هناك مواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، وسلط علماء المسلمون وكتَّاب التاريخ الضوء عليها، وبمناسبة الشهر الفضيل ننشر أهم الأحداث التى وقعت فى مثل هذا اليوم من رمضان.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 8 هـ، أمر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) صحابته بالاستعداد للغزو دون أن يخبرهم بالجهة التى يقصدها، ونجح المسلمون بعد أيام بقيادة أشرف الخلق مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) فى فتح مكة، ودخلها الرسول وهو يقول للذين عذبوه وطاردوه وحاولوا قتله وبذلوا الجهود الضخمة لفتنة أصحابه مدة ثلاثة عشر عاماً، ما تظنون أنى فاعل بكم، فيقولون له: خيراً، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، فيقول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام): اذهبوا فأنتم الطلقاء، وكانت هذه نفحة من نفحات النبوة العظمى، ورائحة ذكية من روائح رمضان، دخل الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) الكعبة المشرّفة، وحطّم الأصنام، وطّهر البيت الحرام. وكان وقت صلاة الظهر قد حان، فصعد بلال الحبشى فوق ظهر الكعبة مؤذناً للصلاة، تجاوبت أرجاء مكة لنداء الإيمان حتى يبقى هذا النداء خالداً على الأزل.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 238هـ فاجأ جيش الروم بقيادة تيودور الرابع، ملك الفرنجة، مدينة دمياط فى مصر، بهجوم ليس له مثيل، كان ذلك فى عهد خلافة المتوكل على الله، حيث كانت مصر ولاية إسلامية تابعة لنظام الخلافة، نهب الروم مدينة دمياط. ونشروا فيها الفساد. وأحرقوا المساجد والدور والمخازن. وبقروا بطون الحوامل وقطعوا أرجل الرجال، لكن المسلمين هبّوا لرد المعتدين، الذين عادوا إلى سفنهم فى البحر. وقد هددت هذه الحملة نظام الخلافة الإسلامية، لكن الأمور تبدلت تماماً لبداية الدولة الطولونيّة، ممثلة فى أحمد بن طولون.
دخول أحمد بن طولون مصر:
فى الثانى عشر من شهر رمضان عام 254هـ الموافق 3 سبتمبر 867م دخل أحمد بن طولون مصر من قبل باكباك والى العراق.
بناء جامع ابن طولون بالقاهرة:
فى الثانى عشر من شهر رمضان عام 265هـ الموافق 7 مايو 879م، بنى جامع ابن طولون فى القاهرة.
قيام الدولة العباسية الثانية:
فى الثانى من شهر رمضان عام 331هـ الموافق 9 مايو 943م دخل توزون بغداد من قبل ناصر الدولة ابن حمدان وقيام الدولة العباسية الثانية.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 421هـ رحل الشاعر الأندلسى المشهور أبو عمر أحمد بن درّاج القسطلى، شاعر وكاتب من أهل (قسطلّة درّاج) وهى قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبى عامر، وكاتب الإنشاء فى أيامه.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 567هـ للعام الميلادى 1201، كان رحيل الشيخ عبد الرحمن بن على، الشيخ الحافظ الواعظ، جمال الدين أبو الفرج، المشهور بابن الجوزى، القرشى التميمى البغدادى، الحنبلى، أحد أفراد العلماء، برز فى علوم كثيرة. وانفرد بها عن غيره. وجمع المصنفات الكبار والصغار نحواً من ثلاثمائة مصنّف، وكتب بيده نحواً من مائتى مجلّد، تفرّد بفن الوعظ الذى لم يسبق إليه. وفصاحته وبلاغته من مؤلفاته (زاد المسير)، (جامع المسانيد)، (تواريخ الأمم من العرب) وغيرها الكثير، توفى فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك. وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الأبيات:
يا كثير العفو يا من كَثُرَتْ ذنوبى لديه
جاءكَ المُذْنبُ يرجو الصفحَ عن جُرمِ يديه
أنا ضَيْفٌ وجزاءُ الضيفِ إحسانٌ إليه
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 597هـ وفاة الإمام "أبو الفرج بن الجوزى" شيخ العراق، وإمام الحديث والفقه واللغة والتفسير، وصاحب التصانيف الكثيرة التى بلغت نحو ثلاثمائة مصنف، ومن أبرزها: "المنتظم فى تاريخ الملوك والأمم"، و"صفو الصفوة"، "و"أخبار الأذكياء" وغيرها، هو "أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن جعفر" وينتهى إلى "أبى بكر الصديق" رضى الله عنه.
حظى "ابن الجوزى" بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة فى الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز فى كثير من العلوم والفنون، وبلغت مؤلفاته أوج الشهرة والذيوع فى عصره، وفى العصور التالية له، ونسج على منوالها العديد من المصنفين على مر العصور.
ولد ببغداد سنة [510هـ- 1116م] وعاش حياته فى الطور الأخير من الدولة العباسية، حينما سيطر الأتراك السلاجقة على الدولة العباسية وقد عرف بابن الجوزى لشجرة جوز كانت فى داره بواسط، ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها.
فتح أنطاكية: فى الثانى عشر من رمضان عام 666هـ الموافق 25 مايو 1268م ، فتحت أنطاكية على يد الظاهر بيربس، وأنطاكية كما هو معروف مدينة عربية سورية جنوب تركيا انتزعتها تركيا وضمتها إلى أراضيها.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 672 هـ، رحل صاحب الألفيّة، ابن مالك أبو عبد الله الحيّانى، صاحب التصانيف، ولد فى حيّان وتوفى بدمشق، هو لغوى أندلسى مشهور. ومن الأئمة المشهورين فى علم النحو وسائر علوم اللغة العربية، اشتهر بألفيته فى النحو، وقد سمّاها {الخلاصة}، وهى من ألف بيت فى القواعد.
وطُبعت ألفيته مراراً فى الشرق والغرب، وشرحت على يد الكثيرين، وكانت وما تزال أساس كتب التدريس فى علم النحو مع شرحها لابن عقيل.
كان إبن مالك كثير الاجتماع بابن خِلّكان، توفى ابن مالك فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ودفن بسفح جبل قاسيون فى سوريا.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، لعام 745 هـ نزل ابن البيطار القيروان، فى رحلة للبحث عن خواص بعض النباتات، ابن البيطار هو أول عالِم عربى اهتّم بخواص النبات، وضع فيها كتاب (الجامع الكبير) حوى وصفاً دقيقاً لألفين من النباتات ولابن البيطار كتاب (الأدوية المفردة). وله كتاب (الأفعال الغريبة والخواص العجيبة) ويُعدّان من أهم مراجع النبات والصيدلة قديماً وحديثاً، انتقل ابن البيطار إلى تونس ومراكش، ثم عاد إلى مصر وأصبح فيها رئيس العشّابين، وأغدق عليه الجاه والمال لبراعته وخدمته للإنسانية كلّها.
الملك المظفر زين الدين حاجى، من سلاطين الدولة المملوكية فى مصر، قتل فى مثل هذا اليوم لعام 784هـ بعد حكم دام سنة وثلاثة أشهر، ضمن سلسلة من الحكام الضعفاء فى السلطنة المملوكية، قام السلطان حاجى بتقريب مماليكه منه وتوزيع الأموال عليهم. واضطهد طائفة أخرى من المماليك. وأخذ فى ممارسة القسوة والظلم والطغيان على الشعب المصرى، فتمرد عليه بعض المماليك وقتلوه.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 886هـ الموافق للخامس من شهر تشرين الثانى للعام الميلادى 1481، احترق المسجد النبوى الشريف للمرة الثانية، كانت الأمطار تهطل على المدينة المنّورة بغزارة، فضربت إحدى الصواعق المئذنة الرئيسيّة، حيث كان رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين بن الخطيب بها يؤذن للصلاة، فقضت عليه، وسقط الهلال مشتعلاً.
وانشق سقف المنارة، فالتهمت النيران سقف المسجد واحترقت الجدران والكتب والمصاحف، وعجز الناس عن إطفاء النيران.
وهلك فى هذا الحريق بضعة عشر شخصاً، حيث كتب أهل المدينة للسلطان قايتباى فى مصر، فأرسل المؤن والعمّال وكل المواد لعمارته.
عدوان تايلاندى على المسلمين:
فى 12 من رمضان 1425هـ الموافق 26 من أكتوبر 2004م قُتل 87 مسلما على يد قوات الأمن التايلاندية فى مظاهرات قام بها آلاف المتظاهرين المسلمين فى إقليم ناراثيوات الذى يقطنه غالبية مسلمة جنوب تايلاند؛ للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين مسلمين.
موضوعات متعلقة:
حدث فى 11 رمضان: إسلام بنى ثقيف على يد النبى الكريم.. وهرقل ملك الروم يجمع جيوشه لملاقاة المسلمين فى عهد الصديق.. واستشهاد سعيد بن جبير على يد الحجاج.. وميلاد المعز لدين الله الفاطمى.. ووفاة جنكيز خان
حدث 12 رمضان: الحريق الثانى للمسجد النبوى.. ودخول بن طولون مصر وبناء مسجده.. بن حمدان يدخل بغداد ويعلن قيام الدولة العباسية الثانية.. ووفاة صاحب ألفية بن مالك.. ومذبحة فى تايلاند قُتل فيها 87 مسلماً
الثلاثاء، 31 يوليو 2012 08:54 ص
المسجد النبوى - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة