حصل الكاتب أحمد سالم على جائزة اليونسكو هذا العام عن كتابه و"بشر الصابرين" وجائزة أخرى عن دار القلم وجوائز أخرى عديدة عن أعمالة الأدبية التى كان يقوم بتأليفها.
يعيش أحمد سالم فى منزل صغير يفتقر إلى أبسط أمور الحياة فقد أصبح بلا أصدقاء أو أقارب بعد أن كان كاتبا له الكثير من الأصدقاء، ويسافر هناك وهناك ويجد زوجته بجواره هى وأولاده الثلاثة فقد أصبح شخصا آخر مريضا، عاجزا حتى عن أن يراعى نفسه بعد أن تخلى عنه أصدقاؤه وأولاده، وأصبح وحيدا يجلس فى منزل صغير بعزبة الهجانة فى بيت خال من الشبابيك على الطوب الأحمر يفتقد لأبسط وسائل الحياة فهو يرقد مريضا بعد أن أصيب بسرطان المثانة.
أحمد سالم هذا الكاتب الذى كان يمتلك كل شىء فى شبابه أصبح لا يمتلك أى شىء عندما أصبح شيخا كبيرا، فقد تجاوز عمره الـ70 عاما، وحاول أصحاب الخير أن ينقلوه إلى أى مستشفى للعلاج دون جدوى رغم احتياجه للعلاج والرعاية الآن.
ورغم مرضه الشديد فهو يحاول ابتكار الكثير من الأشياء من مخلفات بعض اللعب أو الأشياء البلاستيكية أو الخشبية ليعيد صناعتها من جديد، فهو يقوم بالنحت على الخشب أو ابتكار بعض الأشياء من البلاستيك، فهذا الفنان لم يجعله مرضه يتوقف عن الإبداع فهو يبدع وهو يرقد فى فراشه، دون أن يجد قوت يومه، ودون أن يساعده أبناؤه الثلاثة الذين هجروه ولم يسألوا عنه، ولا يعرفون أين يقيم والذى يقوم بخدمته أحد المتطوعين الذين يعتبره كما يقول مثل والده.
يقول أحمد سالم كنت أرسل لمحطة البى بى سى موضوعات تعالج الكثير من الموضوعات وكان لى صفحة فى مجلة رأس الخيمة عن الأدب وعن كل شىء، ورغم قسوة أبنائه عليه إلا أنه يقول إن أولادى أربعة هم إسلام وسمية وهبة وإقبال، ويتمنى رؤيتهم فهو لم يرهم منذ 20 عاما، ورغم الشهرة التى حققها فى سنوات حياته إلا أنه لم يعد يملك سوى بعض الأوراق التى أفنى حياته من أجلها وهى أعماله، والآن لا يجد حتى مرتبا أو معاشا يقتات منه، ولا يجد ثمن علاجه، ويقول أنا عايش على الميه فقط وليس لدى، أى دخل فأنا نحات ومنزلى عبارة عن حدوتة، ممكن أنحت من الخشب، وممكن أعمل نحت من البلاستيك، حيث أشترى بعض أشكال من السوق مثل العرائس وأعيد تكوينها من جديد، بحيث أكون قصة من النحت حتى إذا كانت قطعة خشب اعمل منها شكل.
