الاعتداء على خالد صلاح أمام مدينة الإنتاج الإعلامى لن يكون هو الأخير بل سوف تتبعه سلسلة اعتداءات تنتقل من الإعلاميين إلى الصحفيين وهناك رسالة من تحرك ضباط الشرطة ضد صحيفة الدستور فى محاولة منذ يومين لمصادرة الزنكات الخاصة بها فى مطابع الجمهورية على أساس أن هناك حكما قضائيا بمصادرة الصحيفة.
إن ما يحدث هو إعادة إنتاج لنظام مبارك ولكن بطريقة أسوأ، فليس من المنطقى أن يتم تجييش شباب حزب الحرية والعدالة ضد إعلامى أو صحفى أعزل واستخدام البلطجة ضد الخصوم أو المنتقدين.. هذا إرهاب ولابد من التعامل معه بحزم ولكن ما يجعل الأمر أكثر مرارة أنه لم يتم القبض على هؤلاء ولم يتم محاسبتهم، وهو ما يدل على أن ما يحركهم نفس النظام الذى حرك ضباط وجنود الداخلية ليس لتحرير سيناء من الإرهابيين ولكن لمصادرة صحيفة كل جريمتها أنها تنتقد النظام ورئيس الجمهورية وبشدة ولو حتى وصلت إلى حد الإهانة.
وبصرف النظر عن تصرف الصحيفة ولكن ليس مبررا أن تستخدم الجمهورية الثانية بقيادة رئيسها محمد مرسى وهو أحد من عانوا من ظلم أجهزة الأمن أن يستخدم نفس الطريقة فى مواجهة خصومه بعد أن تبوأ مقعده على رأس الدولة فإن ثقة الشعب لم تُمنح لتستغل ضد صاحب رأى أو لمصادرة صحيفة.. وإدانة مرسى وحزبه تظل ماثلة أمام الجميع حتى يتم محاسبة من أصدر التعليمات بذلك وأن يتم القبض على كل من روع الإعلاميين واعتدى عليهم أمام مدينة الإنتاج الإعلامى وإلا فإن ما وصف به مرسى قطاع الطرق بأنهم مجرمون وكرر تلك الصفة لمرات فى خطابة الأخير فإنه يمتد إلى البلطجية المنتمين إلى حزب الحرية والعدالة والذين مارسوا الاعتداء على أصحاب الرأى.
والسؤال كيف يتم التحرك على مسارين فى آن واحد مسار تجهيز فرق من البلطجية لإرهاب الصحفيين والإعلاميين من خلال الاعتداءات البدنية بينما المسار الآخر هو تجيش جهاز الشرطة وتحويله من عمله الرئيسى لحفظ الأمن وحماية الناس وتأمين الممتلكات إلى جهاز لمصادرة الصحف والاعتداء على الحريات العامة.. أخشى ما أخشاه أن يتحول عناصر الإخوان المسلمين فى كل أنحاء مصر إلى عناصر لأمن الدولة الإخوانى الذى يرهب خصومة ويتولى تصفيتهم بمساندة جهاز الشرطة المصرى الذى ارتكب جريمة حمقاء بعدم القبض على المعتدين على الإعلاميين من جانب وقيامه بمصادرة صحيفة الدستور من جانب آخر وحتى الآن لم يتم معاقبة الخارجين على القانون سواء من جهاز الشرطة أو من عناصر الحرية والعدالة التابعين للإخوان المسلمين.
إن ما يصدر من تصريحات على كل المستويات المسئولة فى الدولة وصولا إلى رئيس الجمهورية هى على سبيل الاستخفاف بعقول الشعب وفقط طالما أن الأمور تدور فى فلك التحقيقات والتخمينات بينما المجرمون طلقاء ربما يستعدون للقيام مهام أخرى ضد من يخالفهم الرأى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد العاطى المحامى
مرسى إستهل عصره بحجب الصحف و سحل المعارضين و تلفيق التهم لهم و إرهابهم