هل نحن فى حاجة إلى مهارات الإقناع والتفاوض؟ 2/2

الأمر الرابع من مهارات الإقناع: ارتد النظارة الخاصة بمحدثك، وهنا نتوقف قليلا لنوضح نقطة فى غاية الأهمية ألا وهى أن كل شخص على وجه الأرض يرى أى موضوع من وجهة النظر الخاصة به هو، ومن ثمّ فإنه يظن أن الجميع ينظر إلى الموضوع بنفس النظرة الخاصة به، وهنا تكمن المشكلة حيث إننا جميعًا نصطدم بوجود وجهات نظر أخرى غير التى نراها، وهنا يحدث الصدام ولذلك حتى نتفادى هذا الصدام ونصل إلى مرحلة جيدة فى الإقناع فما عليك سوى أن ترتدى النظارة التى يرتديها الآخرون، ومن ثمّ يرون بها أفكارهم وموضوعاتهم وبعدها تبدأ فى التدرج معهم إلى أن تصل إلى وجهة النظر الخاصة بك أو رأيك فى الموضوع المراد.
الخطوة الخامسة: استخدم دبلوماسية الإطراء قبل الإقناع، وفيها قم بمدح فكرة محدثك والإطراء عليها والثناء عليها ولا تحاول بأى حال من الأحوال أن تنقد الفكرة الخاصة به، بل أظهر ما فيها من مميزات وأمور جميلة وابتعد عن النقد فى كلامك وبذلك فأنت تهيئه لتقبّل أى نقد سيعطى بعد ذلك لفكرته ولكن حذار فى نقدك من استخدام كلمة «إنت غلط فى كذا - فكرتك مش كويسة- فكرة غبية - فيها أخطاء كثيرة…» ابتعد عن السلب دائمًا وحاول أن تظهر نقدك فى صورة ملاحظات، وأمور تحتاج إلى تعديل فقط، وتأكد من أن عقل محدثك سيحترمك جدًا ويقدرك جدًا ويتقبل منك ما لم تستخدم صيغ النقد الجافة والتى تظهر السلبيات أكثر من الإيجابيات.
الخطوة السادسة: استوضح من وصول فكرتك للطرف الآخر بصورة جيدة، بمعنى أن تقوم بسؤال محدثك هل أنا أتكلم عما تقصده؟ - هل قدرت أن أوصل لك فكرتى؟ فإذا ما كان الجواب نعم هنا نقول لك إنك قد وصلت إلى الغاية المقصودة، أما لو كان الإجابة بالنفى فوجب عليك هنا أن تراجع نفسك مرة أخرى فقد تكون قد أخطأت فى إحدى الخطوات السابقة، فراجع نفسك مرة أخرى.
الخطوة السابعة: انه كلامك مع محدثك بأسلوب التخيير مع التأثير، بمعنى أنك إذا ما وصلت معه إلى النهاية فقم بتخييره مرة أخرى بين الرأى الخاص به أو الرأى الخاص بك وهنا نلفت انتباهك إلى أن تقوم باستخدام أسلوب التأثير فى عرضك بمعنى أن تعرض الرأى الخاص به بدون أى تفاعل أو حماس، بل تعرضه بتعبيرات تدل على ضعف هذا الرأى على أن يكون عرضك لرأيه أولا ثم تبدأ بعدها بعرض رأيك ووجهة نظرك على أن تراعى تأثير كلامك باستخدام المؤثرات الخاصة بالحواس ولغة الجسد وتعبيرات الوجه وانفعالاتك وحماسك بحيث يظهر جليًا للطرف الآخر.