توالت الضربات من جانب نظام مبارك حتى أصبح دخل الصحفى عنوانا عريضا للفقر والمهانة.
سيدى الرئيس إننا كقطاع يشمل حوالى 8 آلاف صحفى هم من أسسوا لثورة 25 يناير بجانب باقى القوى الوطنية فى المجتمع قد تعرض العديد منهم للسجن والاعتقال والإقصاء، وأنتم تعلمون أن نضال الصحفيين كان وراء كشف فساد النظام السابق وفضح أمره أمام الرأى العام، الأمر الذى أدى إلى اشتعال الثورة المصرية العظيمة.
اليوم نطالبكم بالوقوف بجانب مطالبنا العادلة خاصة أننا لم نتحرك بأسلوب فئوى لاسترداد حقوقنا كما فعل غيرنا وحقوقنا تتضمن الآتى..
أولا: استرداد حقوق الصحفيين التى تمتصها الدولة من خلال خزانة وزارة المالية وهى الـ15% التى تُحصّل عن الإعلانات من المنبع عن طريق الضرائب العامة. ومن خلالها يؤسس صندوق بنقابة الصحفيين لاستقلال المهنة لموازنة الأجور. لأنه ليس من المنطقى أن يتم التعامل مع الصحفى على الالتزام بواجباته دونما النظر إلى حقوقه.
ثانيا: يجب إلزام جميع المؤسسات الصحفية قومية أو حزبية أو خاصة بدفع نسبة الـ1% بدون حد أقصى لمصلحة النقابة، وحتى يتم معالجة الخلل فى منظومة أجور الصحفيين. خاصة أن الحد الأدنى لأجر الصحفى يجب ألا يقل عن 2000 جنيه وبعد الانهيار فى الأجور الذى تعانى منه الجماعة الصحفية حتى إن أجور آلاف شباب الصحفيين لا ترقى إلى أجور العمال العاديين بأى من قطاعات الدولة.
ثالثا: مطلوب أن يتوازى الصحفى مع أعضاء بعض الهيئات فى الدولة فى الأجور والخدمات خاصة أن تعداد الصحفيين محدود جدا بالنسبة لغيرهم. وحتى تستطيع النقابة ممارسة دورها فى تطبيق ميثاق الشرف الصحفى على من يتجاوز فى واجباته وعلى اعتبار أن أى واجبات تطلب لابد أن يقابلها حقوق تدفع.
رابعا: أن يتم تحويل بدل التكنولوجيا إلى جزء من الراتب الأساسى وأن يكون من خلال الباب الأول والذى يضم الأجور فى موازنة الدولة وأن يصرف للصحف القومية من خلال تلك المؤسسات والحزبية والخاصة عبر النقابة وهذا حق لمهنة تمثل سلطة من السلطات الأربع بالدولة.
خامسا: أن يقر قانون التمغة الصحفية بفرض طابع النقابة على كل الدورة المستندية ما بين المؤسسات الصحفية وكل قطاعات الدولة ومؤسساتها خاصة أو عامة أو أفرادا على غرار دمغة المحامين وأن يكون للنقابة حق الضبطية القضائية لمراقبة ذلك.
سادسا: الانحياز للحريات وحقوق الصحفيين وحماية مواد الصحافة التى وضعتها الجماعة الصحفية فى الدستور والتصدى لمحاولات تفريغ تلك المواد من مضمونها خاصة بعد استبعاد المادتين الخاصتين باستقلالية الصحافة والإعلام عن مجلس الشورى ورفع الرقابة عن الصحافة وكلتاهما الأخطر والأهم بجانب باقى المواد.
هذه هى مطالبنا التى تمثل اللبنة الأولى فى بناء حياة ديمقراطية سليمة خاصة أن مهنة الصحافة تحملت الضربات الموجعة من النظام السابق فى سبيل الوقوف بجانب الحريات العامة فى المجتمع فهم من ناصروا القضاء فى معركته من أجل استقلاله ومن ناصروا كل فئات المجتمع فى مطالبهم العادلة ويكفى أن أول صرخة انطلقت مطالبة بسقوط حسنى مبارك كانت من خلال نقابة الصحفيين عندما أطلق الزميل صلاح بديوى صرخته يسقط الدكتاتور حسنى مبارك كانت فى حضور صفوت الشريف وزير إعلام مبارك فى ذلك الوقت وفى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع للصحافة المنعقد الاثنين 23 فبراير 2004 . هكذا كانت وستظل الصحافة يا سيادته الرئيس صوت الحق الذى لن يصمت عن حرياته وحقوقه كاملة، مثلما لم تتخل عن واجباتها دائما وأبدا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله عبد الجيد
ضد تحويل بدل التكنولوجيا إلى جزء من الراتب الأساسى
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
اصلحوا انفسكم الاول
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوتسنيم
القلم الحر