كثيرا ما نسمع، وأحيانا أخرى نردد مقولة طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ولكن القليل منا هم الذين يخطون هذه الخطوة ويبدأون مشوار الألف ميل، أما البعض الآخر نجدهم ينتظرون الإجابة على هذا السؤال، فمن أين أبدأ؟ هل الخطوة قبل الخطة أم الخطة قبل الخطوة؟ هل بدون الخطة سأعرف إلى أين سأوجه الخطوة؟ أم سأحتاج لأعرف الخطة أولا. فالبداية بعد تحديد الهدف هو التخطيط للخطوات التنفيذية لتحقيق الحلم، وبهذا المفهوم نستطيع أن نعدل الخطة.
فما هو التخطيط؟ وكيف أخطط بمنهج علمى يجعل حلمى أمامى بصورة واضحة حتى أستطيع الإجابة عن الأسئلة التى من شأنها تعريفى بخطوات أستطيع بإنجازها الوصول إلى هدفى مثل؛ ماذا يجب أن أفعل، وأين، ومتى، وكيف ؟ وما هى البدائل المتاحة وما هو البديل الأفضل؟ فالتخطيط هو عملية وضع أهدافك فى برنامج عملى قابل للتنفيذ، وتحديد الخطوات الفعلية والوسائل التى ستستخدمها لتحقيق تلك الأهداف.
وهو أيضا أسلوب ومنهج لتحديد الإمكانيات والموارد المتاحة لديك ودراستها، بالإضافة إلى تحديد كيفية استغلالها لتحقيق أهدافك خلال فترة زمنية تحددها مع مراعاة كافة الظروف، والأخذ فى الاعتبار نقاط القوة التى تمتلكها وكيفية استغلالها والاستعانة بها لتحقيق الهدف، ونقاط الضعف التى تعوقك عن الوصول إلى هدفك وكيفية التخلص منها وتنمية المهارات حتى ترتقى مواطن الضعف وتصبح مواطن قوة، بالإضافة إلى تحديد الفرص المتاحة واستغلالها على أكمل ما يكون، ومواجهة المخاطر والحد من تأثيرها.
ولكى تكون عملية التخطيط ناجحة يجب فى البداية أن نراعى أن تكون الخطة واقعية قابلة للتحقيق وليست خيالية يصعب تحقيقها، وتتسم بالمرونة وتأتى المرونة بوضع بدائل متعددة حتى تستطيع إختيار البديل الأفضل والأنسب لك ولظروفك ولإمكانياتك، ثم يجىء دورك فى قرار الالتزام وفى التصميم على تنفيذه، لتلتزم بما فى الخطة من إجراءات وتفاصيل، ويتحقق ذلك عن طريق وضع خطة ذكية SMART . فكل حرف من حروف الكلمة باللغة الإنجليزية تمثل منهج خطتك الواقعية المرنة الذكية.
*فحرف S يقصد به كلمة Specific أى محدد، فتحديد الهدف بوضوح هو أولى خطوات نجاح عملية التخطيط للوصول إلى الهدف، فإذا عرفت إلى أى مكان تريد أن تذهب فمن السهل أن تحدد وجهتك وطريقك، أما إذا كان المكان مجهولا فستظل الوجهة مجهولة.
*وحرفM يقصد به كلمة Measurable أى قابلة للقياس، فوضع خطوات تستطيع أن تقيسها ثم تقيمها من ناحية الكم والكيف والزمن يجعل خطواتك قابلة للحكم عليها بالنجاح من عدمه، فى طريقك إلى تحقيق حلمك، وبذلك تستطيع الحكم على نفسك والتغيير والتعديل إذا كان أداؤك غير مناسب أو أن الخطوات غير ملائمة وهنا المرونة فى التغيير والتبديل للوصول إلى أفضل شكل من أشكال التخطيط.
*وحرفA يقصد به كلمة Achievable أى قابلة للتحقيق فوضع خطوات للتنفيذ تستطيع تنفيذها هو السبيل إلى نجاحك والوصول إلى هدفك، فكلما كانت الخطوات واقعية وليست خيالية ووفق إمكانياتك وتتماشى مع قدراتك وظروفك كلما يسرت على نفسك تنفيذ الخطة والوصول إلى حلمك.
*وحرف R يقصد به Resource أى أنك تمتلك مصادر وموارد لتنفيذ خطوات الخطة التى تضعها؛ فالمصادر هى المعارف والشهادات والموارد هى الأموال والقدرات، فكى تبنى منزلا يجب أن تمتلك الأموال لبنائه وأن تكون مهندسا أو تأتى بمهندس مختص يقوم بالعمل.
*وحرف T يقصد به Timing أى التوقيت فتحديد وقت محدد لتنفيذ كل خطوة من خطوات الخطة يجعلك تلتزم بما حددت مسبقا، بالإضافه لإنه يجعلك تقيم أداءك فى وقت محدد من الزمن.
وبالتخطيط لحلمك بوضع خطة زكية تكون بذلك حققت الصفات الأساسية فى التخطيط العلمى وهى؛ الواقعية والمرونة والالتزام وذلك عن طريق الخطوات التالية:
* تحديد الأهداف بوضوح.
* وضع السياسات وقواعد اختيارأسلوب تحقيق الهدف.
* وضع واختيار بديل من بين عدة بدائل متاحة لتنفيذ الهدف المطلوب.
* تحديد الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذا البديل.
* تحديد الإمكانات المتاحة ً.
* كيفية توفير الإمكانات غير المتاحة.
* وضع البرنامج الزمنى اللازم لتنفيذ الهدف.
فإذا كانت الأحلام ممكنة، فهل تنفيذها أيضا ممكن؟ جائز أن الإجابات ستختلف من شخص لآخر، ولكن فى النهاية سنجتمع على أنه إذا كان الحلم ممكنا بالتالى خطوات تنفيذه ستدخل حيز الإمكان، والفيصل هنا هو أنت وقرارك فى البدء فى تنفيذ هذه الخطوات وتحويلها إلى فعل على أرض الواقع، بدلا من أفكار أو خطة على ورق تتحول إلى خطوات تنفذ وأفعال وتصرفات، فابدأ أولى خطوات حلمك واستمد قوتك من ثقتك فى الله، وأعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فأحسن فى العمل تصل لحلمك، وتذكر دائما أن طريق الألف حلم يبدأ بخطة واحدة.
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب:
التخطيط الجيد من أسرار النجاح
الإثنين، 09 يوليو 2012 03:29 م
رانيا المريا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال علوان
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
اميمه
استاااااااذة
عدد الردود 0
بواسطة:
asmaa alex
الاستاذة رانيا غيرت فكرتي تماماً عن علم التنمية البشرية