صديقى الدكتور عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين شن حملة عنيفة على اليسار المصرى، ورد عليه الكثيرون، لكن بقيت هناك أسئلة حائرة مثل أسباب ضعف هذا التيار الذى كان فى يوم ما أقوى معارضة فى مصر، وماذا عن مستقبله؟
وفى البحث عن الإجابة التقيت بقيادة تاريخية لليسار المصرى محل احترام من كل الأطياف السياسية وهو عبدالغفار شكر.
خطاب تقليدى فى عالم جديد!
هناك أربعة أسباب لتراجع اليسار الوطنى يلخصها هذا الرجل المحترم:
حملة تجريف وتأميم للحياة السياسية كلها فى عهد الرئيس المخلوع، مما أدى إلى ضعف كبير أصاب تلك الأحزاب من مختلف الاتجاهات.
تشويه لليسار واتهامه بشتى التهم، وبدأ ذلك منذ عصر السادات، حيث كان حزب التجمع هو القوة الرئيسية واستمرت حملة الافتراءات حتى هذه اللحظة، وشملت تلقى أموال من الخارج، واتهامات بالكفر والإلحاد.
الدنيا تغيرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتى والأنظمة الاشتراكية فى أوروبا الشرقية، ولم يلتفت اليسار المصرى إلى هذا التغير واستمر خطابه بالأسلوب التقليدى كما هو.
كان هناك نوع من التعالى على الجماهير من بعض المثقفين اليساريين ،مما أثر سلباً على صورته لدى الناس وزاد الطين بلة أن تحركات أبناء هذا التيار بين أبناء الشعب لم تكن على المستوى المطلوب، وشابها الكثير من القصور.
حوار ساخن عن التيار الإسلامى!
قلت للرجل المحترم عبدالغفار شكر: وهناك سبب خامس لم تذكره حضرتك ويتمثل فى تحالف حزب التجمع مع النظام المخلوع ضد التيار الإسلامى بحجة محاربة الإرهاب.
أجاب: غير صحيح! والغالبية العظمى من اليساريين كانوا ضد هذا التوجه الذى قاده الدكتور رفعت السعيد وقلة من أنصاره.
وأضاف عبدالغفار شكر قائلاً: المرحوم نبيل الهلالى القيادة التاريخية لليسار كان يدافع عن الجماعات الإسلامية أمام القضاء، وهذا هو الموقف الصحيح لليساريين.
سؤال: أرجعت ضعف اليسار إلى ما أسميته «تجريف» الحياة السياسية.. لكن التيار الإسلامى استمر قوياً برغم كل الضربات البوليسية التى تلاحقت عليه واعتقال آلاف من أعضائه.
كانت إجابته: هؤلاء لهم وضع آخر، وأساليبهم فى التحرك مختلفة، فهم ينطلقون من المساجد أساساً، ولهم خطاب دينى يجذب بسطاء الشعب إليهم.
لماذا أنا متفائل؟
وعن المستقبل يقول القيادى التاريخى: أنا متفائل، والسبب أنه فى ظل الحريات العامة تزدهر كل القوى السياسية، وعلى رأسها اليسار.
قلت له: لكنه فى انتخابات مجلس الشعب الماضية منى بهزيمة نكراء، ولم يحصل إلا على بضعة مقاعد لا تسمن ولا تغنى من جوع!!
رد قائلاً: هذا ليس بمقياس وانتخابات البرلمان القادم ستشهد وضعاً مختلفاً تماماً، حيث سيكون هناك تحالف واسع بين كل قوى التقدم فى المجتمع، لكن الأهم تحركات شباب اليسار بين الجماهير فى الأحياء الفقيرة الخاصة، لقد تعلمنا من أخطائنا وحالياً تجد شباب حزب التحالف الشعبى الذى أنتمى إليه موجودين بالعشوائيات، وعندهم مشروع متكامل تحت اسم «أحياء» لمساعدة السكان على حل مشاكلهم، وكذلك هناك خطة أخرى للتحرك بين الجماهير تحت عنوان «مش دافعين»!! وهدفنا انتظام المرافق العامة مثل الكهرباء، ومياه الشرب، فلا يتحمل الشعب أعباء تلك المرافق ويدفع الضرائب إلا إذا شعر أن هناك تحسنا ملموسا فى الخدمة التى تقدم له.
تشتت اليسار!
قلت له: لكن هذا التفاؤل يشوبه أن اليسار عرف عنه دوماً التشتت والتفرق، وانقسامهم فرقا وأحزابا، ولم يستطيعوا يوماً أن يكونوا على قلب رجل واحد.
أجاب: كلامك فيه مبالغة شديدة، وبعد الثورة مثلاً شهدنا ميلاد ثلاثة أحزاب يسارية فقط لا غير، وهو التحالف الشعبى الذى أرأسه، والحزب الاشتراكى المصرى الذى يضم خيار الناس مثل أحمد بهاء شعبان، والدكتورة كريمة الحفناوى وزوجها الدكتور محمد حسن خليل وغيرهم، وحزب العمال والفلاحين الذى يرأسه المناضل الاشتراكى كمال خليل، بالإضافة إلى الحزب الشيوعى، وكان قائماً من قبل، وقريباً ستشهد الساحة السياسية الاندماج بين حزبنا والحزب الاشتراكى المصرى.
أمى وزوجتى
وبعدما انتهى حوارنا السياسى بدأ حوار إنسانى، وقال عبدالغفار شكر: أنا مدين لحواء بالكثير فى حياتى.. أمى واسمها «أم محمد» وهذا هو اسمها الحقيقى التى تولت تربيتى أنا وإخوتى بعد وفاة أبى مبكراً، وكانت أجدع من أى راجل! وعمرها حالياً 95 سنة حفظها الله، وكذلك زوجتى السيدة «فتحية العشرى»، وقد تزوجتها منذ أكثر من أربعين سنة، ووجدتها دوماً إلى جانبى فى كل المواقف الصعبة، وهدفها فى الدنيا تمثل فى إسعادى والعمل على راحتى فشكرا لها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م. احمد عبد العال
هذا الكلام لم يكن يصدر إلا منك !!
عدد الردود 0
بواسطة:
د. فتحي فراج
محمد عبد القدوس هو زعيم الاسلاميين القادم