الواقع أن فصل الإسلام عن السياسة فى أى بلد مسلم بصورة تامة تقريبًا، كانت تجربة جديدة، تقوم بها دولة علمانية قائمة على النمط الغربى، وأدى هذا الوضع إلى انتقال الإسلام من موقع السيادة والسلطة إلى موقع الظل فى الأوساط الشعبية، وإذا أخذنا نموذج تركيا نجد أن حماس الجماهير هناك للرموز الإسلامية، لا يرجع فقط إلى نشاط الجمعيات الصوفية، وغيرها مثل: «النقشبندية»، و«القادرية»، و«النورسية» وغيرهم، أو لكون الحكم معاديًا للدين فى وقت من الأوقات، بل يرجع كذلك إلى رفض المجتمع التركى لأى نموذج اجتماعى، يخرج عن الإطار الثقافى الإسلامى، وخشية هذا المجتمع من رؤية الهوية الثقافية التركية، تذوب شيئًا فشيئًا وسط تنامى نفوذ نمط الحياة الغربية داخل تركيا.
إن من الصعب الآن تحديد عدد أتباع الجمعيات الدينية فى تركيا، وعدد الذين يذهبون للمدارس الإسلامية، لأن هذه الجمعيات والمدارس، لا تعمل كما تعمل الأحزاب، ولكن يمكن أخذ فكرة عن طريق نسبة الأصوات، التى حصل عليها حزب «العدالة والتنمية»، الذى يتزعمه السيد «رجب طيب أردوغان».
فهل استطاع أتاتورك وخلفاؤه من بعده، ومعهم الدستور والقوانين، والتعليم، والإعلام، والجيش، والشرطة، ومن ورائهم الغرب بكل جبروته وقوته أن يجتثوا جذور الأفكار الإسلامية، والمشاعر والتطلعات والقيم الإسلامية، من حياة الشعب التركى المسلم؟!.
يقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوى: «لا يتصور للعلمانية أن تنجح فى بلد إسلامى، لأنها مناقضة لطبيعة الإسلام، الذى تدين به الشعوب المسلمة، ومناقضة لمفهومه وسلوكه وتاريخه، ولا يوجد أى مبرر لقيامها، كما وجد ذلك فى الغرب النصرانى. كل ما تفعله العلمانية أنها تحاول تغيير طبيعة الأمة واتجاهها، والأمة لا تستجيب لها، حيث ترفض أجهزة المناعة فى كيانها، زرع هذا الجسم الغريب فى داخلها، وتقاومه بكل قوة، فينشأ بين الحكم العلمانى وبين الأمة المسلمة صراع، يظهر حينًا ويختفى أحيانًا، ويمتد يومًا، وينكمش يومًا آخر، ولكنه صراع باق مستمر، لأنه صراع بين الذات وبين العدوان على الذات، وقد يكمن كمون النار فى البركان، ولكنه لابد يومًا أن ينفجر»، والاتجاه العلمانى - على كل حال - يعوق انطلاق الأمة بكل طاقاتها، لأنه غريب عنها، دخيل عليها، لا يحركها من داخلها، ولا يخاطبها باللسان الذى يهز كينونتها.
أقول: لقد حسم الإسلام الخصومة المصطنعة بين الدين والعقل، وحرر الإنسان من أزمة الصدام بين الدين والعلم، ولهذا فليس الإسلام بحاجة إلى العلمانية، لأن الأسباب التى أدت إلى العلمانية فى أوروبا لا مكان لها فى الإسلام.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
كلام جميل
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
Anti-secularism
الإسلام دين الفطره , و أي نفس سويه تبحث عن الفطره
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أمريكى
العلمانيه والإيمان..لايجتمعان
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
الإسلام منهج حياة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
سؤال
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
ابشركم العلمانية ستنتتصر فى النهاية
شاء من شاء و ابى من ابى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد طه
الانترنت اللى خلانا نعرف حضرتك ده اختراع الكفار
الانترنت اللى خلانا نعرف حضرتك ده اختراع الكفار
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
الى رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
hussien
هذا أجمل مقال قرأته في اليوم السابع حتي الان
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو فرح
قل موتوا بغيظيكم